«بالنسبة لى..الدين اليهودى محض خرافة مثل جميع الأديان.. أساطير طفولية أنتجها الضعف البشرى».. كتب عالم الفيزياء الشهير ألبرت أينشتاين هذه الجملة فى رسالة باللغة الألمانية، وبيعت مؤخرًا فى مزاد بمدينة نيويورك، بـ٣ ملايين دولار.
حسب شبكة «فوكس نيوز» الأمريكية، فإن الرسالة، التى ترجمتها دار كريستى، أثارت جدلًا واسعًا حول العالم، خاصة لأن كثيرين لا يعرفون أن أينشتاين لم يكن عالم فيزياء فقط، بل كاتبًا له إسهامات فى تأريخ أحداث مثل، صعود ألمانيا النازية، وله كتابات عن «نظرية السعادة»، وكان يشتبك مع كُتّاب آخرين، فى موضوعات تتعلق بالأديان ومفهوم الإله.
وحسب الشبكة، توقع كثيرون أن تُباع الرسالة التى تحمل اسم «رسالة الله»، التى كتبها العالم الشهير فى عام ١٩٥٤، قبل وفاته بعام واحد، بمليون دولار، أو ١.٥ مليون دولار على الأكثر، إلا أنها بيعت بضعف المبلغ الذى توقعه الجميع، لمشترٍ لم يتم الكشف عن هويته حتى الآن.
وقالت الشبكة إن هذا السعر الخيالى، كان من بين الأسباب التى جعلت الإعلام يسلط أضواءه صوب المزاد، فالرسالة مكتوبة بخط يد أينشتاين، وموجهة للفيلسوف الدينى إريك جوتكيند، والغريب أن الرسالة لم تصبح معروفة إلا فى عام ٢٠٠٨، عندما تم الكشف عن وجودها لأول مرة للجمهور، وبيعت حينها بمبلغ ٤٠٤ آلاف دولار بمزاد فى لندن، وقبل ذلك كان يُعتقد أنها فى أيدى ورثة «جوتكيند» بعد وفاته فى عام ١٩٦٥.
وأضافت الشبكة، أن هذه الرسالة استجابة حاسمة لكتاب «جوتكيند» الذى أصدره عام ١٩٥٢، بعنوان «اختيار الحياة: دعوة الكتاب المقدس»، والذى قال فيه إن الكمال يكمن فى الروح اليهودية، ورغم أن أينشتاين عُرف بأنه يهودى، إلا أنه فقد إيمانه وأصبح ملحدًا فى سن مبكرة من حياته، على الرغم من أنه ولد فى عائلة يهودية ملتزمة فى ألمانيا.
وحسب التقرير، فقد كان أينشتاين طفلًا متدينًا، ولكن فى سن الثالثة عشرة تخلى عن حماسته الدينية غير الحكيمة، حسب وصفه، وشعر بأنه قد خُدع بمجموعة من الأكاذيب الإيمانية، وقال إنه يؤمن بـ«إله سبينوزا»، فى إشارة إلى باروخ سبينوزا، المفكر الهولندى فى القرن السابع عشر، الذى يكشف عن نفسه فى الانسجام القانونى للعالم، وليس فى الله الذى يهتم بمصير البشرية وأعمالها.
وفى تلك الرسالة، وصف أينشتاين الدين والديانة اليهودية على وجه التحديد بأنها «خرافة طفولية». ووصفت دار كريستى للمزادات «رسالة الله» بأنها ستظل بيانًا نهائيًا وصريحًا حول الجدل الدائر بين الدين والعلم.
ووصف الخبراء «رسالة الله» بأنها تحدى «جيل خائب الأمل»، لم يربط العالم بملكوت الله، مؤكدين أن أينشتاين كان مقتنعًا بالإلحاد أو اللاأدرية، وهو مصطلح يُعرّف بأنه «اعتقاد بأن لا شىء معروف أو يمكن معرفته عن وجود أو طبيعة الله أو أى شىء يتجاوز الظواهر المادية».
ويقول العالم فى رسالته: «كلمة الله بالنسبة لى ليست أكثر من تعبير ومنتج للضعف البشرى، والكتاب المقدس مجموعة من الأساطير، تبدو طفولية»، مضيفًا: «لا يمكن لأى تفسير، مهما كان دقيقًا، أن يغير أى شىء عن هذا».
وحسب التقرير، فإن المقطع المذكور أعلاه هو المقطع الوحيد فى وثيقة استخدمها أينشتاين، واستخدم كلمة «الله» فى التعبير عن الدين بشكل عام، وتراثه اليهودى وآرائه الشخصية حول معنى الحياة.
وتابع: «الشعب اليهودى الذى أنتمى له، ليس لديه أى نوع من الكرامة أو الاستثنائية عن جميع الشعوب الأخرى، وبقدر ما تذهب قناعاتى وتجربتى، فهى ديانة فى الواقع ليست أفضل من الديانات والمجموعات البشرية الأخرى، وإننى لا أستطيع أن أرى أى شىء (مختارًا) بشأنهم»، وذلك ردًا على أن اليهود شعب الله المختار.
وفي وقت سابق من هذا العام، ظهرت رسالة أخرى من رسائل أينشتاين يحذّر فيها من زيادة نسبة معاداة السامية قبل أكثر من عقد من الزمن قبل استيلاء النازيين على السلطة في ألمانيا.
وبيعت مسودتان لأينشتاين شرح فيها بإيجاز أفكار الفيزيائي عن الحياة والسعادة، في المزاد بمبلغ 1.5 مليون دولار العام الماضي.
وكشفت يومياته بعد نشرها هذا العام عن مواقفه العنصرية تجاه الأجانب. وفي الكتابات الخاصة، وصف الصينيين بأنهم “أشخاص مثابرون، قذرون وفاقدو الإحساس”.