قصة البقال والبغبغاء وسكب البغبغاء للزيت في الحانوت المثنوي الجزء الاول مولانا جلال الدين الرومي
قصة البقال والبغبغاء وسكب البغبغاء للزيت في الحانوت
المثنوي الجزء الاول مولانا جلال الدين الرومي
قصة البقال والبغبغاء وسكب البغبغاء
للزيت في الحانوت
01- كان هناك أحد البقالين ، وكان لديه ببغاء جميلا حسن الصوت أخضر اللون ، فصيحا .
02 – كان مقيما في الحانوت حارسا له ، وكان يفاكه كل التجار .
03 – وكان عند مخاطبته البشر ناطقا، كما كان في تغريد الببغاوات حاذقا .
” وفي أحد الأيام حينما كان البقال ذاهبا إلي بيته ، صادف أن كانت قطة في الدكان تطارد فأرا ، فأرتعب الببغاء من هذا المنظر وخاف وطار مضطربا يمينا وشمالا علي أمل تخليص نفسه من مخالب القطة ، فارتطمت أجنحته بزجاجات مليئة بزيت اللوز فسقطت وتكسرت وسال الزيت علي الأرض .
04 – فتفز وهرب من صدر الحانوت يبحث عن ملجأ ما ، فصب زجاجات ماء الورد.
05 – وأتى سيده من الدار إلى الحانوت ، وكعادة التجار جلس مطمئنا أمام الحانوت .
06 – أي الحانوت مليئا بالزيت والقماش بالبتع ، فظل يضربه على رأسه حتى
أصيب بالقراع . فامتنع عن الكلام عده أمام ، وتأوه البقال ندما .
” وعندما جاء البقال إلي الدكان وشاهد الموقف عن كثب امتلأ غيظا فأمسك الببغاء وضربه بالعصا علي رأسه ضربا مبرحا حتي سقط ريش رأسه وأصبح أصلعا ، فسكت الببغاء منذ تلك اللحظة ولم يتفوه بعدها بكلمة أبدأ .”
https://www.youtube.com/watch?v=wDVvRDsnV2E
07 . وأخذ يقتلع لحيته ويقول : وأسفاه ، إن شمس نعمتي قد غطاها السحاب . . ليت يدى قد قطعت حين ضربت حلو اللسان هذا على رأسه .
” وأحاط به الهم والحزن طوال الوقت ، وكثيرا ما سعي البقال إلي تسليته وتطييب خاطره علي أمل حمله علي الكلام ليجلب بالنتيجة أنظار الناس إلي الدكان بكلامه الساحر كالسابق الا ان الببغاء لم يحرك ساكنا وبقي صامتا . ”
08 – أخذ يقدم الصدقات لكل الدراويش ، حتى يدعوا لطائره بأن يعود إلى النطق .
” احتار البقال كثيرا واغتم ، بل انه تصدق لوجه الله تعالي علي أمل ان يتكلم الببغاء ودعا الله تعالي أن يعينه علي ذلك ، لكن هيهات فقد ذهبت جميع مساعيه أدراج الرياح . ”
09 – وكان يبدى لذلك الطائر كل ما بخفيه من ” عجيب وغريب ” عله يبدأ في
النطق.
“كان يتحدث لحظة بعد اخري حديثا من كل باب ، ربما يبدأ الببغاء في الكلام .
واملا في يبدأ الطائر في الكلام ، كان يبدي عينية في صور عديدة”
” وتوالت الأيام وجو الدكان يسوده الهم والحزن ،إلي أن مر من هناك في أحد الأيام رجل حائك ، كان قد سقط شعر رأسه لقساوة الدهر .”
10 – وفجأة مر درويش ” قلندرى أو بكتاشى ” عاري الرأس ، برأس حليقة كظهر الإناء أو الطست .
11 – فبدأ البغبغاء في النطق في تلك اللحظة ، وكأحد العملاء صاح بالدرويش :
12 – لأى سبب سلكت أيها الأقرع بين القرع : تراك سكبت الزيت من الزجاجة ؟
“وما أن وقع نظر الببغاء علي رأس ذلك الرجل الأصلع حتي فتح منقاره وصاح فجأة قائلا : أيها الأصلع. هل سكبت أنت أ يضأ الزيت فضربك سيدك وأصبحت أصلعا ؟؟”
13 – ومن قياسه ضحك الخلق ، قد ظن الدرويش مثله !!
