كتب منصور الناصر- تحت عنوان موجز كتاب أفول الغرب -نقد وتحليل مع إطلالة على تعليق خالد منتصر على صورة شيخ الأزهر مع الكتاب .. شيخ الأزهر يقرأ كتاب أفول الغرب، فما هي حقيقة هذا الكتاب الذي أثار كل هذه الضجة؟
هل أن هذا الكتاب يبشر بأفول الغرب أم يحذر العرب بشدة من ذلك؟
و لماذا يحذر العرب من ذلك بدلا من أن يعتبرها فرصة لاستعادة دورهم؟
هل أن توقعات خالد منتصر كانت صحيحة أم أنه كان على خطأ واضح؟
وهل أن هذا الكتاب يؤكد أن لا أمل في نهوض العرب وأن أمل العرب الوحيد في بقاء حضارة الغرب؟
قبل أن نقدم موجزا ماذا حدث بالضبط؟
https://www.youtube.com/watch?v=mGhqwrMBLXg
بدأت المعركة بين أنصار التخلف وأنصار والتقدم والتنوير
حين ظهر شيخ الأزهر أحمد الطيب ومعه صورة لكتاب يقرأ فيه باسم “أفول الغرب” أثناء عودته على متن طائرة من رحلة علاج خارجية.
وعلّق الكاتب خالد منتصر على صورة الطيب عبر حسابه على تويتر “ألف سلامة لشيخ الأزهر بعد عودته من رحلة علاج ، لكن الكتاب الذي يقرأه فضيلة الإمام في الطائرة الأميركية عنوانه أفول الغرب، هو الغرب الكافر الذي لو أفل وغابت شمس حضارته لن نجد قرص دواء ولا طائرة نعود بها من هناك”.
ورد أحمد الصاوي رئيس تحرير مجلة صوت الأزهر قائلا أن العلمانيين جهلة واهتمام الشيخ الطيب بالقراءة في هذا الموضوع طبيعي، وأن من لا يقرأ تصورات المفكرين والباحثين والفلاسفة عن الأفول أو التراجع الغربي حضاريا هو الرجعي الذي يعيش في غيبوبته الفكرية.
وأوضح الصاوي “لم يقرأ شيخ الأزهر في قضية هامشية، ولا في كتاب صراعي يتحدث عن الغرب الكافر والشرق المؤمن، وإنما في دورة حياة الحضارات وأثرها في العرب، مع العلم أن أفول الغرب لا يعني أننا سنفقد الطائرة التي نعود بها من سفراتنا ولا قرص الدواء.
فيما نائب مصري سابق عمرو الشوبكي “الكتاب ليس سطحيا، ولا يتعامل مع الغرب باعتباره كافرا، والتنوير المطلوب لا يسطّح الأمور ولا يتصيد”، لافتا إلى أنه “إذا كان بعض التنويريين قد قرروا ألا ينقدوا سلبيات أخرى فعلى الأقل لا يعتبرون أن الأزهر وشيخه هما المسؤولان عن كل مشاكلنا”.
أما منتصر فدافع عن وجهة نظره وقال “لست من السذاجة لأنتقد قراءة كتاب لمجرد العنوان، فأنا لا أنتقد شخصا، بل فكرا، وأنتقد أيضا فكرة سائدة عند المؤسسة الدينية، وهي الخصام مع أعمدة الحداثة الثلاثة، وهي نسبية الحقيقية، ومرجعية العقل، وحرية الفرد، فعندما ينتقد الرأسمالية الغربية المتوحشة وأنا شخصيا أنتقد هذا، فهو ينتقد على أساس البناء هذه الأعمدة الثلاثة، لكن نحن ننتقد من مفهوم إقصائي استئصالي”.
وتابع منتصر “من يقول إن كتابا بشريا هو ثلاثة أرباع الدين ومن ينتقده كافر أو مرتد، فهو يتعارض مع مرجعية العقل، لأن هذا الكتاب يتعارض مع العلم الحديث في أكثر من موقف، وعندما يُقال إن ضرب المرأة ممكن بشرط ألا يُكسر لها ضلع فهذا يتعارض مع حرية الفرد، أو يقال إن المسيحي كافر، وعندما أهاجم أهم نظرية هجوما مكفرا لمن يتبناها، وهي نظرية التطور، إذا أنا على خصام مع الحقيقة العلمية”.
