أدناه مع ملخص للرواية عشرات الأقوال من “عالم صوفي”للمؤلف النرويجي جوستاين غاردر والتي تستعرض الفلسفة كرواية.
- – “إن الحيوانات تولد حيوانات، أما الإنسان فلا تلده إنسانا، بل تربيه ليصبح كذلك”.
- – “إدراك الإنسان لجهله هو شكل من أشكال المعرفة”.
- – “نحن لا نعيش عصرنا فقط، إننا نحمل تاريخنا كله في ذواتنا”.
- – “إن تاريخ الفكر دراما مسرحية من عدة فصول”.
- – “الأكثر ذكاء هي التي تعرف أنها لا تعرف”.
- – “العيش بتوازن و اعتدال، هو الوسيلة الوحيدة للإنسان كي يعرف السعادة و التناغم”.
- – “إن الموت لا يعنينا ذلك أنه طالما نحن أحياء، فإن الموت غير موجود، و عندما يأتي الموت لا نعود نحن موجودين”.
- – “جذور التاريخية هي فقط ما تجعل منك كائنا بشريا، أي شيئا آخر غير قرد عار” .
- – “إن في الدين حدود لا يمكن للعقل تجاوزها”.
- كلما كانت تعي أكثر أنها تحيا، كلما كانت فكرة أنها لن تظل هنا إلى الأبد، تتسرب إلى نفسها.
- إن اسوأ الأمور عندنا نحن بني آدم أحياناً أن نفقد شيئاً غالياً علينا ، من أن لا نملكه أصلاً.
- – “الذي لا يعرف أن يتعلم دروس الثلاتة آلاف سنة الأخيرة، يبقى في العتمة”.
- – “لو أن مولودا صغيرا استطاع الكلام، لكان عبر بالتأكيد عن دهشته من الوقوع في عالم غريب”.
- الفيلسوف هو إنسان لم يستطع يوما أن يتعود على العالم والعالم يظل بالنسبة له شيئا غير قابل للتفسير .. وهكذا يمتلك الفلاسفة والأطفال صفة كبيرة مشتركة فالفلاسفة يحتفظون طوال حياتهم بجلد رقيق كجلد الأطفال.
- إن مجتمعاً لا يُعلم ويشغل النساء، هو أشبه بإنسان يستخدم يده اليمنى فقط!
- سئ إن نجمع دمى باربي لكن الاسوا .. أن نكون نحن دمية ياربي.
- كيف يمكن الوثوق بالحواس ؟ ان عملية الرؤية تختلف من انسان إلى آخر في حين نستطيع الوثوق بعقلنا.
- ان العقل، كالضمير، يشبهان عضلة، اذا لم نستعملها تضعف شيئا فشيئا.
- لا فائدة من عبور العتبة، إذا لم نمض حتى النهاية.
- البشر يعرفون دائما كيف يخلقون مشاكل جديدة.
- أنا لست اليوم نفسي قبل أربعة أعوام .. إن مفهومي عن نفسي هو كمزاجي، يتغير من لحظة لأخرى، ويحصل لي أن أرى نفسي ” كائنا جديدا بشكل جذري “.
- “أفلاطون: العالم مشدود بين قطبين :فمن جهة هناك النور الإلهي، واسمه الواحد ، أو “الله”، ومن جهة أخرى هناك الظلام الكلي، حيث لا يستطيع نور “الواحد” أن يدخل.
- كل عمل أفلاطون انصب على جعلنا نعي أن هذا الظلام غير موجود. الظلام هو غياب النور .. لكنه غير موجود. الموجود الوحيد هو “الله” أو “الواحد”.
- عصر التنوير: ” يندرج فلاسفة عصور التنوير في خط الفلاسفة الانسانيين في العصور القديمة، مثل سقراط و الرواقيين ، من حيث إيمانهم المطلق بعقل الإنسان.و ذلك ما يجعل الكثيرون يطلقون على عصور التنوير لقب “عصر العقلانية”.
- هيغل: “إن ما هو معقول ، هو ما يمتلك امكانية الحياة“.
- ماركس: “ يقول ماركس أن الطبقة المسيطرة هي التي تحدد الخير و الشر ، فما التاريخ كله إلا تاريخ صراع طبقات ، و لا يفعل التاريخ إلا رسم خط هذا الصراع على امتلاك وسائل الانتاج.
- سيجموند فرويد:
- “ إننا نحتفظ بهذا “الانفعال اللاواعي” في داخلنا،طوال حياتنا حتى بعد البلوغ. لكننا نتعلم أن نجعل “مبدأ المتعة ” يتنحى لمصلحة “مبدأ الواقعية”.
- الحقبة المعاصرة: “المسرح العبثي ” هو نقيض “المسرح الواقعي” . و هدفه إظهار عبثية الوجود على المسرح ،لدفع الجمهور إلى الثورة.
- الرومانسية:“ هناك الكثير من الملامح المشتركة بين عصر النهضة و الرومانسية، منها، المكانة المعطاة للفن كوسيلة للمعرفة.