” فغرق الناس في الضحك من قياسه هذا . ”
14 – فلا تقس أمور الأطهار على أمورك ، وإن تشابهتا فى الكتابة كلمة “شير” بمعنى أسد وبمعنى لبن .
15 – ولهذا السبب ضل كل الخلق ، وقليل من صار واعيا ، وهم أبدال الحق.
16 – فظنوا أنهم يستوون مع الأنبياء ، وظنوا الأولياء من أمثالهم .
17 – وقالوا : في النهاية هم بشر ونحن بشر، ونحن وهم في أسر النوم والطعام .
18 – ولو يعرفوا لما فيهم من عمى ، أن هناك فرقا بينهم لا حد له.
19 – فهناك نوعان من النحل يمتصان الرحيق من موضع واحد ، لكن احديهما يعطى الوخز والآخر العسل.
20 – وهناك نوعان من الغزلان يرعيان ويشربان من مكان واحد ، لكن أحديهما يفرز السر ، والآخر يفرز المسك .
21 – وهناك نوعان من البوص يسقيان من ماء واحد ، لكن أحديهما خال ، والآخر مليئة7 بالسكر .
22 – وانظر إلى مئات الآلاف من الأشياء ، وانظر بينهما بونا شاسعا “مسيرته ” سبعون عاما .
23 – فهذا يأكل فيخرج منه الدنس والقذر ، وذاك يأكل ، فيصبح كله نورا لله .
24 – هذا يأكل فيتولد عنه البخل والحسد ، وذاك يأكل ، فيفيض عنه بأجمعه نور الأحد .
25 – هذه ارض طيبة وهذه بور جرداء ، هذا ملاك طاهر ، وذاك شيطان ووحش .
26 – ومن الجائز أن تكون صورة هذا وذاك واحدة ، فالماء العذب واماء المالح كلاهما يتميزان بالصفاء .
27 – ولا يميز بينهما الا صاحب ذوق فأدركه ، إنه هو الذى يميز بين الما، العذب والماء المالح .
“اقصد اللهم الا صاحب ذوق يعرف الطعوم ، فمتي يميز من لم يذق الشهد بينه وبين الشمع.”
28 – ولقد قاس “الناس“ السحر بالمعجزة ، واعتبرا أن كليهما قائم على المكر .
29 – وسحرة فرعون من لجاجهم وخصومتهم ، حملوا عصيا كعصا موسي .
30 – وهناك فرق عميق يبن هذه العصا و تلك العصى ، وهناك طريق مهول بين هذا العمل وذاك العمل .
31 – فلعنة الله على ذاك العمل بما يترتب عليه ، ورحمة الله على هذا العمل لما فيه من وفاء .
32 – والكفار في مرائهم لديهم طبع القرود ، وثمة آفة حلت فى صدورهم هى
الطبع.
33 – فكل ما يقوم به الإنسان يقوم به القرد ، إنه يقوم بما يقوم به المرء لحظة بلحظة .
34 – وهو يظن قائلا لنفسه “ لقد قمت بما يقوم به “ ومتى يعلم الفرق ذلك اللجوج العنيد ؟!
35 – إن المرء يفعل ما يفعله بالأمر ” الإلهي ” وهو يقوم به مراء ، ألا فلتحث
التراب في وجوه الممارين .”المرائين”
36 – وإن ذلك المنافق ليدخل إلى الصلاة إلى جوار المؤمن مراء وجدلا لا على سبيل الضراعة .
37 – وفى الصلاة والصوم والحج والزكاة ، يكون المؤمنون في تزاحم مع المنافتين .
38 – والكسب يكون للمؤمنين في نهاية الأمر ، أما الهزيمة فهي للمنافتين في الآخرة .
39 – وإذا كان الفريقان في سباق واحد ، فإن ما بينهما هو ما بين الرازى والمروزى .
40 – وكل منهما يمضى صوب مقامه ، ويمضى إلى وفق ما بمليه عليه اسمه.
41 – فمن يطلق عليه اسم مؤمن تطيب به روحه ، وإن كان منافقا يصبح حادا ممتلئا نارا .
42 – والمؤمن اسمه محبوب في حد ذاته ،أما اسم المنافق فمكروه ،من شروره وآفاته .
