واكد هؤلاء ان مثل هذه الطقوس التي ترافق الاحتفال بهذا العيد دخيلة على المجتمع العراقي عموما والنجف على وجه الخصوص وانها تسعى الى طمس الهوية الوطنية والاسلامية.
اما مؤيدو الاحتفال بعيد الحب فلا يرون فيه أي تجاوز على قدسية المدينة ومكانتها الدينية، إذ يرى كل من ابو احمد والسيدة أم حنين “ان الاحتفال بهذا العيد ممارسة تبعث على الامل، وتعزز من ثقافة السلام والاخوة بين افراد المجتمع العراقي على اختلاف دياناتهم وطوائفهم”.
من جانب آخر دعت حكومة النجف المحلية الشباب الى عدم اشهار الاحتفال بهذه المناسبة “اكراما لدماء الشهداء لأن البلاد تمر بحالة حرب استثنائية”.
يشار الى ان فئات من سكان النجف دأبت خلال السنوات الاخيرة على الاحتفال بعيد رأس السنة الميلادية وعيد الحب في 14 شباط.
وكانت بيانات صدرت عن مكاتب عدد من رجال الدين انتقدت بشدة الاحتفال بعيد الحب. ووصفت مثل هذه الاحتفالات بالممارسات الدخيلة على المجتمع التي تسعى الى طمس الهوية الاسلامية، وتتبناها جهات داخلية لتحقيق مصالح معينة.يشار الى ان الشارع النجفي يشهد جدلا واسعا هذه الايام بين مؤيدي الاحتفال بعيد الحب ومنتقديه، إذ يرى المواطنان حيدر جمعة وحيدر الحمداني ان الاحتفال بما يعرف بعيد الحب “يشكل تجاوزا على دماء الشهداء الذين يسقطون يوميا خلال المعارك مع داعش دفاعا عن الوطن”.
أبدى مواطنون من محافظة النجف، السبت، عدم اهتمامهم وتأثرهم بتوصيات مجلس المحافظة بمنع الاحتفال بعيد الحب، معتبرين ان المناسبة هي فرصة للفرح وتقوية أواصر المحبة، فيما شددت اللجنة الأمنية على احترام الآداب العامة وعدم تأثير الحرية الفردية على الحريات الأخرى.
وقال صاحب محل للهدايا بالمحافظة، ويدعى (ع. م)، في حديث لـ”السومرية نيوز”، إن “العديد من الزبائن لم يهتموا ولم يتأثروا بقرار وتوصيات مجلس المحافظة بمنع الاحتفال بعيد الحب في محافظة النجف”، مبينا أن “الكثيرين منهم قدموا لأخذ هدايا عيد الحب والورود وغيرها سواء أكانت مخصصة للزوجة أو الحبيبة أو حتى الأم”.
تعطيل الدوام الرسمي الخميس المقبل في النجف
متظاهرو النجف يقررون التزام الصمت بدلاً من الهتافات
من جانبه، قال مواطن كان يتبضع بعض الهدايا، لـ”السومرية نيوز”، “اشتريت هذه الهدية لزوجتي تجديدا للحب السنوي الذي يجمعنا وتقوية لأواصر المحبة بيننا”، لافتا الى “اننا ننتهز فرصة أي مناسبة للفرح لإحيائها حتى نجلي الاحزان التي تغمر قلوبنا”.
بدوره، قال شاب آخر يبلغ من العمر (27 سنة)، إنه “رغم قرار مجلس المحافظة ذهبنا الى المقبرة ووزعنا الورود والأزهار على مقابر شهداء الحشد الشعبي وجميع الشهداء الآخرين”، معتبرا ذلك بأنه “حب أيضا لهم ولمواقفهم ودورهم”.
الى ذلك، اكد رئيس اللجنة الأمنية في مجلس المحافظة خالد الجشعمي في حديث لـ”السومرية نيوز”، أن “الحريات العامة مكفولة للجميع لكن بالمقابل الحرية الفردية يجب ان لا تؤثر على الحريات الأخرى”، موضحا أن “المجلس شدد على ضرورة احترام وصيانة الأخلاق والآداب العامة لاسيما إننا بالنجف الاشرف وهي مدينة مقدسة”.
وكان مجلس محافظة النجف وجه، في (11 شباط 2015)، شرطة المحافظة بمتابعة “الظواهر السلبية” التي تبرز في “عيد الحب”، فيما اعتبر أن الاحتفال بذلك العيد إساءة لسمعة المحافظة.
