كان الملعب الأولمبي في ريو دي جانيرو مسرحا لقمة نارية بين الاسطورة الجامايكي بولت والنجم السابق الاميركي جاستن غاتلين العائد من جحيم المنشطات، وذلك في سباق لاستعراض العضلات يتجاوز المنافسة على ذهبية 100 م.
كشر اوساين بولت عن أنيابه محققا انجازا تاريخيا عندما توج بلقب سباق 100 م للمرة الثالثة على التوالي الاحد في العاب ريو دي جانيرو الاولمبية.
حيث سجل بولت 81ر9 ثوان متفوقا على الاميركي جاستن غاتلين (89ر9 ث)، والكندي اندريه دي غراس (91ر9 ث).
وكان بولت احرز لقب السباق في نسختي بكين 2008 ولندن 2012.
وأصبح بولت أول عداء في التاريخ يحرز 3 ألقاب أولمبية متتالية في سباق 100 م، علماً بأنه يرصد أيضاً “الهاتريك” الثالث على التوالي (100 م و200 م والتتابع 4 مرات 100 م) بعد 2008 و2012.
ويعتبر بولت سيداً لسباقات السرعة 100 م و200 م وتوج بألقابها الأولمبية والعالمية منذ عام 2008 باستثناء مونديال دايغو 2011 والانطلاقة الخاطئة في نهائي 100 م.
وحقق بولت انطلاقة أقل سرعة من غريمه غاتلين، بيد أنه عوضها في منتصف السباق، وتقدم منافسيه بوضوح، ليجتاز خط النهاية ضامناً الفوز، فيما أدرك غاتلين أنه خسر السباق عندما شاهد البرق يتجاوزه بسرعة رهيبة.
هناك ثلاثة عدائين فقط يملكون سجلاً أفضل من بولت في أم الالعاب وهم الفنلندي بافو نورمي (9 ذهبيات بين 1920-1928) والأميركيان كارل لويس (9 بين 1984 و1996) وراي ايفري (8 بين 1900 و1908).
وجماهير الملعب الأولمبي في ريو أطلقت صافرات الاستهجان لحظة تقديم غاتلين قبل السباق، كونه عاد إلى المضمار بعد تنفيذه عقوبة الإيقاف للمرة الثانية بسبب تناوله المنشطات وتحديداً في أيار/مايو 2010.
وكان غاتلين يحاول استعادة سيطرته على سباق 100 م الذي توج بلقبيه الأولمبي (2004) والعالمي (2005)، لكن دون جدوى، فهو حل وصيفاً للجامايكي في مونديالي موسكو 2013 وبكين 2015، وثالثا في لندن 2012 وأخيراً وصيفا في ريو.
يذكر أن غاتلين، صاحب أفضل توقيت هذا العام (9.80ث) سقط في فخ المنشطات للمرة الأولى عام 2001 وعوقب بالإيقاف لمدة عامين، قبل أن يسقط في الفخ ذاته عام 2006 وأفلت من عقوبة الإيقاف مدى الحياة حيث نفى تعمده التنشط مؤكداً أن الأمر يتعلق بأدوية، فعوقب للوهلة الأولى من طرف الوكالة الأميركية لمكافحة المنشطات بالإيقاف لمدة 8 أعوام قبل أن تقلص إلى 4.
ولم يخض بولت الذي سيبلغ الثلاثين في اليوم الختامي من الألعاب الأولمبية، سباقات كثيرة هذا الموسم ولم يحجز تأهله إلى الأولمبياد في التجارب الجامايكية في كينغستون الشهر الماضي، إذ غاب بعد نصف نهائي سباق 100 م بسبب إصابة في فخذه الأيسر، قبل أن يتم اختياره من طرف الاتحاد الجامايكي للدفاع عن ألقابه الثلاثة.
عاد بولت الى المضمار وحقق 19.89 ثانية في سباق 200 م في لقاء لندن قبل دورة ريو، وهو السباق الذي أكد سابقاً أنه يأمل في النزول فيه تحت حاجز الـ19 ثانية، وهذا سيكون انجازاً كبيراً جداً لعداء يحمل أصلا رقمه القياسي وقدره 19.19 ثانية كما يحمل الرقم القياسي لسباق 100 م وقدره 9.58 ث وهو صامد منذ آب/أغسطس 2009، إضافة إلى الرقم القياسي في التتابع وقدره 36.84 ثانية سجله مع منتخب بلاده في أولمبياد لندن 2012.