أعلن المفكر منصور الناصر في عنوان رئيس لمقال له عن اكتشاف حقيقة الدين..
كما نشر فيديو حول الموضوع بعنوان الدين هو المؤامرة وأن الشيطان هو المصمم الذكي، داعيا إلى ضوررة تجديد الإله متسائلا: أما حان وقت تجديد الإله؟
وليس جهة تتعرض لمؤامرة!
ليس هذا فحسب با أن فكرة الله مؤامرة أيضا!
ونحن بمجرد اعترافنا بوجود إله اعترفنا بوجود رجل دين يسيطر علينا ويتحكم بأمرنا!
أما الله فهي فكرة-مؤامراتية بامتياز
اكتشاف حقيقة الدين
- حقيقة الدين: تعليقا على فيديو بعنوان اعتراضاتي لي الدين: قال لي من أنت كي تعترض على الدين؟
- هذا السؤال الاعتراضي خطير جدا ويستحق تحليلا معمقا.. فهو يكشف الطريقة التي يرى فيها المتحدث نفسه.. والموضوع الذي يضعها فيه.. إنه مستغرب من وجود أحد ما يعترض على الدين الموجود.. إنه اشبه بشخص عاش عمره كله في حظيرة أو سجن.. ولم يعد يتخيل إمكانية أن يعترض أحد على النظام الذي يسير عليه هذا السجن أو الحظيرة..
أي أنه لا يرى نفسه باعتبارها جزءا مستقلا خاصا به فقط.. إنما هو كائن منزوع الهوية والشخصية.. وغير مستعد لأن يفكر ولو للحظة في استعادتهما.. إنه إدمان على الغياب والحضور الدائم في أفق آخر غير أفق الذات.
وهو إدمان أشد وأخطر من الإدمان الكحولي. لأنه إدمان مستديم، ولا يحتاج سوى الاحتساء الدائم لعبارات دينية مكرورة وفرائض يومية ومكثفة قدر الإمكان. - ولكن الإنسان تبقى له فرديته وخصوصيته مهما حاول، فما العمل؟ تسليم أمره لغيره تبقى هذه الذات تابعة منقادة مركوبة مستعدة لأن يضحى بها في أي خلاف أو معركة.. وهذا مرحب به من قبلها أي تلك الذات ليست المستلبة (حسب ماركس)، بل الملغاة تقريبا. وسيكون ما تبقى منها متشوقا للتضحية نفسه من أجل الجماعة التي أدمن الانتماء إليه.
- وهذا الإدمان يكشف حقيقة الدين التوحيدي الجوهرية.. وهي أنه وضع وصمم خصيصا لكي لا تتاح الفرصة لأي أحد أن يعترض..
- هنا نعثر على الاكتشاف الخطير الذي تتم مواراته باستمرار بألف كذبة وكذبة، وهو أن الهدف من الدين موضوع سلفا..أي أن البداية لم تنطلق من الدين.. إنما من الهدف الذي صمم الدين خصيصا لتنفيذه..
- بمعنى أن ما نسميه دين هو المؤامرة وليس جهة تتعرض لمؤامرة! وهذا واضح لدى تحليلنا لنشاط أي حركة دعوية دينية.
حتى عمليات التظلم الدينية فهي جزء من المؤامرة.. - أمضي أبعد واقول بل إن فكرة الإله بحد ذاتها مؤامرة كبرى على البشرية جمعاء لم تستطع أغلب البشرية التخلص من شرها حتى الآن وخاصة في البلدان العربية.
- الصديقة فريدة تقول ما علاقة رجال الدين بالخالق؟ لماذا يقفون بيننا وبينه؟ الجواب لأن الخالق من اختراعهم 100% وهو وجد لتمرير وتبرير عملهم وهو السيطرة على البشر وتحويلهم لقطيع مطيع! هذه الخلاصة!!
عليه القول ما علاقتهم بالخالق هو جزء من الكذبة. لأننا اعترفنا بوجود خالق. مجرد الاعتراف بالخالق يمنحهم الشرعية!
وهنا يصبح المعترض عليهم اعتراض على الخالق.. كيف؟ لأنهم يعولون على الجهل والغباء البشري المختلط بالوحشية وشهوة ممارسة سلوك عدواني الموجودة لدى الأغلبية. النبيه الذي سيعترض سيصفى بكل شكل - هنا نفهم عبارة الدين الصحيح.. وهي أن يحسن العبد القيام بواجبات الطاعة.. مشكلة الدين الصحيح الكبرى تصبح في كيفية ضمان الطاعة المطلقة للعبد! وليس تقليل نسبة الطاعة والواجبات الملقاة عليه.
- الكشف الأخير بالغ الخطورة.. والأخطر أنه يبدو بديهيا للأغلبية وذلك من شدة التلقين والتكرار والتعود على أداء هذه الفرائض والعبادات الكارثية.
- نقطة أخرى وهي أن من يعترض، يعترض على من لديه رأي في موضوع الدين، فقط لأنه لا يرى نفسه ضمنا أن
الشيطان هو المصمم الذكي وليس الله!
الله الحقيقي هو داخل النفس وليس خارجها.
من المستحيل أن يكون الله هو خالق هذا الكون السيء..
على العكس هو الذي يقاوم من وضعه في هذا المأزق
- التاريخ مليء بالكلام عن دلائل وجود الله.. في الحقيقة أنهم يبحثون في دلائل وجود الشيطان..
- لو كان للشيطان قدرة على ابتكار عام أسوأ لما وجد عالم أسوأ من هذا العالم!!
