تسعى السعودية لريادة تشكيل تحالف جديد لإعادة بناء وإعمار المدن العراقية التي مزقتها الحروب، ومن المتوقع أن تكلف فاتورة إعادة اعمار العراق أكثر من ١٠٠ مليار دولار، وفقا لصحيفة “الجارديان” البريطانية اليوم الجمعة. وعلى مدى الشهور الستة الماضية تركزت اجتماعات بين كبار المسؤولين السعوديين والعراقيين على رعاية العراق وضمها للحضن العربي بعيدا عن إيران التي ازداد نفوذها على الشؤون العراقية الداخلية بشكل كبير منذ سقوط نظام صدام حسين ٢٠٠٣.
وقال رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب العراقي عبدالله الزباري “إن العلاقات السعودية العراقية تزداد الآن أكثر من أي وقت مضى، وتعتبر إعادة العلاقات بين البلدين خطوة ذكية، ونحن نرحب بأي تمويل إقليمي أو أجنبي في سبيل إعمار العراق”.
وتحدث رئيس مركز الفكر السياسي في بغداد إحسان الشمري حول المبادرة السعودية قائلا: “هذه بداية لصفحة جديدة من العلاقات السعودية العراقية التي عانت نوع من الاضطراب إبان حكم رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، أما الآن بعد أن وجدت السعودية في حيدر العبادي شخصية سياسية غير طائفية فإنهم على استعداد للعمل معا لعودة العراق للحضن العربي عبر نافذة السعودية”.
وأضاف الشمري بأن التمويل القادم لإعادة إعمار العراق هو خطوة تظهر النية السعودية الحسنة وطريقة لإضهار التضامن الكلي مع العراقيين في ظل الظروف الصعبة التي نعيشها. وأشارت الصحيفة بأن كبار المسؤولين في الرياض والذين وصفتهم الجارديان بـ”ذوي الأجندة الطموحة للإصلاح الثقافي والاقتصادي” يرون في الاتفاق السعودي العراقي فرصة لإعادة بناء المدن العراقية التي تضررت من داعش.