43 – وليست حروف الميم والواو المهموزة والميم والنون تشريفا ، ولفظ مؤمن ليس إلا من أجل التعريف .
44 – وإن دعوته منافتا فإن هذا الاسم المنحط ، يلدغه من الداخل وكأنه العقرب .
45 – وإن لم يكن هذا الاسم مشتقا من الجحيم ، فلماذا إذن يكون مذاقه مذاق
الجحيم ؟
46 – اقبح في ذلك الاسم القبيح ليس من اللفظ ، وملوحة ذلك البحر ليست من الاناء.
47 – فاللفظ كالإناء والمعنى فيه كالماء ، وبحر المعنى عنده ”فى أم الكتاب “.
48 – والبحر العذب والبحر المالح كلاهما موجودان فى الدنيا ، وبينهما برزخ لا يبغيان .
49- هذا وإن كان كلاهما ينبعان من أصل واحد، فدعك منهما معا، واتجه إلى الأصل.
50 – والذهب الزائف والذهب الصحيح عند العيار ، لا تميز بينهم دون محك على سبيل الاعتبار.
51 – وكل من وضع له الله محكا في روحه ، فإنه يستطيع أن يميز بين كل يقين وشك .
“وهذا ما قصده المصطفي من استفتي قلبك ، ويعلم ذلك الذي بكون شديد الوفاء”
52 – وان اذي قفز في فم حي فنه لا يستريح حتي يخرج ذلك القذي.
53 – وبين مئات اللقيمات لو أن عودا صغيرا من القذى دخل الفم لتتبعه حس الحى .
54 – وحس الدنيا سلم لهذه الدنيا ، وحس الدين سلم إلى السماء .
55- فاطلب صحة ذاك الحس من الطبيب ، واطلب صحة هذا الحس من الحبيب.
56 – وصحة ذاك الحس من عمران الجسد ، وصحة هذا الحس من تخريب البدن .
57 – وإن فريق الروح ليخرب الجسد ، ومن بعد ذلك التدمير يقوم بإصلاحه .
“فما سعدها من روح تلك التي من اجل العشق والحال ، بذلت الدار والأسباب و الملك و المال”.
58 – لقد هدم الدار من أجل كنز من الذهب ، ومن نفسى ذلك الكنز جعلها أكثر عمرانا .
59 – وقطع الماء ثم قام بتطهير الجدول ، ثم أجرى في الجدول ماء صالحا للشرب .
60 – وشق الجلد وأخرج النصل و تكون من بعدها فوقه جلد “ جديد “ .
61 – وهدم القلعة ، واستولى عليها من الكافر ، ثم أقام عليها مائة برج وسد .
62 – فمن الذى يبين كيفية أمر لا كيفية له ؟ إنما بينت ما دعت إليه الضرورة .
63 – فهو أحيانا ما يبديه هكذا وأحيانا ما يضاد هذا ، ولا يكون أمر الدين إلا الحيرة .
64 – لكن لا كما يكون المرء حائرا بحيث يعطيه ظهره ، بل حيرة تجعله مستغرق في الحبيب ثملا به .
65 – فبينما ولى أحدهم وجهه صوب الحبيب ، هناك آخر صار وجهه وجه الحبيب .
66 – فداوم النظر إلى كل وجه وداوم الانتباه إليه ، ربما تصبح من هذا العمل خبيرا بالوجوه .
67 – فكم هناك من إبليس له وجه آدم ، فلا تمدن يدك إذن إلى كل يد .
68 – ذاك أن الصياد يطلق صفيرا “كصفير الطائر“ ، حتى يخدع الطائر ذلك الآخذ للطيور .
69 – إذ يستمع ذلك الطائر إلى صفير طائر من جنسه ، ويحط من الهواء فيجد الفخ والطعن .
70 – والرجل المنحط يسرق ألفاظ الدراويش ، ليجعل منها رقية يقرأها على ملدوغ.
71 – وأعمال الرجال ضياء ومواساة ، أما أعمال الأدنياء فاحتيال ووقاحة .
72 – إنهم يرتدون اللباس الصوفي من أجل التسول ، ويلقبون مسيلمة بأحمد .
73 – ويبقى لمسيلمة لقب الكذاب ، ويبقى لمحمد لقب أولى الألباب .
74 – شراب الحق ختامه المسك الخالص ، أما ختام الخمر فهو النتن والعذاب .
