انتقد وزير الخارجية الألماني زيغمار غابريال بشدة تصرفات السعودية مع رئيس الوزراء اللبنانيغرد النص عبر تويتر المستقيل سعد الحريري ووصفها بأنها “ليست معتادة”، كما هاجم سياسة الرياض في ملفات عدة بالمنطقة، فيما
قررت السعودية دعوة سفيرها في ألمانيا للتشاور
وجاءت تصريحات غابريال خلال لقاء عقده أمس الخميس مع نظيره اللبناني جبران باسيل في برلين لبحث تداعيات تقديم الحريري استقالته بشكل مفاجئ أثناء زيارته السعودية مطلع الشهر الجاري.
وقال الوزير الألماني “إن هناك إشارة مشتركة من جانب أوروبا إلى أن روح المغامرة التي تتسع هناك منذ أشهر عدة لن تكون مقبولة ولن نسكت عنها”.
وأضاف “بعد الأزمة الإنسانية والحرب في اليمن وما حدث من صراع مع قطر، صارت هناك منهجية للتعامل مع الأشياء وصلت ذروتها الآن في التعامل مع لبنان”.
وحول ما إذا كان من الممكن ابتزاز الحريري بعدم السماح لأسرته بالسفر معه إلى باريس، قال غابريال إنه مقتنع بأن لا أحد يمكنه “منع رئيس الوزراء اللبناني وأسرته من قبول الدعوة لزيارة فرنسا”.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعا رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري وأسرته إلى زيارة باريس.
وقال الرئيس الفرنسي إن الدعوة الموجهة للحريري ليست عرضا لمنفى سياسي، وأعلن لاحقا أنه وأسرته سيصلون إلى باريس غدا السبت.
أما وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل فقال إن الحريري يجب أن يتمكن من السفر “دون أي تضييق”.
قررت السعودية دعوة سفيرها في ألمانيا للتشاور، وتسليم سفير ألمانيا في الرياض مذكرة احتجاج على تصريحات لوزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل، وفقا لوكالة الأنباء السعودية واس.
وصرح مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية: “تعليقاً على التصريحات غير الصحيحة التي أدلى بها وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل خلال لقائه بنظيره اللبناني أن تلك التصريحات تثير استغراب واستهجان المملكة العربية السعودية.” بحسب واس
وأضاف المسؤول: “تعتبر المملكة أن مثل هذه التصريحات العشوائية المبنية على معلومات مغلوطة لا تدعم الاستقرار في المنطقة، وأنها لا تمثل موقف الحكومة الألمانية الصديقة التي تعدها حكومة المملكة شريكاً موثوقاً في الحرب على الإرهاب والتطرف وفي السعي لتأمين الأمن والاستقرار في المنطقة.”
وأضافت وكالة الأنباء السعودية: قررت المملكة دعوة سفيرها في ألمانيا للتشاور، كما أنها ستسلم سفير ألمانيا لدى المملكة مذكرة احتجاج على هذه التصريحات المشينة وغير المبررة.
يذكر أن الحريري أعلن في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري استقالته من منصبه بصورة مفاجئة أثناء وجوده في السعودية، وبرر الخطوة بخشيته من التعرض للاغتيال وبفرض حزب الله أمرا واقعا في لبنان.
إكراه واعتقال
ولم يغادر الحريري الخليج منذ إعلان استقالته، مما أدى إلى إثارة التكهنات بأن السعودية أجبرته على الاستقالة وأنها اعتقلته حتى تثير التوتر مع حزب الله.
وفي وقت سابق شدد الرئيس اللبناني ميشال عون على أن الحريري محتجز منذ 12 يوما في الرياض، واتهم السعودية بارتكاب عمل عدائي ضد لبنان، لا سيما وأن “رئيس الحكومة يتمتع بحصانة دبلوماسية وفق ما تنص عليه اتفاقية فيينا”.
من جانبه، قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إن اتهامات عون باطلة ومرفوضة ولا أساس لها، مؤكدا أن الحريري مواطن سعودي وقدم استقالة من منصبه، وهو يعيش في السعودية بإرادته، وأن عودته إلى لبنان ترجع إليه وإلى تقييمه للنواحي الأمنية.