حلّت الكويت في المرتبة الخامسة عربياً وخليجيا والـــ 39 عالمياً، بتراجع سبع درجات عن العام الماضي، من بين 158 دولة تضمنها تقرير السعادة العالمي الذي صدر أمس، وحلّت فيه سويسرا وأيسلندا والدانمرك والنرويج وكندا وفنلندا وهولندا والسويد ونيوزيلندا، والنمسا، في مقدمة الدول الأكثر سعادة في العالم.
فيما أفاد التقرير بأن الدول الأكثر «تعاسة» هي على التوالي: توغو وبروندي وسوريا وب.نين ورواندا وأفغانستان وبوركينافاسو وساحل العاج وغينيا، وتشاد.
وحافظت الإمارات العربية المتحدة على الترتيب الأول بين الدول العربية، في حين تراجعت إلى الترتيب الـــ 20 عالمياً من المرتبة الــ 14 في العام الماضي، وعُمان الثانية عربياً والــ 22 عالمياً، وقطر الــ 3 عربياً والــ 28 عالمياً، والسعودية الــ 4 عربياً والــ 35 عالمياً، والبحرين الــ 6 عربياً والــ 49 عالمياً، وليبيا الــ 7 عربياً والــ 63 عالمياً والجزائر الــ 8 عربياً والــ 68 عالمياً، والأردن الــ 9 عربياً والــ 82 عالمياً، بتراجع كبير عن العام الماضي، والمغرب الــ 10 عربياً والــ 92 عالمياً، ولبنان الــ 11 عربياً والــ 103 عالمياً، وتونس الــ 12 عربياً والــ 107 عالمياً، وفلسطين الــ 13 عربيا والــ 108 عالميا، والعراق الــ 14 عربيا والــ 112 عالميا، والسودان الــ 16 عربيا والــ 118 عالميا وموريتانيا الــ 17 عربيا والــ 124 عالميا، ومصر الــ
ويعتمد مؤشر السعادة العالمي على عدة عوامل تقرر درجة سعادة الشعوب او تعاستها، وهي: الحرّية السياسيّة والشبكات الاجتماعية القوية، وغياب الفساد، وأمد العمر بصحة جيدة، ومدى انحسار الفساد في المؤسسات العامة وقطاع الأعمال، والناتج المحلي الإجمالي للفرد الواحد والدعم الاجتماعي والسخاء، او الكرم
والتضامن الاجتماعي.
ويصل المسح الى نتيجة، مفادها أن التضامن الاجتماعي مهم للغاية لتحقيق السعادة، فمستوى الثقة (أي مدى انحسار الفساد) في أيسلندا قد مكَّنها من الاحتفاظ بمستوى السعادة المرتفع، رغم مرورها بأزمة مالية حادة، بينما تراجعت اسبانيا وايطاليا واليونان في مؤشر السعادة لأسباب ترجع جزئيا إلى افتقادها هذا النوع من التماسك. وتمت صياغة المسح، بحيث لا يعبّر عن الحالة المزاجية للمشاركين فيه وقت الإجابة عن أسئلة الاستبيان التي تشتمل على درجات تبدأ من الصفر حتى مستوى 10 درجات، التي تعبّر عن تصور المشارك في الاستبيان لأفضل نوعية حياة بالنسبة إليه.
وأشار التقرير إلى أن دولاً، مثل نيكارغوا وزيمبابواي قد سجلتا أكبر زيادة في معدلات السعادة خلال الفترة من 2012 إلى 2014، بينما سجّلت اليونان ومصر وإيطاليا والسعودية اكبر تراجع. ويؤكد التقرير احتفاظ الدول ذات الطقس البارد بمستوى مرتفع من السعادة.
واحتلت المراتب العشر الأولى: سويسرا وأيسلندا والدانمرك والنرويج وكندا وفنلندا وهولندا والسويد ونيوزيلندا، وأستراليا. أما الدول الأقل في مؤشر السعادة فجاءت جميعها أو بعضها في أفريقيا أو الدول الواقعة جنوب الصحراء الكبرى، وذلك باستثناء سوريا وأفغانستان.
وتم ابتكار تقرير السعادة العالمي بناءً على مشروع في مملكة بوتان البوذية التي تقع شرقي جبال الهيمالايا، ويبلغ تعداد سكانها 700 ألف نسمة، وحدّد رئيس الوزراء جيجمي ثينلي معياراً لقياس السعادة الوطنية، واقترحه على الأمم المتحدة لتبني حلول من شأنها قياس مدى سعادة الشعوب لتحدد توجهاتها السياسية، وهذا هو التقرير الثالث من نوعه بعد تقريري 2012 و2013.
وأوضح التقرير أن النساء أكثر سعادة من الرجال في أميركا الشمالية واستراليا ونيوزيلندا ودول جنوب وشرق آسيا، بينما كن أقل سعادة من الرجال في دول شرقي أوروبا ـــ لا سيما الجمهوريات التي كانت تابعة للاتحاد السوفيتي ـــ ودول جنوب الصحراء الأفريقية.
ويتناقص معدل السعادة بدايةً من سن المراهقة حتى سن الــ 40 أو الــ 50، ثم يستقر بعد ذلك، وشهدت دولتا نيكارغوا وزيمبابواي أكبر ارتفاع في معيار السعادة من 2012 إلى 2014، بينما عانت اليونان من أكبر انخفاض في معدل السعادة، تليها مصر وإيطاليا والسعودية.
ونشرت شبكة «حلول التنمية المستدامة» ـــ التي أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عام 2012 ـــ هذا التقرير وكتبه خبراء مستقلون ولا يعكس بالضرورة وجهة نظر المنظمة الدولية.
وفي مؤتمر صحافي للإعلان عن نتائج التقرير، أعرب مدير شبكة حلول التنمية المستدامة جيفري ساكس عن أمله في استخدام هذه البيانات من جانب الدول الأعضاء بالأمم المتحدة في وضع أهداف تنموية لــ 15 عاماً المقبلة.
ويعد التلاحم الاجتماعي مهمّاً جدا لسعادة المجتمعات، وفق ما ذكر التقرير، وأسهم تحقيق أعلى مستوى للثقة في أيسلندا في سعادة شعبها، رغم ما تشهده من أزمة مالية، في حين تراجع تصنيف أسبانيا وإيطاليا واليونان في مؤشر السعادة لقلة التلاحم المجتمعي أثناء الأزمات المالية.