“ومن هذا يؤكد مولانا جلال الدين الرومي المولوي علي ان قياس الظاهر بالباطن خطأ .
فمثلا ان النحل العادي يشابه نحل العسل بحسب الظاهر ، حيث يأكلان ويشربان من نبات واحد وماء واحد في حين ان انتاج الأول الدغ والسم وانتاج الثاني العسل .
أو مثلا الغزال الذي ليست له في فأر المسك والغزال الحاوي علي فأر المسك وكلاهما من صنف واحد ، فهما يشربان من ماء النهر ، لكن محصول الأول هو الفضلات ومحصول الثاني هو عطر المسك الأصلي .
كما ان هناك نوعان من القصب في الحقول ، وكلاهما يسقيان بماء واحد الا ان أ حدهما يكون أجوفا في حين ان باطن الآخر مليء بالسكر ، وهو الذي يطلق عليه اسم قصب السكر ” .
احدى العبر التي يستقيها المولوي من هذه القصة هي .
ضرورة اجتناب رفاق السوء ومجالستهم ومصادقتهم ، وعدم الانخداع بظاهرهم الجذاب وتوهم طيب باطنهم ، فهذا أ يضأ قياس بالظاهر، اذ مادام ابليس بيننا فلا ينبغي أن نثق بالكل دون تمحيص ..”
كان هناك أحد البقالين ، وكان لديه ببغاء حسن الصوت أخضر اللون فصيحا .
كان مقيما في الحانوت حارسا له ، وكان يفاكه التجار .
وكان عند مخاطبته البشر ناطقا ، كما كان في تغريد الببغاوات حاذقا .
كان السيد قد ذهب إلى منزله ذات يوم ، فقفز قط فجأة في الحانوت في أثر فأر .
والببغاء خوفا على روحه قفز وهرب من صدر الحانوت يبحث عن ملجأ ما فصب زجاجات ماء الورد .
وأى سيده من الدار إلى الحانوت ، وكعادة التجار جلس مطمئنا أما الحانوت .
فرأى الحانوت مليئا بالزيت والقماش بالبقع ، فظل يضربه على رأسه حتى أصيب بالقراع .
فامتنع عن الكلام عدة أيام ، وتأوه البقال ندما .
وأخذ يقتلع لحيته ويقول : وا أسفاه إن شمس نعمتي قد غطاها السحاب .
ليت يدي قد قطعت حين ضربت حلو اللسان على رأسه .
أخذ يقدم الصدقات لكل الدراويش ، حتى يدعوا لطائره بأن يعود إلى النطق .
وكان يبدي لذلك الطائر كل ما يخفيه من عجيب وغريب عله يبدأ في النطق .
وفجأة مر درويش (( قلندري أو بكتاشي )) عاري الرأس ، برأس حليقة كظهر الإناء أو الطست .
فبدأ الببغاء بالنطق في تلك اللحظة ، وكأحد العقلاء صاح بالدرويش :
لأي سبب سلكت ايها الأقرع بين القرع ؟؟ تراك سكبت الزيت من الزجاجة ؟.
ومن قياسه ضحك الخلق ، لقد ظن الدرويش مثله !!
فلا تقس أمور الأطهار على أمورك ، وإن تشابهتا في الكتابة كلمة (( شير )) بمعنى اسد وبمعنى لبن .
ولهذا السبب ضل كل الخلق ، وقليل من صار واعيا ، وهم أبدال الحق .
فظنوا أنهم يستوون مع الأنبياء ، وظنوا أن الأولياء من أمثالهم .
وقالوا : في النهاية هم بشر ونحن بشر ، ونحن وهم في أسر النوم والطعام .
ولم يعرفوا لما فيهم من عمى أن هناك فرقا بينهم لا حد له .
فهناك نوعان من النحل يمتصان الرحيق من موضع واحد ، لكن أحديهما يعطي الوخز والآخر العسل .
وهناك نوعان من الغزلان يرعيان ويشربان من مكان واحد ، لكن أحديهما يفرز البعر والآخر يفرز المسك .
وهناك نوعان من القصب يسقيان من مكان واحد ، لكن أحديهما خال والاخر مليئ بالسكر .
وانظر إلى مئات الآلاف من الأشباه ، وانظر بينهما بونا شاسعا مسيرته سبعون عام .
فهذا يأكل فيخرج منه الدنس والقذر وذاك يأكل فيصبح كله نورا لله .
