9 نيسان 2003: يوم تحرير أم احتلال؟


منصور الناصر

Advertisements
Advertisements

نتساءل: أكان ٩ نيسان يوم تحرير أم احتلال؟
رأيي هذا سؤال خطأ والصحيح: متى كنا أحرارا أصلا؟..وهل أصبحنا بعده أحرارا؟
.
هل كنا “مُحتلون” كشعب وبلد كي نتحرر كما يقول البعض..أم كنا أحرارا فجرى احتلالنا كما يقول البعض الآخر؟
ثم ما معنى الحرية بالنسبة لنا؟ وهل هي ممكنة وجائزة وفقا لثقافاتنا المتوارثة والتي يجري “تنشيطها” وترويجها يوميا؟
أليست الحرية كلمة “مستوردة” ما زلنا نغص بها ونفشل في هضمها، مثلها مثل كلمات “وطن”، “شعب”، “ديمقراطية”، “حقوق”، “مساواة” الخ؟
.
سؤال آخر: ما معنى صيغة الجمع في جميع العبارات أعلاه..مثل “كنا” مُحتلون أو أحرارا كشعب وبلد؟ 
من “نحن” بصراحة؟
هل نقصد باستخدامنا لكلمة “نحن” ما نأمل أن نكونه، أم أننا كائنون معا فعلا كأبناء وطن واحد وحقوق واحدة مشتركة؟ 
إن كنا نحلم بأن نكون معا، فما لنا لا نفعل إلا عكس هذا الحلم تماما؟
فنتفرق كلما دعونا للوحدة، ونتقاتل كلما دعونا للتسامح..ونسرق ونحن نطالب بالنزاهة!
.
.
محرج أن نتحدث بصيغة الجمع ونحن متفرقون ولا روابط بيننا..
المحرج و”المرضيّ” أكثر، أن نتحدث “جمْعا” فيما يعمل كلا منا على غلق منطقته سكنا أو عملا، ويجعلها مقتصرة على أحبابه وأصحابه فقط..والويل لمن يخترق خطوطه الحمراء!
.
ولكن ما الغاية من كل هذه الأسئلة الثقيلة على القلب و”المعدة” وتقلب المزاج؟
الغاية ببساطة أن نعود إلى أصل الحكاية كما يقول عبد الحليم..ونفهم اللغة أو الأساس المفهومي الذي نتعامل به وننطلق منه دائما..
فنحن دون هذا سنبقى تائهون وسط عالم مشغول فقط ومنذ قرون بوضع تعريفات دقيقة لكل شيء ويعمل على مراجعتها ونقدها باستمرار..
..

أعود وأتساءل: أكان ٩ نيسان احتلالا ام تحريرا؟
فأقول كنا في احتلال وأصبحنا في احتلالين وربما أكثر!
وها أنا بعد هجرتين شخصيتين “بين احتلالين” أختصر وأقول
كنا ننام بجسدنا لعقود في سرير احتلال صدامي مكركب لم يتوقف للحظة عن القرقعة والاهتزاز.
فاصبحنا فجأة بعد 9 نيسان ننعم فجأة بـ”ربيع” احتلالين. احتلال للجسد والروح معا.
الأول معولم ببسطال مدنس “أمريكي” والثاني ممسوح بزيت مقدس، “ملائكي”.
.
المصيبة لا تتوقف هنا، لأن المفاجأة بعد ذلك كانت في اكتشاف أنهما احتلالان متحالفان ضدنا ووفق آلاف الشواهد.
حتى أننا لم نعد نستطيع الحفاظ على ما تبقى لنا من بعض معالم حرياتنا البائسة سابقا، كأن نرتدي زيا معينا أو أن نشرب ونأكل شيئا ما.
.
صحيح انهما احتلالان لا يطيقان بعضهما..لكنه خلاف بين قتلة ومنحطين على “استحقاقاتهم” فينا، و”حصصهم” سواء لهذا الأفاق أو الدجال أو ذاك العتلّ الزنيم.

شاهد أيضاً

الدين هو المؤامرة والشيطان هو المصمم الذكي ج1

أعلن المفكر منصور الناصر في عنوان رئيس لمقال له عن اكتشاف حقيقة الدين..كما نشر فيديو …