يذكر ان فعاليات الاحتفال برأس السنة الميلادية التي أقيمت في شارع الروان في النجف، أثارت سخط الكثير من الأشخاص، ليصدر بعدها مجلس المحافظة قرارا بمنع الاحتفالات العلنية التي لا تتناسب مع قدسية النجف، على حد تعبير بيان المجلس.
بغداد/ محمد الحكمت
خوّل مجلس محافظة النجف، أمس الأربعاء ، السلطات الأمنية بمكافحة مظاهر الاحتفال بيوم “الحب” الذي يصادف يوم 14 شباط من كل عام، وفيما قال مسؤولون محليون ان إجراءات المنع جاءت لغرض محاربة الممارسات التي تتعارض مع “قدسية المدينة”، انتقد ناشطون مدنيون القرار واعتبروه خرقا “للحريات الخاصة” التي نص عليها دستور البلاد.
و”يوم الحب” أو “يوم القديس فالنتاين” مناسبة يحتفل بها كثير من الناس في بعض أنحاء العالم في الرابع عشر من شهر شباط من كل عام، ويعتبر هذا هو اليوم التقليدي الذي يعبر فيه المحبون عن حبهم لبعضهم البعض عن طريق إرسال بطاقات عيد الحب أو إهداء الزهور أو الحلوى لأحبائهم.
وقال عضو مجلس محافظة النجف هاشم الكرعاوي، لـ”المدى”، ان “هذا القرار جاء بتوجيه من مجلس محافظة النجف الى قيادة شرطة المحافظة، لمنع الممارسات التي حدثت قبل في السنتين الماضيتين، حيث تمت ممارسات فردية تتعارض مع قدسية المدينة”، مؤكداً ان “مجلس المحافظة يؤيد حرية الرأي والتعبير وممارسة الحريات العامة بشرط ان لا تتنافى مع قدسية المحافظة”.
وأشار الكرعاوي “في العام الماضي حصل رقص في الشارع و اغاني وتشغيل المذياع بصوت عال وحدث هذا بمسافة 500 متر عن مرقد الإمام علي”، موضحاً ان “هذه الاحتفالات يجب ان تكون في قاعات خاصة وليس في أماكن عامة وظاهرية اما الناس”.
وعن الإجراءات المتخذة بحق المحتفلين قال “هناك توجيهات للشرطة باتخاذ أمور انضباطية، متمثلة بغلق شارع الروان ومنع دخول السيارات إليه، وستتكثف دوريات الشرطة في هذا الشارع بالاضافة الى انتشار شرطة الآداب”.
من جانبه بيّن الناشط، ياسر مكي، ان “قرار المنع صدر بعد ان حدثت احتفالات العام الماضي بعيد الحب حيث تم بشكل تلقائي وغير مخطط له بشكل مسبق، واثناء الاحتفال خرج الكثير من الناس لشارع الروان، وحصل اختناق بالشارع ويوجد من رقص ابتهاجاً بهذا اليوم مما أثار استياء رجال الدين المتواجدين في هذا الشارع”.
وتساءل مكي “اي جهة او مؤسسة سيمنعها مجلس محافظة النجف من الاحتفال، فهذا العيد هو ممارسات فردية وهذا ما كفله الدستور وهو مشاع للناس”، معتقداً ان “مجلس المحافظة يتعرض لضغوطات لاتخاذ مثل هذه القرارات”.
وأكد ان “شباب النجف سيخرجون للاحتفال بهذا اليوم وفق الحق القانوني، ما دام لن يسبب ذلك اي ضرر لناس”.
بدورها أفادت الناشطة، سهاد الخطيب، ان “الدستور كفل الحرية الفردية وحرية الجماعة، وان احتفالاتنا للسنوات الماضية كانت مناسبة مع عادات المدينة وتقاليد سكانها”، داعيةً النجفيون الى “الاحتفال بهذا اليوم من اجل ترسيخ مفهوم التعايش السلمي وإشاعة ثقافة المحبة والسلام محاولة لتقليل ثقافة العنف التي بدأت ترسخها داعش في نفوس الجيل الجديد”.
وأكملت الخطيب، “نحن خططنا ليوم عيد الحب زيارة دار الأيتام وتفقد والهدايا على العوائل النازحة وهي دعوة للمحبة وحب الوطن والشعب”، مضيفةً “لا اعرف لماذا يخافون من ثقافة الحب والسلام، والاحتفالات السلمية الخالية من اي مظهر مسلح”، مؤكدةً “انهم لن يتوقفوا عن الاحتفالية بهذا اليوم وسيكونون مهيئين برغم قرار المنع من قبل مجلس المحافظة”.