وواضح أن محاولة شخصنة الموضوع من قبل الأزهريين هدفه تصفية كل صوت علماني
خاصة أن المؤسسة الدينية لديها الكثير من الأدوات والنفوذ لتقف في وجه أي علماني يبارزها وحيدا، أعزلا من أي دعم محلي أو غربي! بحجة أن هناك حرب ضد الدين تستدعي الوقوف ضدها.
فكرة الكتاب
هي أن أزمات العالم العربي انعكاس لأزمة الغرب الذي يبدو أنه فقد البوصلة وروح القيادة والانسجام بين قواه المختلفة.
وبسبب هذا توقع الكاتب مستقبلا مظلما للعالم العربي، إن لم تتخذ النخب القيادية فيها خيارات مستقلة مع جبهات داخلية متماسكة.
(؟؟؟؟؟ )
يرى المؤلف أن الغرب بنى حضارته على وقع الصراع مع حضارات أخرى ومنها الحضارة العربية الإسلامية. والغريب هو أن النخب العربية لما بعد الاستعمار ظلت مرتبطة بالغرب اقتصاديا وسياسيا وثقافيا، وبقي العالم العربي ساحة مفتوحة للغرب.
والحقيقة التي غفلت عن ذهن الكاتب أن هذا الأمر لا يشمل العرب فقط بل العالم أجمع.
شواهد تراجع الغرب
يرى الكتاب أن هناك شواهد على أفول الغرب ما بعد الحرب الباردة، بدءا بالأزمة الاقتصادية عام 2008 وعودة روسيا للشرق الأوسط، وشرق أوروبا وضم روسيا لجزيرة القرم. ورغبتها باستعادة مناطق النفوذ التي كانت تابعة سابقا للاتحاد السوفياتي”.
ويستدل من هذا أن الغرب لن يقود العالم، مستقبلا
لكن هذا التحول ليس جيدا للعرب لأنه يطرح سيناريوهات خطيرة على عالَمهم و ظهرت أعراضها في دول فاشلة أو عاجزة أو حروب أهلية وقد تستمر لعقود
ويرى أن اقتصاد الغرب بات فاكهة ينخرها الدود بعد أن عصفت الأزمات المالية منذ نهاية التسعينيات بالنجاحات المحدودة للعولمة، ويقف على حصيلة “ضحايا” الليبرالية الجديدة التي أصبحت إنجيل الدبلوماسية الأميركية.
وقال إن العولمة أطلقت عقال قوى جامحة ستحدث متغيرات عميقة في تراتبية الثروة، وقد تتجاوز خلال عقود قليلة اقتصاديات الدول السبعة الكبار، ما يعني “اهتزاز الهيمنة المالية والاقتصادية للدول الغربية مع ما يستتبع ذلك من هيمنة حضارية”.
ويرى أن مقولة “نهاية التاريخ” لفوكوياما سقطت سريعا في محك التاريخ فلم يحدث ما تنبأت به من انتشار للديمقراطية، فقد اندلعت حرب الخليج الثانية سنة 1991، والبوسنة والشيشان والتطهير العرقي في رواندا.
مؤكدا أن عهد الأيديولوجيات لم ينقض بعد وأن الديمقراطية أضحت في مهب السوق.
ومن الشواهد أيضا الأفول الروحي والثقافي، حيث اختزال الإنسان في بعده المادي وتأليه العقل وإحالة الدماغ البشري إلى آلة، متسائلا “هل هناك مجال لإنسية عصرية تحمي الإنسان من ذاته، من إنجازاته، من فتوحات عقله الذي أضحى بلا ضابط ولا يأتمر إلا للسوق وشطحاته؟”.
فالجسم الاجتماعي مريض في الغرب والمجتمعات التي ترتبط به، ينخره الإجرام والعنف وحمى الجنس والأمراض النفسية المتعددة، و حسب الكاتب.
