في نقلة نوعية، دعا البابا فرنسيس لدعم تنظيمات المثليين جنسيا، وفقا لفيلم وثائقي نشرته وكالة الأنباء الكاثوليكية بعنوان “فرانسسسكو”.
وصرح البابا في الفيلم: بأن “للمثليين حق بأن يكونوا جزءا من عائلة، إنهم أبناء الله ولديهم الحق بالعيش ضمن عائلة، لا يجب أن يُلقى أحد خارجا أو أن يشعر بالسوء من أجل ذلك”.
وطالب البابا فرنسيس قائلا “يجب أن ننشئ قانون اتحاد مدني، وبهذه الطريقة يمكن حمايتهم بشكل قانوني”.
وكان قد أكد البابا في مقابلات سابقة أنه ليس ضد الاتحادات المدنية، لكن هذه المرة الأولى التي يعلن فيها وهو يشغل منصب البابا بشكل مباشر دعمه للمثليين.
البابا فرانسيس يخبر مثلياً أن “الله يحب المثليين”
ومنتصف عام 2018 قال رجل تشيلي مثلي الجنس إن البابا فرانسيس أخبره أن الله خلق المثليين على هيئتهم الحالية.
وكان الرجل، ويدعى خوان كارلوس كروز، أحد ضحايا القس التشيلي المتهم بالتعدي الجنسي على عدد من الأطفال وهي الفضيحة التي عصفت بعدد من رجال الدين الكاثوليكي بتشيلي، ضمن وفد دُعي للقاء البابا فرانسيس بالفاتيكان.
وقال كروز إن البابا أخبره خلال لقائهما: “الله يحبك كما أنت. الله خلقك كما أنت. البابا يحبك وأنت أيضاً يجب أن تحب نفسك”.
ولم يعلق الفاتيكان على مدي صحة او خطأ تصريحات كروز ما جرت عادة إدارة الفاتيكان على عدم التعليق على ما يرد بمحادثات البابا فرانسيس الخاصة.
وقال الموقر اليسوعي الأمريكية جيمس مارتن، الذي ألف كتاباً عن وجوب إيجاد الطرق الجديدة للتعاطي مع شؤون المثليين جنسيا، إن تصريحات البابا لكروز تفتح الطريق أمام تغيير الكنيسة الكاثوليكية لنظرتها للمثليين.
“من أنا لكي أحكم على مثليي الجنس؟”
وعام 2015 قال البابا أثناء رده على أسئلة الصحفيين وهو على متن الطائرة عائداً من البرازيل إلى روما، حيث تحدث عن مثليي الجنس وحول ما ذكر عن جماعات الضغط من مثليي الجنس.
ووفقاً لصحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، فإن تعليقات البابا حول المثلية الجنسية تأتي في سياق التساؤلات حول القساوسة الشواذ.لقد أثار البابا مسألة كيف ستكون ردة فعله عندما يعلم بوجود رجل دين بمقامه شاذاً جنسياً، حتى ولو لم يكن هذا الرجل ممارساً للجنس.
لقد ظلت الفاتيكان تنظر إلى المثلية الجنسية على أنها “فوضى” وأن البابا فرانسيس خليفة البابا بنديكت السادس قد منع الرجال وبشكل رسمي من أن يصبحوا كهاناً عندما يتعلق الأمر بما تعتبره الفاتيكان المثلية الجنسية المتأصلة.لقد تحدث البابا بالإيطالية قائلاً: “من أنا لأحكم على شخص مثلي الجنس لديه النية الحسنة وهو يسعى إلى الرب؟”. وأضاف: “لا يمكننا أن نهمش هؤلاء البشر”.
أما جون ألين، مراسل الكاثوليكية الوطنية، فقد تحدث في الاجتماع أيضاً وقال إن البابا خاطب كذلك المسألة التي أثارتها الفاتيكان، ألا وهي “لوبي مثليي الجنس”.
إنه لم يصطدم بمقاومة كبيرة من أجل إصلاح الفاتيكان من الداخل، وقال مازحاً إنه وفي حال كان “لوبي مثليي الجنس” حقيقة، فإنه لم يرَ ذلك بعدْ مختوماً على بطاقة الهوية لأي شخص.
القضية تتعلق بالرحمة
ويقول الأب جيمس مارتن، وهو أحد المعجبين بالبابا فرانسيس، إن تعليق البابا حول المثليين جنسياً يتماشى مع بقية الأمور المتعلقة بمنصبه البابوي.ويضيف: “إن إحدى السمات التي تميِّز البابا فرانسيس، هو تركيزه على الرحمة التي تراها متجلية في رده حيال القضية.
هذه الرحمة تأتي بطبيعة الحال من المسيح وأنه لا يمكن لنا أن نملك الكثير منها”.لم يقدم البابا الكثير من الأمل لأولئك الذين يدافعون عن القساوسة الكاثوليك من النساء، وبالنسبة لـ “آلن”، مراسل الكاثوليكية الوطنية، فإنه يقول: “إن البابا يوحنا بوليس الثاني قد أغلق الباب أمام النساء فيما يتعلق بمنزلة القساوسة وبشكل نهائي”.
كما أن هناك المزيد لدى وكالة أسوشيتد برس:وعلى متن طائرة البابا مدَّ البابا فرانسيس يده إلى مثليي الجنس يوم الإثنين قائلاً إنه لن يحكم على القساوسة بناءً على ميولهم الجنسية، وذلك في مؤتمر صحفي مفتوح وبشكل لافت للنظر وعلى نطاق موسع، وذلك أثناء عودته من أول جولة خارجية له.
