حلم الهجرة، من الواقع الى المجهول، أحلام نسجتها ارادة شباب رأوا البقاء داخل العراق مستحيلا، نظرا لسوء الوضع الامني والخدمي في بعض المناطق بالاضافة الى التطلع لمستقبل افضل. الهجرة من البلاد باتت ظاهرة واسعة الانتشار، الحديث عنها اصبح في كل مكان،في الشارع والمقهى ولقاءات الاصدقاء. ظاهرة الهجرة غير الشرعية الى أوروبا وانتشارها يراها مختصون أشبه بالحمى التي اصابت الشباب، ما أن رأى احدهم الآخر مهاجرا حتى قرر دون تفكير الالتحاق به، وترك كل شيء وراءه. هذه الظاهرة لاقت ترحيبا من قبل البعض الذي رآها حقا مشروعا وبحثا عن حياة كريمة، بينما عدّها البعض الآخر محاولة خارجية لافراغ البلد من محتواه. بين هذا وذاك ، يجبر ارتفاع تكلفة الوصول الرسمية الى اوروبا الشباب على اتخاذ السبل غير المشروعة لتحقيق غاياتهم المنشودة، بالتوجه الى تركيا ومنها بحرا الى اليونان، في زوارق مطاطية تفتقد الى أبسط شروط السلامة، وقد يتعرضون للغرق او الترك في عرض البحر من قبل المتاجرين بالبشر. بداية الرحلة تعترضها جملة عوامل منها خفر السواحل التركي واليوناني الذي بدأ باتخاذ اجراءات مشددة لمنع تدفق المهاجرين نحو اليونان، أبسط اجراء يمكن ان تتخذه هذه القوات ثقب الزوارق المطاطية او الاستيلاء على ماكنة دفعها. ولو تجاوز اللاجئ هذه المرحلة بسلام، واجهته الشرطة المقدونية بالمنع من دخول اراضيها، بالاضافة الى سياج من الاسلاك الشائكة بين صربيا وهنغاريا. مختصون في الشأن المحلي ابدوا قلقا عميقا من تنامي الهجرة نحو اوروبا، جراء عدم اكتراث الراغبين فيها للمخاطر التي يتعرضون لها في رحلتهم الشاقة هذه، اذ يلقى البعض حتفه خلال الطريق لتضيع احلامه الوردية بسبب تجار الاعضاء البشرية او اصحاب زوارق الموت كما يسمون هذه الايام.
https://www.youtube.com/watch?v=7ZyRn57J8vc
وبعيدا عن زوارق الموت في المتوسط .. يختار لاجئون سوريون الوصول لأوروبا عبر القطب الشمالي!
إختار أغلب السوريين الفارين من جحيم الحرب ركوب البحر في مراكب متهالكة ليصلوا إلى القارة الأوروبية, لكن سوريين آخرين فضلوا الوصول لأوروبا بعيدا عن مخاطر البحر وشبح الموت غرقا.
فقد عبر عشرات السوريين الهاربين من الحرب الحدود بين روسيا والنرويج للوصول إلى أوروبا من خلال منطقة تبعد أكثر من أربعة آلاف كيلومتر عن العاصمة دمشق.
وقال هانس موليباكن رئيس شرطة كركينيس بالقرب من مركز ستورسكوغ الحدودي إن “عددهم ارتفع كثيرا هذه السنة”، مشيرا إلى أن نحو 150 شخصا عبروا الحدود منذ بداية السنة، أغلبهم سوريون.
ورغم الابتعاد عن شبح الرحلات المكتظة التي ينتهي أغلبها بالغرق, فإن اللاجئين من خلال هذه المنطقة معرضون لمخاطر من نوع آخر، حيث تتدنى الحرارة في فصل الشتاء في هذه المنطقة إلى ما دون 15 درجة تحت الصفر.
وأوضح موليباكن أن “بعض المهاجرين السوريين كانوا مقيمين في روسيا منذ سنوات, وبعضهم جاؤوا بالطائرة من بلد مجاور لسوريا إلى موسكو ثم إلى مورمانسك في شمال غرب روسيا ومنها إلى كيركينيس”.
وفي عام 2014، لم يعبر سوى نحو عشرة أشخاص من طالبي اللجوء هذا المعبر الشمالي الذي كان من المناطق الحدودية القليلة المباشرة بين الاتحاد السوفياتي السابق ودول حلف شمال الأطلسي إبان الحرب الباردة.
وقال المسؤول الثاني في المركز الحدودي من جهة النروج المفتش غوران ستنسيث “هناك من عبروا مستخدمين الدراجات في عز الشتاء, حيث الصقيع والثلج والظلام وكل ذلك يشكل تحديا فعليا لهؤلاء”.
وبخلاف ما قد يحصل في دول أوروبية أخرى، فان المهاجرين لا يتم طردهم عند الحدود، بل ينقلون إلى أوسلو حيث تسجل طلباتهم لدراستها، وتقول سلطات الهجرة النرويجية إن أقل من ألف سوري طلبوا اللجوء في البلد منذ بداية السنة.
وكالة الصحافة الاوروبية بالعربية