“ويقول إن
سياسات الغرب باتت غير مستقرة، وهي إلى ذلك مترددة ومتأرجحة في تعبير بليغ عن الأزمة البنيوية التي تعتري الغرب
“
معتبرا أن هذا سيناريو دراماتيكي علينا التحذير منه. لأنه سيضاعف الخطر الناجم عن التغيرات التي طالت العالم العربي والقوى الجديدة التي برزت من داخله، بمرجعيات جديدة، منها داعش كذلك الخطابات العرقية، والانتماءات الجهوية، ودعوات الانفصال بشكل سافر أو مستتر، وشرائح واسعة من الشباب تشكو البطالة والتيه الوجداني والوجودي.
خلاصة كل هذا يقول المؤلف؟
أن على النخب أكرر النخب العربية القراءة النقدية لهذا العالم، للوقوف على اختلالاته وتناقضاته. واعتبر أنها دعوة عاجلة وملحة إلى المثقف في العالم العربي للغور في “تجاويف الخارطة الثقافية للغرب، باعتباره محدد القيم، ومؤثرا على مجرى العالم وعلى الديناميات الداخلية للبلدان المرتبطة به. وعلى المثقف أن يمتلك وعيا تاريخيا يسعفه كي ينظر إلى الزمن المديد، فليس الحاضر إلا ابن الأمس..”.
ويدق أوريد ناقوس الخطر ولكم أن تتخيلوا أين!!! فيقول “إن الغرب ليمر بأزمة وجودية ولسوف يتأثر بمجرياتها العالم” وتنعكس بدرجة أولى على العالم العربي بحكم الجوار الجغرافي، والإرث التاريخي، والتداخل الاجتماعي (الجاليات التي تعيش بالغرب والفئات المتغربة الماسكة بزمام البنية التقنية في العالم العربي) والمصالح الاقتصادية (البترول، السياحة..) وعامل الإرهاب ومضاعفاته.
وبعبارة مجملة، يقول الكاتب إن “الأسوأ ما سيأتي إن لم يستوعب العالم العربي التحول الجاري في العالم”.
ملاحظاتنا
الكتاب لا يتطرق إلي جوهر الخلاف .. وهو مجرد استعراض سطحي لظواهر الأمور. فلم يوضح لنا جوهر الخلاف الحضاري ولا سبب رفض العرب للحداثة والعلم والقيم الأخلاقية المعاصرة ومدى خطورة ذلك على مستقبله..
لم يحدثنا عن
أن الغرب تعرض لهزات هائلة عبر تاريخه مع هذا تجاوزها مثل حرب الثلاثين ..وحروب نابليون والحرب العالمية الأولى والثانية وبعدها الحرب الباردة .. وهذه كلها لم تكن بحجم ما يواجهه الغرب الآن.. على العكس الغرب الآن يبدو أكثر تماسكا.. بل أن جميع دول العالم باتت تدرك بأن التخلف عن الغرب ثمنه باهض جدا..
يبدو أن الكتاب موجه لمغازلة النخبة وهو مجرد محاولة لتحذير الحكام العرب من انهيار الغرب، ويصور لهم أن انهياره سيعجل بانهيارهم! بمعنى أن عليهم تقديم المزيد من الدعم والخضوع للغرب! يعني المركب واحدة يا نعيش سوا يا نغرق سوا !
معنى هذا أن الديكتاتورية هي التي أثبتت نجاحها! وليس الديمقراطية
أن تخلف العرب وأفول دورهم الحضاري واستمرار دولهم المستبدة ودينهم المتحجر مرتبط بعدم أفول الغرب!! أي أن تخلف الشرق هو عامل مساعد على مواصلة تقدم الغرب! وأن هذا الأمر لن يتم إلا بتحالف القادة العرب مع الغرب ضد مستقبل شعوبهم!
أن الزعم بأن عدم استقرار السياسات الغربية هو علامة انهيار وهمي.. عدم الاستقرار دليل حيوية وليس موات.
أن الأسوأ سيأتي إن لم يستوعب العرب ما يجري!