ويتساءل البابا فرانسيس: “فلنفترض أن هناك شخصا مثلي الجنس قد بحث عن الرب ولديه نية حسنة، ففي هذه الحالة من أنا لكي أحكم على هذا الشخص؟”.
لقد وقّع خليفة البابا بنديكت السادس عشر وثيقة في عام 2005، حيث تفيد هذه الوثيقة بأن الرجال ذوي الميول المثلية الجنسية المتأصلة يجب ألا يكونوا قساوسة وكهاناً لدى الكنيسة. لقد كان البابا فرانسيس استرضائياً إلى حد كبير عندما قال إن رجال الدين المثليين يجب أن تغفر خطاياهم وتُنسى.لقد جاءت تصريحات البابا فرانسيس هذه يوم الإثنين أثناء عودته بالطائرة إلى الفاتيكان بعد أن أنهى أول جولة خارجية له في البرازيل.
لقد كان فكاهياً وصريحاً خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده، والذي استغرق ما يقارب الساعة والنصف. وخلال المؤتمر لم يتهرب البابا من أي سؤال، بل أجاب عن جميع الأسئلة، حتى إنه قام بتوجيه الشكر للصحفي الذي تحدث عن بعض الادعاءات التي ذكرتها المجلة الإخبارية الإيطالية، والتي تقول إن أحد المونسنيور المقربين لدى البابا كان قد تورط في لقاء حب فاضح مع أحد المثليين جنسياً.
لقد ذكر البابا فرانسيس أنه قام بإجراء تحقيق بشأن هذه القضية وتوصّل إلى أنه لا صحة لهذه الادعاءات.
لقد تم توجيه سؤال إلى البابا حول تقارير الإعلام الإيطالي التي تشير إلى وجود جماعة داخل الكنيسة تحاول ابتزاز مسؤولي الكنيسة عن طريق امتلاكها أدلة تثبت قيامهم بممارسة الجنس المثلي.
يجب احترام كرامة المثليين
لقد أشار الإعلام الإيطالي هذا العام إلى أن هذه الادعاءات أدّت إلى استقالة البابا بنديكت السادس عشر.وبينما يتم التأكيد على التعليمات الكاثوليكية الاجتماعية التي تطالب باحترام كرامة المثليين الجنسيين وعدم تهميشهم، ورد عن البابا فرانسيس أن هناك أمراً آخر مختلفاً تماماً يتعلق بوجود مؤامرة لاستخدام المعلومات الخاصة من أجل الابتزاز أو ممارسة الضغط على رجال الكنيسة.
لقد كان البابا يرد على تقارير تفيد بأن أحد المعاونين الموثوقين كان قد تورط في علاقة جنسية مثلية مزعومة قبل عقد من الزمن. وقال إنه أجرى تحريات وتحقيقات بشأن تلك الادعاءات، وذلك وفقاً للقانون الكنسي، وتوصّل إلى عدم وجود أدلة تدعم صحة هذه الادعاءات، لكنه في نفس الوقت قام بتوبيخ الصحفيين لقيامهم بنشر تقارير عن ذلك الأمر، حيث قال إن هذه الادعاءات تعتبر أموراً لها علاقة بالخطيئة وليست جرائم مثل الاعتداء الجنسي على الأطفال.
وأضاف أنه عندما يذنب شخص ما ومن ثم يعترف بذنبه فإن الرب لا يغفر له فحسب، بل ينسى ذلك الذنب، وقال: “لا يحق لنا أن لا نغفر”.
البطريركية الكلدانية العراقية: البابا لم يقرَّ بالزواج المثلي
وأصدرت البطريركية الكلدانية العراقية بيانا قالت فيه إن البابا لم يقرَّ بالزواج المثلي ولم يغيَّر عقيدة الكنيسة الكاثوليكية، والكنيسة الكاثوليكية والكنائس الأخرى تعدُّ الزواج الطبيعي بين الذكر والانثى من التصميم الالهي، وهو وحده زواج شرعي، تعدُّه الكنيسة سرأ sacrament من اسرارها المقدسة السبعة”.
وتابع، “الكنيسة في الغرب مفصولة عن الدولة، والدول الغربية علمانية واحكامُها علمانية مدنية، نذكر على سبيل المثال الكنيسة تحرِّم الاجهاض، بينما تشرُّعهُ العديد من الدول الغربية”.
وبين، أن “الفلم عن حياة البابا فرانشيسكو الذي يغطي نشاط البابا فرنسيس يتضمن مقطعاً يقول فيه ان المجتمع المدني هو من يقرر الارتباط لمثيلي الجنس”.
وأضاف، “البابا لا يستعمل مصطلح الزواج” للمثليين البتة، البابا طالب المجتمع المدني والعائلات برعاية المثليين ومحبتهم وحمايتهم، ولم يقل ان يكوِّنوا اسرة، اما عن قوله ان الجميع هم ابناء الله، فهذا يعود الى ان الله خلق الانسان فهو بالتالي ابنه، والله وحده هو الديان وليس غيره”.
وأشار إلى أن “البابا لم يناقش دمج المثليين في زواج طبيعي كنسي، بل على العكس انه يشدد على عقيدة الكنيسة الكاثوليكية بأن الزواج هو شراكة مدى الحياه بين رجل واحد وامرأة واحدة”.