أزاميل/ متابعة: لندن (زمان عربي)
قالت صحيفة” فاينانشال تايمز” البريطانية إنّ أحلام تركيا في الشرق الأوسط تبخرت. وعبرت: “أحلام وطموحات تركيا بشأن أن تصبح قوة كبيرة وصلت إلى نهاياتها المقدّرة وتحطمت قبل تحققها”.
وأعاد الكاتب دانيال دومبي في مقاله الصادر في صحيفة فاينانشال تايمز إلى الأذهان تصريحات الرئيس رجب طيب أردوغان لدى عودته من جولته في أمريكا اللاتينية الشهر الماضي التي زار خلالها ثلاث دول إذ قال: “لا تهمني العزلة العالمية، فالأهم بالنسبة لي هو نظرة شعبنا ومكانتي لديه”.
وعلّق الكاتب على كلمة أردوغان قائلا “إن أحلام وطموحات تركيا بالتحوّل إلى قوة كبرى انتهت عند هذا الحد”. وأضاف أنه قبل ثلاث سنوات كان وزير الخارجية التركي آنذاك رئيس الوزراء الحالي أحمد داود أوغلو يفتخر ويتباهي بكون تركيا سيدةً وقائدةً وخادمةً للشرق الأوسط الجديد إلا أن علاقات الدولة بحلفائها وجيرانها تدهورت بسبب انتهاج أردوغان طريقة دبلوماسية شخصانيّة إلى درجة كبيرة”، على حد قوله.
وبعدما لفت الكاتب إلى تدهور العلاقات السياسية مع دولٍ مثل مصر وإسرائيل وسوريا وعدم وجود سفراء في تلك الدول أضاف أن القاهرة على وشك التراجع عن اتفاقية مهمة تسمح بوصول الشاحنات التركية إلى إفريقيا والخليج. كما أعلنت ليبيا الأسبوع الماضي عن عدم إدراج الشركات التركية التي تعد مصدر دخل كبير في قطاع الإنشاءات في اتفاقيات الدولة.
كما أغلقت تركيا الأسبوع الماضي سفارتها في اليمن وناشدت مواطنيها مغادرتها.
كما أن الموقف الحالي لتركيا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يعتبر مؤشرًا على تراجع اعتبارها الدولي؛ إذ إن تركيا كانت اختيرت بالإجماع للعضوية في عام 2008، بينما لم تستطع حتى الاقتراب من ذلك النجاح في التصويت الذي جرى 2014.
وأوضح الكاتب أن التوترات التي تشهدها تركيا ليست محدودة بدول منطقة الشرق الأوسط فحسب، بل انتشرت وتفاقمت إلى ما بعد المحيط الأطلسي. وأضاف: “لقد ولى عهد الأيام التي كان ينظر فيها الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى أردوغان على أنه أحد خمسة زعماء دوليين موثوق فيهم.
إذ إن خطابات أردوغان باتت تحمل الطابع والصبغة الإسلامية بصورة آخذة في التزايد. وإن أردوغان يتباهى بتطوير علاقاته مع إفريقيا إلا أنه لا يعتبر ناجحًا في هذا الموضوع أيضًا”.
ولفت الكاتب إلى أن أردوغان يشن حملة شعواء على مستوى الدول الإفريقية من أجل إغلاق معظم المدارس التركية في تلك الدول المفتوحة من قبل حركة الأستاذ فتح الله كولن المعروفة بحركة الخدمة.
إلا أن هذه الدول دافعت عن هذه المدارس، لدرجة أن الاتحاد الإفريقي وقّع الأسبوع الماضي على اتفاقية تعاون مع أحد الأوقاف الرئيسية المقربة من حركة الخدمة.
وأردف الكاتب قائلا: “أردوغان لا يبدو مندهشًا من عزلة دولته حيث قال الشهر الماضي ’قد تكون تركيا في عزلة على مستوى الزعماء إلا أن ذلك نابع عن الغيرة من دولتنا ليس إلّا‘، لكنه لم يفسر سبب هذه الغيرة. كما قال: ’عندما جاء أوباما إلى سُدة الحكم كانت علاقاتنا جيدة للغاية إلا أن الأمور تغيرت لاحقًا‘”.
فيما يرى الكاتب هشام السروجي في مقال آخر، أن أردوغان راهن على أن يكون تنظيم الإخوان هو بوابة سيطرته على العالم العربي وتحقيق حلم دولة الخلافة، مستنداً الى إيدلوجيته وأموال الشعب التركي المسالم، لكن بعد أن سقط في مصر، وقامت الدول العربية بتضييق الخناق عليه داخل أراضيها، وفشل في إدراة حربه ضد النظام السورى من خلال الجيش الحر، أصيب أردوغان بحالة هستيرية وهو يرى حلمه يتحطم على أبواب القاهرة، فعاود الرهان على تنظيم “داعش” لتحقيق أحلامه التوسعية، فقدّم الدعم اللوجستي والإستراتيجي، وفتح الحدود التركية لتكون بوابة توريد الإرهاب للمنطقة العربية، وكانت الخطة هي تفتيت سوريا وحرق العراق وإفشال مصر تمهيداً لسيطرته على المنطقة.