أكدت كوريا الشمالية، الأحد، أنها اختبرت “بنجاح كامل” قنبلة هيدروجينية مجهزة للتحميل على صاروخ باليستي عابر للقارات، الأمر الذي يسلط الضوء من جديد على هذا السلاح الأكثر فتكا والأخطر على وجه الأرض. فيما نددت الصين بالتجربة
وأضافت أن “تجربتها النووية السادسة تمت بنجاح تام”، وذلك بعد ساعات من رصد خبراء الزلازل هزة أرضية في المنطقة.
وقال خبير زلازل أمريكي إن هزة بقوة 5.6 رصدت على عمق 10 كيلومترات.
وأوضحت بيونغيانغ أنها اختبرت قنبلة هيدروجينية أكثر قوة بعدة مرات من القنبلة النووية.
ويقول محللون إنه يجب التعامل مع هذا الزعم بحذر، لكن بات من الواضح إن القدرات النووية لكوريا الشمالية تتقدم.
وكانت كوريا الشمالية أجرت تجربة نووية في سبتمبر/أيلول 2016، متحدية العقوبات الأممية والضغط الدولي عليها، ومواصلة تطوير أسلحة نووية وتجارب لصواريخ باليستية قد يصل مداها إلى الأراضي الأمريكية.
وقال مسؤولون كوريون جنوبيون إن التجربة الأخيرة أجريت في مقاطعة كيلجو، حيث حدد موقع اختبار بيونغي ري النووي.
لا يمكن التحقق من مزاعم كوريا الشمالية من الصور وحدها
خبيرة الدفاع مليسا هانهام, معهد ميدلبوري للدراسات الدولية في كاليفورنيا
وكانت “الهزة الأرضية الاصطناعية” أكثر قوة بـ 9.8 مرة من الهزة التي تسببت بها التجربة النووية الخامسة، بحسب وكالة الأنواء الجوية الحكومية.
وجاء ذلك بعد ساعات من قول بيونغيانغ إنها تمكنت من تصغير حجم قنبلة هيدروجينية لتُحمل على صاروخ بعيد المدى.
وصورت وسائل الإعلام الرسمية الزعيم الكوري كيم جونغ-أون وهو يقول إنها نوع جديد من القنبلة الهيدروجينية.
ونشرت وكالة الأنباء الرسمية KCNA صورا لكيم جونغ -أون وهو يتفقد جهازا وصفته بأنه قنبلة هيدروجينية، وشددت على أنها يمكن أن تحمل على صاروخ باليستي.
ولكن هذه الادعاءات لم تؤكدها جهة مستقلة.
وقد دعت كوريا الجنوبية إلى الاجتماع الفوري لمجلس الأمن القومي.
وكانت كوريا الشمالية قد أجرت من قبل 5 تجارب نووية كان آخرها وأقواها في سبتمبر/أيلول الماضي.
وقد أثارت كوريا الشمالية في يناير 2016 الكثير من الجدل في الساحة السياسية العالمية، عندما أعلنت عن امتلاكها قنبلة هيدروجينية، مما أنعش مخاوف عالمية بشأن خطورة هذا السلاح.
وتصنع القنبلة الهيدروجينية استنادا إلى تفاعلات كيماوية معقدة، تعتمد في الأساس على تحفيز الاندماج النووي بين نظائر كيماوية لعنصر الهيدروجين. وتعرف باسم “القنبلة الاندماجية” أو “القنبلة الحرارية”.
وينتج الاندماج النووي طاقة وحرارة تفوق بمراحل الطاقة الناجمة عن الانشطار النووي، أساس صنع القنابل النووية العادية، مما يجعل تجربتها خطرا على الدول المجربة نفسها.
وتقدر القوة التدميرية للقنبلة الهيدروجينية بنحو ألفي ضعف القنبلتين النوويتين اللتين ألقيتا على هيروشيما وناغازاكي في اليابان، إبان الحرب العالمية الثانية. مما يعني أن استخدام هذه القنبلة في أي مكان كفيل بتحويله إلى جحيم.
أول قنبلة هيدروجينية
وقد سبق بيونغيانغ إلى مثل هذه التجربة، الولايات المتحدة الأميركية، حيث أجرت عام 1952 أول تجربة من نوعها لأول تفجير حراري نووي تحت اسم “القنبلة الهيدروجينية”.
ونجح الاتحاد السوفيتي السابق في تفجير أول قنبلة هيدروجينية في 12 أغسطس 1953، غير أن الأميركيين، فجروا في الأول من مارس 1954 قنبلة جديدة من هذا النوع.
وفي عام 1957، أعلنت بريطانيا أنها قامت بتفجير أول قنبلة هيدروجينية ضمن جزء من سلسلة من التجارب النووية في المحيط الهادي.
قنبلة القيصر
وفجر الاتحاد السوفيتي عام 1961، أقوى قنبلة عرفتها البشرية، وحملت اسم “القيصر”، إذ بلغت قوتها التفجيرية نحو 58 ميغا طن. وكانت قوتها أشد من قنبلة هيروشيما بثلاثة آلاف مرة.
وفي عام 1966 أعلنت الولايات المتحدة أنها وجدت قنبلة هيدروجينية كانت قواتها الجوية قد فقدتها في الساحل الإسباني، حيث استقرت في البحر على عمق 840 مترا، مؤكدة أنها كانت سليمة ولم تتسبب في أي تلوث نووي.
من جانبها، أعلنت فرنسا عام 1968، أنها باتت قوة نووية خامسة، بعد أن فجرت باريس قنبلتها النووية الحرارية في جزيرة فانغاتوفا في المحيط الهادي، وعادلت قوتها 170 ضعفا قوة القنبلة التي ألقيت على هيروشيما.
ويقول خبراء دوليون إن كوريا الشمالية حققت تقدما في برنامجها النووي، دون التأكيد أنها تمكنت من تطوير سلاح نووي صغير يمكن حمله على صاورخ باليستي.
زيارة الزعيم
وقالت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية إن كيم جونغ -أون زار العلماء في معهد السلاح النووي حيث “وجه بالعمل نحو التسلح النووي.”
وقال تقرير للوكالة : “إن المعهد نجح مؤخرا في صنع سلاح نووي أكثر تقدما حيث شاهد كيم جونغ-أون قنبلة هيدروجينية يتم تحميلها على رأس صاروخي باليستي عابر للقارات.”
ونشرت الوكالة صورا للزعيم الكوري الشمالي وهو يتفقد السلاح الذي وصفته بأنه “سلاح نووي متعدد الوظائف له قدرة تدميرية هائلة”.
وقالت خبيرة الدفاع مليسا هانهام، من معهد ميدلبوري للدراسات الدولية في كاليفورنيا، إنه لا يمكن التحقق من مزاعم كوريا الشمالية من الصور وحدها.
وأجرت كوريا الشمالية سلسلة من التجارب الصاروخية في الأشهر الأخيرة بما فيها أسلحة تقول إنها قادرة على الوصول إلى الأراضي الأمريكية.
وفي الأسبوع الماضي أطلقت صاروخا فوق اليابان وهي خطوة وصفها رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي بأنها تهديد “غير مسبوق” لبلاده.
غير أن الخبراء يتشككون في مزاعم كوريا الشمالية بشأن إنتاج قنبلة هيدروجينية وهي ذات قوة تدميرية أكبر من نظيرتها النووية.