أعلنت قوات الأمن العراقية أنها اقتحمت الأحد منزل الأمين العام لحزب الله فرع العراق، “واثق البطاط”، واعتقلت عشرة من المطلوبين كانوا في داخله، شمال مدينة العمارة، مركز محافظة ميسان.
ونقلت شبكة “رووداو” الكردية عن محافظ ميسان، علي دواي، قوله في تصريح صحفي إن “القوة ضبطت أسلحة مختلفة كانت بحوزة المطلوبين”، مبينا أن “البطاط لم يكن في المنزل لحظة الاقتحام، وما زال البحث عنه جار في المنطقة”.
وأعلنت القوات الأمنية مقتل شرطي خلال عملية المداهمة لمنزل البطاط، إثر عملية إطلاق نار متبادل بين القوات الأمنية ومليشيا حزب الله .
وتبعد محافظة ميسان نحو 320 كيلومترا جنوب العاصمة بغداد .
وأشارت الشبكة الكردية إلى أن اسم الأمين العام لكتائب حزب الله في العراق، واثق البطاط، برز عقب تهديده للعرب السنة والأكراد ودولة الكويت، فضلا عن اعترافه باستهداف مخافر للمملكة السعودية بقذائف هاون في 21 من تشرين الثاني/ نوفمبر 2013، مهددا بتنفيذه تفجيرات داخل الأراضي السعودية .
وبحسب الشبكة أثار البطاط وهو رجل دين عراقي وإمام حسينية الإمام كاظم في النجف وقائد “جيش المختار”، جدلا واسعا خلال تصريحات أدلى بها في أوقات متفاوتة، بعد أن أعلن عن تشكيل فرع لمليشياته في مصر، وتارة أخرى بتهديداته المسلحة للأكراد والعرب السنة.
https://www.youtube.com/watch?v=UlnLCDWtmyw
يشار إلى أن حكومة رئيس الوزراء السابق، نوري المالكي، أصدرت مذكرة إلقاء القبض بحق البطاط في التاسع من شباط/ فبراير 2013، بعد أن وجه المالكي القيادات الأمنية باعتقاله على الفور، لإثارته للفتنة الطائفية، غير أن زعيم مليشيا “جيش المختار” ظهر وبشكل لافت عبر وسائل إعلام عراقية مختلفة، متحديا قيام السلطات العراقية باعتقاله، ما أثار استياء شعبيا واسعا.
واتهم نواب عراقيون وساسة معارضون المالكي بأن البطاط ومليشياته تعد إحدى أذرعه المسلحة.
وأثار واثق البطاط استياء عما لدى الأكراد، عندما قال إن “كركوك خط أحمر لا يمكن دخولها بأي مساومات، وإن أراد الأكراد الاستقلال عن العراق فلن تكون لهم”.
وقال إن “قرار الأكرد بتنظيم استفتاء في الإقليم حول استقلالهم قرار غير مدروس، وليس من حقهم ضم كركوك لدولتهم المزعومة، حتى وإن كان الاستفتاء الشعبي لديهم عكس ذلك”.
وأبرز تصريحاته التي أثار من خلال استياء الأكراد، هي: “سنواجه الأكراد كما نواجه داعش، ونحن مع استقلال الأكراد دون أن تكون كركوك والمناطق المتنازع عليها ضمن دولتهم المزعومة، فعليهم التفكير مرارا قبل قرارهم ضم كركوك في ظل مايمثلونه مكونا صغيرا في البلاد”.
يذكر أن واثق البطاط مولود لعائلة شيعية في ناحية المشرح في محافظة ميسان عام 1973 في مناطق الأهوار، وأكمل فيها جزءا من دراسته الابتدائية، قبل أن ينتقل إلى مدينة العمارة مع عائلته.
وانتقل البطاط إلى بغداد، في تسعينيات القرن الماضي، حيث كان أحد أشقائه يعمل في التصنيع العسكري.
وبعد أن أكمل دراسته الإعدادية في بغداد، انتقل إلى إيران عام 1993، بعدما كان قبلها قد انخرط وبشكل سري في تنظيمات تقاوم النظام العراقي السابق، بدعم من القوات الإيرانية، خصوصا في الأهوار، وذلك في إطار تنظيمات حزب الله العراقي.