- هيغل:“ استعمل هيغل عبارة “روح العالم” لكنه أعطاها معنى مختفاً كلياً . فعندما يقول “فكر العالم” أو “عقل العالم” فإنما يعني مجمل الظواهر ذات الطابع الإنساني .ذلك أن الإنسان وحده هو الذي يمتلك “فكراً”.
والرواية تقدم موجزا في تاريخ الفلسفة. صدرت عام 1991م، وسرعان ما ترجمت لاحقًا إلى أكثر من ثلاث وخمسين لغة من لغات العالم، وقدِّر عدد مبيعات الرواية بأكثر من ثلاثين مليون نسخة حول العالم، كما تمَّ تحويلها إلى فيلم سينمائي.
في رواية عالم صوفي هنك فتاة عمرها أربعة عشر عاماً ، تعيش مع والدتها في النرويج، والدها يعمل قبطان و هو دائم السفر.
تبدأ أحداث الرواية عندما تتلقى صوفي رسائل من شخص يبدو مجهول الهوية في البداية. تتضمن أول رسالة سؤالين غريبين “من أنتِ؟”، و”من أين جاء العالم؟”.
من ثم تصلها بطاقة بريدية تبدو أنها وصلت بطريقة خاطئة كتب داخلها إلى “هيلد مولار كناج بواسطة: صوفي أمندسن”.
تتوالى الرسائل التي تأخذ شكل دروس في الفلسفة ، يكشف مرسل الرسائل عن نفسه شيئاً فشيئاً ، ليعرف لاحقاً أن اسمه هو :”ألبرتو كنوكس”، رجلُ في الخامسة و الخمسون من عمره .
ليتبين لاحقاً أن مرسل البطاقة البريدية “ألبرت كناج” يمتلك قدرات خارقة ، يحاول التدخل بها في حياة صوفي ليتولى معلمها “ألبرتو كنوكس” مهمة تعليمها مقاومة ذلك عبر تعليمها للفلسفة ، و الذي يعتبر أن الفلسفة هي الطريق لفهم العالم من حولنا.
تتفاعل صوفي مع الدروس عبر إرسال الرسائل لمعلمها الذي يحاول إصال الأفكار لصوفي بطرق تدريسية تفاعلية عبر أسئلة و إجابات ، و شرائط فيديو غريبة نوعاً ما حيث يظهر لها بلباس يوناني في زمن أرسطو و أفلاطون حيث يظهر الفيديو و كأنه تم تصويره في زمنه الحقيقي.
ملخص القصة
صوفي أمندسن هي فتاة في الرابعة عشر من عمرها، تعيش في النرويج عام 1990. تعيش مع قطها شريكان، وسمكتها الذهبية، وسلحفاتها، ووالدتها. والدها هو قبطان على ناقلة نفط، وهو بذلك متغيب معظم أوقات السنة، عموماً هو لا يظهر في الكتاب.
حياة صوفي تبدو متوترة مع بداية الكتاب، ويبدأ ذلك بأن تجد رسالتين غامضتين في صندوق بريدها فيها (“من أنتِ؟”، و”من أين جاء العالم؟”)، ومن ثم بطاقة بريدية معنونة إلى “هيلد مولار كناج – بواسطة: صوفي أمندسن”. وبعد ذلك تستقبل مغلفاً يحتوي على مجموعة أوراقٍ تجد فيها دروساً في الفلسفة.
بأسلوب تواصلٍ غامض، تصبح صوفي طالبة للفيلسوف “ألبرتو كنوكس” ذي الخمسة وخمسون عام؛ والذي يبدأ مجهولاً تماماً، وتدريجياً يكشف عن نفسه شيئاً فشيئاً ليتبين أن الرسائل والأوراق الفلسفية كانت منه، ولكن البطاقة البريدية لم تكن كذلك، فهي مرسلة من “ألبرت كناج”، المايجور العامل في قوى حفظ السلام لدى الأمم المتحدة العاملة في لبنان.
يشرع ألبرتو بتعليم صوفي تاريخ الفلسفة، وذلك بسرد الأحداث الفلسفية الهامة بدءاً من “الفلسفة اليونانية قبل السقراطية”، وصولاً لـ”لفلسفة الوجودية الخاصة بـ”سارتر”. وبالإضافة للدروس الفلسفية، تحاول صوفي وألبرتو كنوكس في صفحات هذه الرواية الكشف عن الأسرار الغامضة المرتبطة بـ “ألبرت كناج”، والذي يتبين أنه يمتلك قدرات خارقة للطبيعة (كقدرات الاله التي في مخيلة الناس في ايام الفايغكينس ).
فلسفات القرون الوسطى
تتعلم صوفي لاحقاً عن فلسفات القرون الوسطى من خلال دروسها مع ألبرتو كنوكس الذي يظهر فيها مرتدياً زيّ راهب في كنيسة قديمة، وتتعلم عن جان بول سارتر في مقهى فرنسيّ، وذلك ليضع ألبرتو أمام صوفي الظروف والأساليب التدريسية المناسبة لكل درس فلسفي، وقد بدأ ألبرتو درسه بإرسال أسئلة لصوفي بوقت سابق لتتفكر فيها، ومن ثم يرسل لها الإجابات عن تلك الأسئلة عبر الدرس.
