زار وفد من الفنانين المصريين مدينة تكريت بمحافظة صلاح الدين اليوم الأحد للمشاركة في إحياء الذكرى السنوية الأولي لـ “مذبحة سبايكر” التي ارتكبها تنظيم (داعش) الإرهابي عقب اجتياح الموصل، وتضامنا مع الشعب العراقي في مواجهة إرهاب تنظيم(داعش).. ضم الوفد الفنانين محمود الجندي وحنان شوقي ووفاء الحكيم.
وقال الشاعر العراقي حسين القاسم – انه تم توجيه الدعوة للفنانين المصريين من قبل هيئة الحشد الشعبي التابعة لرئاسة الوزراء العراقية لإحياء الذكري السنوية الأولى لمجزرة سبايكر.. مشيرا إلي أن من بين المدعوين الذين حضروا اليوم الشيخ حسن الجنايني من علماء الأزهر الشريف والشاعر التونسي محمد الهادي إلى جانب شعراء وفنانين عراقيين.
وأضاف: إن هذه هي الزيارة الثانية والتي سبقتها زيارة للفنانين أحمد ماهر وحنان شوقي ووفاء الحكيم عقب تحرير تكريت من سيطرة داعش، مشيرا إلى أن احتفالية اليوم شملت مهرجانا شعريا وكلمات تضامن للضيوف.
وذكرت حنان شوقي في كلمة خلال الاحتفالية أن العراقيين ضحوا بأرواحهم في الحرب ضد تنظيم(داعش) الإرهابي وقدموا آلاف الشهداء ومن بينهم ضحايا مجزرة سبايكر، وقالت: إن العراق يحمل عبئا كبيرا في مواجهة الإرهاب، وأن شهداءه هم شهداؤنا جميعا.
ولفت الفنان محمود الجندي إلى أنه شعر بالصدمة عندما رأى موقع المقابر الجماعية في تكريت وتعرف على تفاصيل مجزرة سبايكر .. ووصفها بأنها “جريمة شنعاء” .
وأكد الجندي تضامنه مع الشعب العراقي وشدد على ضرورة مساندة العراق في حربه ضد الإرهاب ودعم جهوده في تطهير مناطقه من داعش، وقال: إن العراق ومقاومته الشعبية تستطيع تطهير البلاد من الإرهاب وداعش.
ومن جانبه، أشار الشيخ حسن الجنايني إلى أن زيارته للعراق تأتي بصفته الشخصية متضامنا مع الشعب العراقي في محنته .. داعيا إلى ضرورة استمرار التواصل مابين الشعبين المصري والعراقي، اللذين تربطهما وشائج تاريخية، ليعود التضامن العربي قويا ليواجه مايخطط للمنطقة من شرور.
ونبه إلي أن داعش جماعة متطرفة فكريا تقتل المسلمين سنة وشيعة والأقليات من غير المسلمين وكل من يخالف منهجهم المنحرف.. مطالبا بضرورة مواجهة داعش فكريا بترسيخ منهج الإسلام الوسطي، الذي يؤكد التسامح والتعايش مابين البشر جميعا على قاعدة الانسانية.
وأشارت وفاء الحكيم إلى أن زيارة الوفد تستهدف مواساة الأمهات العراقيات اللائي فقدن أولادهن في الحرب ضد الإرهاب، وقالت: إن المرأة العراقية قوية وصامدة وهي مصنع الرجال، قابلت اليوم إحدي الأمهات التي ولد لها حفيد عقب استشهاد ابنها وأطلقت عليه اسم أبيه وقالت أنه سيكمل مشواره من أجل أن يتحرر العراق من الإرهاب.
وأكدت تضامنها مع الشعب والمرأة العراقية التي تعمل كما نعمل جميعا في المنطقة العربية على تربية جيل جديد يواجه مخططات التقسيم وتمزيق الدول العربية من خلال ترسيخ الوسطية والاعتدال والتسامح والتعايش ونبذ الفرقة والتطرف، وهذا دور المثقفين والفنانين في توصيل هذه الرسائل للجمهور العربي.
رفات ضحايا سبايكر
على صعيد متصل، قال وزير حقوق الانسان العراقي محمد مهدي البياتي إنه تم استخراج رفات 1013 من ضحايا مجزرة سبايكر في محافظة صلاح الدين حتي اليوم الأحد. وقال البياتي- في تصريح صحفي اليوم- إن الوزارة اكتشفت بعد تطهير مركز محافظة صلاح الدين من قبضة داعش 10 مقابر تعود لشهداء سبايكر داخل منطقة القصور الرئاسية بتكريت رفعت منها رفات 997، فضلاً عن ثلاث مقابر في العلم والدور شرق تكريت رفعت منها رفات 16 شخصا.
وأشار إلى أن الوزارة سلمت الرفات إلى دائرة الطب العدلي بوزارة الصحة لإجراء تحليل البصمة الوراثية #### DNA ####.. لافتا إلى أن الوزارة تتحرك في عدد من الجهات والمؤسسات الدولية لإدخال هذه المجزرة ضمن لائحة جرائم الإبادة البشرية.
يذكر أن “مجزرة سبايكر” نفذها تنظيم(داعش) ، ويتهم بعثيون من فلول نظام صدام حسين بالمشاركة بها، عقب أسر جنود عراقيين من قاعدة سبايكر في يوم 11 يونيو/حزيران 2014 ، بعد سيطرة التنظيم على مدينة تكريت بمحافظة صلاح الدين ومدينة الموصل بمحافظة نينوي، حيث أسروا 1700 جندي وقادوهم إلى الصحراء وقاموا بقتلهم رمياً بالرصاص ودفن بعضهم أحياء ، وقد صور عناصر (داعش) المجزرة، التي نجا منها بعض الجنود العراقيين، ورووا ماحدث من تسليم القاعدة وهروب القادة العسكريين.