لا توجد أي إشارة في الكتاب إلي خطورة استمرار التخلف العربي والهيمنة الدينية الكاملة على كل النشاط المعرفي والثقافي العربي. ومنع أي فرصة لظهور قراءات نقدية للتراث وفقا للمناهج العلمية الحديثة.. هذه كلها ليست خطرة!! سقوط الغرب هو الغرب!!
ماذا قال المؤلف عن هذه الضجة؟
-أطنب في مدح الأزهر كأي متدين ملتزم
2- أنكر محاولته التجنّي على الغرب، ولا على فلسفة الأنوار، وكانت دعوتي ألا يخون الغرب قيمه؛ إذ الغرب غربان؛ غرب الأنوار، والعقل، والحرية، وغرب الأنانية التي جلاّها واحد من مُقعدي الليبرالية الاقتصادية برنارد مندفيل، صاحب كتاب أسطورة النحل التي يقول فيها إن من مجموعة الرذائل تحقق المصلحة العامة
وقد بينت تهافت هذه النظرة التي تفضي إلى الجشع وتحلل روابط التضامن التي من دونها لا يقوم مجتمع، مستشهداً بغربيين أقحاح ومفكرين أفذاذ. وفعلت الشيء ذاته في دعوة ديكارت التحكم في الطبيعة وامتلاكها ومخاطر ذلك على الطبيعة وعلى الإنسان.
حريّ بنا أن نستمع لبعضنا البعض، وحريّ بنا ألا نحكم حتى نعلم، وألا نعمل حتى نعلم، وإذ نعلم نعمل، ولو شئت أن أقتبس مقولة لكونفوشيوس، لقلت إن المعرفة من دون حكم (أو انخراط) لا تفيد، أما الحكم من غير معرفة فجريمة.
ولا أدعو لشيء في كتابي سوى أن يظل الغرب وفيّاً لقيمه، فعلينا تقبل “لعنة القرب”، أو لعنة الجغرافية كما يقول سمير قصير
ويقول في عبارة اعترافية.. إن مأساتنا أننا مرتهنون إلى الآخر، ومصابون بانعدام الاستقلالية (Heteronomy) لأن الآخر هو من يضع لنا القواعد. اما نحن فعاجزون عن ذلك
لست ممن لا يبالي بما يجري في الساحة العربية. ويؤلمني واقع الفُرقة والهوان والتمزق ومصر مهددة بالعطش، ولو كان العالم العربي يداً واحدة لما تطاول عليه متطاول. والعراق دولة معطلة، أسهم في تقويضها من أضحى يتباكى عليها، وسوريا منكوبة، والمغرب والجزائر على شفير المواجهة، و
يؤلمني ما أرى، ولا أقبل بهذه الصورة المشوّهة للحداثة، أو الحداثة المقرصنة، أو ما عبرت عنه في جملتي التالية “انعدام الغاية يبرر الوسيلة”. لا نعدم وسائل التبرير، ولكن لغير هدف، ولذلك لا نبرح مكاننا، وتتعثر خطانا، ونقبع حيث نحن.
عمل شبنجلر الأساسي (تدهور الحضارة الغربية)
اشتهر خلال الحرب العالمية الأولى أراد من خلالها أن يملأ شبنجلر فراغات التاريخ, ويتنبأ بالمستقبل.
لكن الكتاب أهمل بعد الحرب العالمية الثانية
تقول أطروحة شبنجلر الأساسية أن هناك ثمان كائنات حية، أو تزيد
والفكرة صعبة التقبل وهي أن الحضارات والثقافات كائنات حية ذات طابع خاص, كالنباتات والحيوانات والبشر, لكن ضمن ذات تعقيد حيوي أعلى. كل ثقافة لها روحها المُميزة.
ويقول شبنجلر أن هناك حضارات عليا, عددها ثمانية. ثلاثة منها؛
أي البابلية والمصرية القديمة والكلاسيكية الرومانية/ اليونانية, قد تلاشت منذ زمن طويل,
فيما هناك ثلاثة أخرى وهي الهندية والصينية والعربية الفارسية في طور الشيخوخة منذ قرون خلت,
أما حضارتنا الغربية فلم تنته بعد من إتمام دورتها الحياتية.