وهنا تدمج الرواية بين الدروس الفلسفية والأحداث التي تحدث مع صوفي، حيث علاقاتها مع والدتها وأصدقائها. ولكن الجزء الأكبر من الرواية هو الجزء الفلسفي القائم على الدروس الفلسفية، والأسئلة والعلاقة مع “ألبرت كناج” الذي نجده يتدخل بحياة صوفي بشكل خارق، ويحاول هنا “ألبرتو” تدريب صوفي مقاومة ذلك عبر تعليمها كل ما يعرف عن الفلسفة. والذي يؤكد لها بأن الفلسفة هي الطريق الوحيد لمعرفة الإجابات عن العالم.
تتداخل في الرواية أحداث تعتبر مستحيلة، حيث ترى صوفي مرة نفسها في المرآة تغمز بعينيها الاثنتين، وترى حقيقة سقراط وأفلاطون. ولكن ككتاب فلسفيّ ناجح، نجد الإجابة المقنعة عن كل تلك الأحداث الغريبة مع قراءة صفحات الرواية، حين تستطيع صوفي و”ألبرتو” الهروب من “ألبرت كناج”.
المحتوى التاريخي:
يندرج أول درس تحت عنوان :ما هي الفلسفة؟، ثم تتوالى الدروس ، فتتناول الأساطير و ماذا تمثل ، فلاسفة الطبيعة ، ديمقريطس و نظرية الذرة ، القَدر ، العلم و تاريخ الطب ، سقراط -الأكثر ذكاءً هي التي تعرف أنها لا تعرف- و فلسفة أثينا و من ثم أفلاطون و أكاديميته و أفكاره و خلود النفس.
ننتقل إلى الفلسفة الهيلينية و مفهوم الحياة و التسامح، و يعرج الكاتب بشكل طفيف على الفلسفة العربية .
ثم ندخل في عالم التصوف و تاريخها بشكل مركز و سريع.تعرف على روايات متعلقة بالصوفية (موت صغير- محمد حسن علوان – و قواعد العشق الأربعون-أليف شافاق)
من ثم نتعرف على مصطلح الهندو – اوروبيون ، لننتقل إلى الساميون ، و اليهودية، المسيح و بولس.
لنصل إلى القرون الوسطى و سمات هذه الفترة ، و عصر النهضة ، و القوطية ، لنتعرف على ديكارت و المنهج الفلسفي .
لنتعرف لاحقاً على سبينوزا ،و لوك، و هيوم،و بيركلي ، و بجركلي .
ثم نصل مع صوفي و رسائلها إلى عصر التنوير ، لنتعرف فيما بعد على كانْت الذي كان أول فيلسوف يشغل كرسياً للفلسفة في الجامعة.
لنتعرف على آخر مرحلة ثقافية كبيرة عرفتها أوروبا و هي الرومانسية ، من ثم هيغل الذي يعتبر نهاية الأنساق الفلسفية الكبرى لتحل محلها فلسفة الوجود ، لنتعرف على كيركيغارد الفيلسوف الوجودي الذي كان يدافع على المفهوم الفردي ،
و لننتقل بعدها إلى ماركس فيلسوف المادية التاريخية .
و من ثم نتعرف على صاحب نظريات النشوء و الارتقاء “داروين”
و من بعده فرويد ، لنصل أخيراً إلى الحقبة المعاصرة .
عالم صوفي ليست مجرد رواية و أحداث إنما هي كتاب كلاسيكي مركزويستحق أن يوضع في صدارة اهتمامتنا طوال الوقت.
إنه مرجع جاهز في أي وقت تحتاجه لمراجعة تاريخ الفلسفة بشكلها الأبسط ويغني الجميع عن التوغل في دهاليزها الغامضة، التي يعشق التجول فيها المختصون والمتابعون.
الدروس المستفادة من رواية عالم صوفي
عند قرأتك رواية عالم صوفي ستشعر أن أفاقك تنفتح بشكل أكبر وتعيد التفكير في أسئلة قد تظن أنها في غاية التفاهة.
ولكن هذا الكتاب يستطيع أن يغير رؤيتك للحياة، ويكشف لك المنظور النمطي الذي لم نعرف غيره طوال حياتنا.
فتبدأ الروية بسؤال موجة من كونكس لصوفي عندما تجد ظرف مغلق في صندوق البريد مرسل لها من شخص لا تعرفه يسألها (من أنت ؟ ومن أين جاء العالم ؟) .
وتدمج سطور الكاتب النرويجي بين ما تتعلمه صوفي وكيف يتطور تفكيرها بشكل تدريجي ، وعلى الجانب الأخر علاقتها بمن حولها و كيف تتغير حياتها ، ويعد الكتاب تجربة رائعة في رحلة إلى عالم الفلسفة بالنسبة للقارئ.
ويمكن تحميل الكتاب فهو متوفر في مواقع كثيرة.