- الله بالتالي معتقل نوع من الحل لمواجهة سطوة الشيطان
- ولأننا متحيزون للإله الذي فينا لا نستطيع إلا التنكر للشيطان الذي خارجنا.. أي في هذا العالم البشع القاسي..
بالتالي يصبح الإنسان هو المكان الوحيد لظهور الله .. بل الإنسان هو آخر فرصة متاحة لوجود إله حقيقي. غير إن هذا الإنسان ما زال يعتقد أن هذا الإله هو الشيطان وليس العكس!! - كيف انقلبت الأدوار إذن؟ السبب يعود إلى صعوبة الانتصار للإله الوجداني فينا. يجب التملق لشروط العالم الخارجي واتباعها
- فماذا حصل؟ يصرخ رجال الدين وهم أتباع الشيطان-الإله وأكبر ممثليه علينا طاعة الله هذا ما يصرح به لسانهم، أما يدهم فترفع وفي الوقت نفسه أخطر سيوف الشياطين لمن يعصي أمرهم.. فهل هناك شيطانية أكبر من هذه؟
أما حان وقت تجديد الإله
هل يعرف الله دينه؟
تجديد الإله أم تجديد الدين؟
يتغير نوعية الإله
كان نموذج الإله متطابقا مع حكام زمانه..
آلهة هذه أيام لا تحتاج عرشا.. ولا طاعة مطلقة.. لا تستطيع ولن تنجح في إيصال رسالتها
يجب أن يكون الإله بمستوى اعلى من البشر وليس العكس..
فما معنى أن يطلب من الناس الطاعة العمياء؟
كان هذا مفهوما زمن الأمويين والرومان
الآن كلا.. لن يتقبل أي إنسان هذا الأمر
السبب هو أن البشر لم يعودوا جماعات إنما مجتمعات..
وعليه يجب أن يكون هناك إله يتقبل فكرة وجود مجتمعات وإلا حكم على نفسه بالانقراض..
النموذج المسيحي المتسلط يذوي الآن لهذا السبب تحديدا
تعريفي للإله من قراءاتي في تاريخ الأديان واللاهوت والأديان المقارنة وعلم الأديان المقارن والاجتماع..
من خلال هذه القراءات الدقيقة توصلت إلى أن الإله هو رمز للجماعة به تعرف نفسها وعبره تميز نفسها عن غيرها.
وهو تمييز لابد منه أي أنه تمييز إجباري. تحكمه وتفرضه ظروف نشأة أي جماعة وبالتالي أنماط العلاقات المختلفة التي تعتمدها وتنجح في الاستمرار معها.
إله محمد كان مناسبا لعصره .. فليتغير لا مشكلة… لو كان محمد موجودا الآن لما استطاع أن ينفذ نموذجه الإلهي
لا توجد مشكلة ستحدث اعتراضات كثيرة؟ لا مشكلة الاعتراضات موجودة دائما..
بالعكس كانت الاعتراضات والخلافات على قضايا تافهة أو لا تعنى بشأن الإنسان
الإنسان كائن صعب متطلب القرآن نفسه يشكو منه.. علينا أن نفهم هذه الشكوى.. كانت الضغوط هائلة على الجميع أذكركم بحديث جهينة الذي قتل صاحبه
— ستقولون سننتهك المقدسات ونعصي الله علينا أن نفهم أن القداسة وجدت لكي يحافظ الجميع على التزاماتهم
لا يوجد دستور مثالي كما لا يوجد دين مثالي..
هذه كذبة ضرورية مارستها الأديان والحكومات.. جان فالجان في قصة البؤساء خير مثال..
ملتزم حتى اللعنة بالقانون! من أجل كسرة خبز سجن عمره كله!
الإنسان أصبح ناضجا وعلى الله أن يكون أنضج منه
لا حاجة للاستمرار بهذا الغباء .. هذه المعاناة التي باتت مرضا وإدمانا . وصل إلى حد عدم الاعلان عن وفاة أمي أو أختي صورة محجبة فارغة!!
هل يعقل؟ لماذا كل هذا؟ السبب واضح هو الغباء غباء المتحكمين بالناس وتطرفهم وجشعهم المرضي للمال والسلطة المطلقة..
وهي مستمدة من سلطة إلهية تاريخية مشوهة ..
خرافة تحالف السياسة مع الدين
كنت مقتنعا تماما أن الصحوة الدينية جرى تنشيطها إثر تحالف بين الساسة وقام بتنفيذها رجال الدين..
هذا الموديل هدفه الإشارة إلى أن الساسة هم من يتحكم بسير الأمور.. وأن رجال الدين ليسوا إلا أداة يستعملها الساسة كيفما شاؤوا..
ولكن هل هذا صحيح؟
لا أظن..
والسبب يتضح من خلال الجواب عن سؤال حجم سلطة كل منهما أعني رجل السلطة ورجل الدين..
طبعا هو سؤال صعب.. ويحتاج بحثا لسنوات وحده.. ومع الأسف لا وجود لبحث من هذا النوع.. ولن يوجد لعدم وجود سلطة تسمح به أصلا!
لهذا سأستعين بمناقشة حوادث مفصلية تاريخيا مثل لقاء بريجينسكي السادات سنة 1979
نحن شعوب كما يبدو محتلة دينيا
استعانة السياسيين برجال الدين.. ليسبهدف نشر الخطاب الديني… بل لأن الخطاب الدين لديه رصيد جماهيري كبير جدا