ثمة مثال آخر على ظاهرة “التشكل الحضاري الكاذب” في الثقافة المجوسية التي ترعرعت في ظلال حضارات أقدم منها (كالكلاسيكية اليونانية والرومانية) تسببت في تشوهها وتشظيها فيما بعد إلى ثقافات عربية وزرادشتية وبيزنطية وعبرية وقبطية وأرمينية ومُكونات شتى. ومع صعود الإسلام استطاعت أن تتحرر من قيد التشكل الكاذب لتجد روحها الأصيلة.
ويرى أن الحضارات مثل أفراد الناس, تختلف في شخصياتها, وقدراتها, ومواهبها.
لهذا فإن من خصائص الوجدان الغربي, نزعته إلى الجموح نحو المساحات الشاسعة والاهتمام الكثيف بالماضي القديم والمُستقبل البعيد معاً.
وأنها تتطور تماما مثل الكائن البشري ففي الربيع يجتاحها الإيمان الديني القوي, الذي يُمهد الطريق ببطء أمام النضوج الفكري والمادي.
أما صيف الحضارة فهو عهد النشاط الأعظم؛ وفي موسم الخريف تصبح الحياة مخنوقة بالمادية والفكر العقلاني الجاف, وحينها تنشأ الحرب الشرسة بين الأمم المؤسسة للثقافة, ويظهر التوتر البالغ بين الطبقات الاجتماعية إلى درجة الانفجار.
في النهاية تتسيد دولة واحدة على الجميع بفضل قوتها وتقهر الجميع و تبتلعهم؛
كما فعل الرومان, والإنكا. والأزتيك ودولة الصين.
وعادة ما تقود أهداب الثقافة الأصلية الهامشية عملية التوحيد. وليس النواة. م
فكانت روما بعيدة عن اليونان, وكوين في الصين الواقعة أقصى شمال غرب الصين, والأزتيك المهاجرين إلى المكسيك من مكان ناء في الشمال, والسلاجقة في العالم الإسلامي، وقريش، كذلك عند البابليين حيث وحدهم الأموريون المنحدرين من أقصى جهات الغرب
والسبب ربما في أن الغزاة وافدين على الدوام من طرف الثقافة وليس مركزها, في أن الأطراف أقل معاناة وإرهاقاً من أهالي المركز الذين أريقت دمائهم في الحروب لقرون طويلة إبان مُكنتِهِم وسيطرتهم.
الأهمية البالغة للحرب العالمية الثانية
قال إن قلرن 20 و21 هما القرنان اللذان يتجهان إلى ” عصر الانحدار الروماني ” وما منع الانهيار وعمل على تأخيره هو هزيمة ألمانيا في الحربين العالميتين.
مات شبنجلر عام 1936
عن القرن العشرين والحادي والعشرين رؤية شبنجلر للمستقبل والمهام المنوطة به
وفي ملاحظة كتبها تشوبها الروح المتفائلة, يقرر شبنجلر بضعة مهام منوطة بالحضارة الغربية, مثل إصلاح النظام القانوني, أي كما حدث مع تدوين القانون الروماني الذي يُعتبر من منجزات الحضارة الكلاسيكية الرومانية في عهدها المُتأخر, وكما فعل حمورابي في الحضارة البابلية القديمة.
وبجانب ذلك يرى شبنجلر في القرن الحادي والعشرين فرصاً هائلة للاكتشافات التقنية والهندسية, فهذان المجالان يتمتعان بأوفر نصيب من التطور في خريف الحضارة, والعقل الغربي بالذات لديه موهبته الخاصة فيما يتعلق بالتقنية.
إنه لمن المؤسف بالفعل أن تُتجَاهل كتابات شبنجلر بسبب ما أثارته من جدل في مضامينها السياسية, فكتاب (تدهور الحضارة الغربية) بالذات, يحتوي على ثروة معرفية ومعلوماتية قادرة على تحفيز وإمتاع المُختص في كل مجالات المعرفة تقريباً.