هذا يأكل فيتولد عنه البخل والحسد ، وذاك يأكل فيفيض عنه بأجمعه نور الأحد .
هذه الأرض طيبة وتلك بور جرداء ، هذا ملاك طاهر وذاك شيطان ووحش .
ومن الجائز أن تكون صورة هذا وذاك واحدة ، فالماء العذب والماء المالح كلاهما يتميزان بالصفاء .
ولا يميز بينهما إلا صاحب ذوق فأدركه ، إنه هو الذي يميز بين الماء العذب والماء المالح .
أقصد اللهم إلا صاحب ذوق يعرف الطعوم ، فمتى يميز من لم يذق الشهد يبنه وبين الشمع .
ولقد قاس الناس السحر بالمعجزة ، واعتبرا أن كليهما قائم على المكر .
وسحرة فرعون من لجاجتهم وخصومتهم حملوا عصيا كعصا موسى .
وهناك فرق عميق بين هذه العصا وتلك العصي ، وهناك طريق مهول بين هذا العمل وذاك العمل .
فلعنة الله على ذاك العمل بما يترتب عليه ، ورحمة الله على هذا العمل لما فيه من وفاء .
والكفار في مرائهم لديهم طبع القرود ، وثمة آفة حلت في صدورهم هي الطبع .
فكل ما يقوم به الإنسان يقوم به القرد ، إنه يقوم بما يقوم به المرء لحظة بلحظة .
وهويظن قائلا لنفسه : لقد قمت بما يقوم به ، ومتى يعلم الفرق ذلك اللجوج العنيد ؟؟!!.
إن المرء يفعل ما يفعله بالأمر الإلهي ، وهو يقوم به مراء ، ألا فلتحث التراب على وجوه الممارين .
والبحر العذب والبحر المالح كلاهما موجودان في الدنيا ، وبينهما برزخ لا يبغيان .
هذا وإن كان كلاهما ينبعان من أصل واحد ، فدعك من كلاهما معا واتجه إلى الأصل .
والذهب الزائف والذهب الصحيح عند العيار لا تميز بينهما دون محك على سبيل الإعتبار .
وكل من وضع له الله محكا في روحه فإنه يستطيع أن يميز بين كل يقين وشك .
وهذا ما قصده المصطفى من (( استفت قلبك )) ويعلم ذلك الذي يكون شديد الوفاء.
ولو أن قذى قفز في فم حي فإنه لا يستريح حتى يخرج هذا القذى .
وبين مئلت اللقيمات لو ان عودا صغيرا من القذى دخل الفم لتتبعه حس الحي .
وحس الدنيا سلم لهذه الدنيا ، وحس الدين سلم إلى السماء .
فاطلب صحة ذلك الحس من الطبيب ، واطلب صحة هذا الحس من الحبيب .
وصحة ذلك الحس من عمران الجسد ، وصحة هذا الحس من تخريب البدن .
وإن طريق الروح ليخرب الجسد ، ومن بعد ذلك التدمير يقوم بإصلاحه .
فما أسعدها من روح تلك التي من أجل العشق والحال بذلت الدار والأسباب والملك والمال .
لقد هدم الدار من أجل كنز من الذهب ، ومن نفس ذلك الكنز جعلها أكثر عمراننا .
وقطع الماء ثم قام بتطهير الجدول ثم أجرى في الجدول ماء صالحا للشرب .
فبينما ولى أحدهم وجهه صوب الحبيب ، هناك ىخر صار وجهه وجه الحبيب .
فداوم النظر إلى كل وجه وداوم الانتباه إليه ، ربما تصبح من هذا العمل خبيرا بالوجوه .
فكم هناك من إبليس له وجه آدم فلا تمدن يدك إذن إلى كل يد .
والرجل المنحط يسرق ألفاظ الدراويش ةليجعل منها رقية يقرأها على ملدوغ .
وأعمال الرجال ضياء ومواساة ، أما أعمال الأدنياء فاحتيال ووقاحة .
إنهم يرتدون اللباس الصوفي من أجل التسول ، ويلقبون مسيلمة بأحمد .
ويبقى لمسيلمة لقب الكذاب ، ويبقى لأحمد لقب أولي الألباب .
وشرب الحق ختامه المسك الخالص ، أما ختام الخمر فهو النتن والعذاب .