ترجمة: سامر إسماعيل
قالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية في تقرير لها: إنه وعلى الرغم من مخاوف العرب من أن الاتفاق النووي مع إيران الذي أعلن أمس الثلاثاء يعد إشارة على التقارب بين طهران وواشنطن، إلا أنه يبدو من غير المرجح أن يغير الاتفاق من الواقع المضطرب في الشرق الأوسط عاجلا.
وأشارت الصحيفة إلى أن حلفاء واشنطن المقربين كإسرائيل والسعودية مازالوا أشد أعداء إيران، وكثيرين داخل مؤسسة الأمن القومي مازالوا ينظرون لإيران كعدو يجب احتواءه بالقوة إذا لزم الأمر على الرغم من أن الاتفاق مهد الطريق أمام تعاون كبير بين واشنطن وطهران.
ونقلت عن الجنرال “جوزيف دانفورد” المرشح ليصبح رئيسا جديدا لهيئة الأركان المشتركة الأمريكية خلفا للجنرال “مارتن ديمبسي” أنه بغض النظر عما إذا كان هناك اتفاق أو لا فإن إيران ستظل مصدراً للنفوذ الضار في أنحاء المنطقة، وذلك في تصريحات أدلى بها خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ الأسبوع الماضي.
وأضافت الصحيفة أن الاتفاق يفرض تحديات جديدة لإدارة أوباما في وقت يواجه فيه الرئيس الأمريكي صراعا سياسيا داخليا، وعليه أن يسترضي حلفاءه في الشرق الأوسط الذين يخشون من أن إيران ستستخدم الانتعاش الاقتصادي بعد تخفيف ورفع العقوبات لزيادة دعم المسلحين الذين يعملون بالوكالة عنها.
وتحدثت عن أن الأنباء عن التوصل لاتفاق تسببت في ردود أفعال حادة في العالم العربي المنقسم في معظمه بين متحالفين أو مدعومين من إيران الشيعية أو السعودية السنية، وأي مكسب لأحدهم ينظر إليه باعتباره خسارة للآخر.
وذكرت الصحيفة أن كثير رأوا أن سعي أمريكا من أجل التوصل إلى اتفاق مع إيران دليل على تحول أمريكا بعيدا عن حلفائها التقليديين.
وأشارت إلى الأصوات التي عبرت عن مخاوفها من أن الولايات المتحدة تسعى لتقارب واسع مع إيران من شأنه أن يقوي طهران.
وأضافت أن تلك الشكوك كانت قوية بشكل خاص في السعودية ودول خليجية أخرى التي ترى أن أمريكا هي الحامي المطلق لها وأن إيران هي التي تقود المنطقة إلى العنف.
وذكرت أن المسؤولين السعوديين غالبا ما يستندوا في وجهة نظرهم إلى الدعم الإيراني لبشار الأسد في سوريا وحزب الله في لبنان والميليشيات الشيعية في العراق والحوثيين في اليمن.
ونقلت عن الصحفي السعودي المخضرم “جمال خاشقجي” أن إيران دولة عدوانية لديها طموحات وخطط تنفذها في المنطقة مستخدمة القوة لا الدبلوماسية.
وأكدت الصحيفة على أن مخاوف “خاشقجي” شاركه فيها كثير من المعارضين لإيران الذين يخشون من أن تخفيف العقوبات سيمنحها موارد أكبر لتمويل مسلحيها في المنطقة.
وأضاف “خاشقجي” أن إيران تحت العقوبات كانت ألما في رقبة السعوديين، وستصبح أكثر ألما في رقبتهم بدون العقوبات.
ونقلت الصحيفة عن خبراء أن أمريكا من أجل استرضاء حلفاءها في الشرق الأوسط عليها أن تسرع من تسليم الأسلحة إلى قوى الشرق الأوسط التي أنفقت عشرات الملايين من الدولارات خلال السنوات الأخيرة من أجل الحصول على ميزة تكنولوجية متقدمة على إيران.
وأشار “وليام هرتونج” مدير مشروع الأسلحة والأمن بمركز السياسة الدولية في واشنطن إلى أن حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة وخاصة السعودية يبدو أنهم يستخدمون المعارضة للاتفاق من أجل زيادة المساعدات العسكرية لهم.
وأضافت الصحيفة أن إدارة أوباما عبرت عن أملها في أن يسهم الاتفاق والمنافع الاقتصادية المترتبة عليه في تقوية المعتدلين بإيران ويجعل من السهل بالنسبة للولايات المتحدة العمل معهم في قضايا المنطقة.
ترجمة شؤون خليجية