عبرت الملايين من العرب عن فرحتها بنجاح المرشح الديمقراطي جو بايدن، فيما انزعجت عشرات مماثلة من خسارة الجمهوري دونالد ترامب!، فيما اعتبر أن المنتصر الحقيقي على “الجبار” ترامب، هو فايروس كورونا!.
هذا الحال يعتبر ظاهرة غير مسبوقة عربيا، فقد إستغرب عدد من الإعلاميين والنشطاء من ردود الفعل، معتبرين أن الإثنين يمارسان نفس السياسة لكن بأساليب مختلفة، وأن للولايات المتحدة على مرالتاريخ كانت تحاول إضعاف الدول الإسلامية والعربية للسيطرة عليها.
وفي مقال تحت عنوان “مع أمريكا “بايدن” هل سيكون العالم بخير؟، بقلم الكاتبة الأردنية “إحسان الفقيه” تداولت هذا الموضوع بشكل مفصل، حيث قالت أن التجارب علمتنا أن الإستراتيجية بعيدة المدى للولايات المتحدة ثابتة لاتتغير، وأن مايطرأ من تغيرات إنما هو تكتيكات تختلف بإختلاف توجهات الإدارة وفق قاعدة المصلحة.
وأضافت أن أمريكا تحت راية بايدن لن تختلف كثيرا عنها تحت راية ترامب، وأنها سوف تستمرفي مسارالإبادة الثقافية، لتكون هي الثقافة السائدة تحت مبادئ العولمة، وتظل هي شرطي العالم والسلطة العالمية التي تفرض قوانينها.مؤكدتا أن الولايات المتحدة ستبقى هي الغول الإمبريالي في ثوبه العصري، بفعل شعورها بالتفوق، وأحقيتها بسيادة العالم.
كما غرد الناشط وليد السليمان قائلا، لست أفهم حالة الفرح أو الحزن التي أصابت الكثيرين بفوز بايدن وهزيمة ترامب. مصالح العرب والمسلمين لاترتبط برئيس أو حزب معين، وإنما الحالات السياسية المتغيرة والمصلحة الأمريكية أولا هي من تحدد ماإذا كان هذا الرئيس يريد أن يبدي تعاونا من عدمه.
فيما علق المحلل الإستراتيجي “أنس آل الشيخ”، غريب أمرالمسلمين الذين يناقشون أي المرشحين أصلح للمسلمين، وأيهم أقرب لخدمة مصالحهم، وأيهم كبتا لأعدائهم. الواقع أن ترامب وبايدن يخدمان بلدهم ولايخرجان عن حماية أمن وتقدم الكيان الصهيوني.
ورأى المغردون أن الإختلاف بين ترامب وبايدن هي فقط في طريقتهم في التعامل، حيث ترامب صريح ولايستطيع كبت عنصريته وهمجيته في حين بايدن يحاول أن يكون أكثرهدوءا ولايبرزحقيقة توجهاته، وأن الغاية لدى كلاهما هي هدم الوطن العربي والقضاء على القضية الفلسطينية وخدمة المشروع الإسرائيلي.
مضيفين أن بايدن في السياسة الخارجية إن لم يكون أسوء فلن يكون أفضل من ترامب، لكن النقطة الهامة في الموضوع أن خسارة ترامب هي هزيمة للنعصرية وهذا يعتبرإنجاز للعالم.
يذكرأنه لحد الآن لم يقرترامب بهزيمته، ولايزال فوزبايدن غيررسمي بعد لأن الولايات الرئيسية لاتزال تفرزأصوات المقترعين.
لكن بايدن يمضي قدما في خططه لتولي السلطة في يناير/ كانون الثاني بعد أن قالت شبكات إخبارية أمريكية كبرى السبت إنه فاز في الإنتخابات وبحسب التقاريريهدف بايدن إلى تغيير سياسات ترامب التي أثارت الجدل طوال سنوات حكمه.
هل سلب كورونا العرش من أكبر جبابرة الأرض؟
منذ تفشي فيروس كورونا في العالم وينتقد الخبراء والشعب الأمريكي إستراتيجية إدارة الرئيس “دونالد ترامب” للأزمة، حيث أعلن ترامب خروجه عن منظمة الصحة العالمية كما أنه كان من المؤيدين لإعادة فتح واسع للمجتمع الأمريكي بدلا من تعزيز إجراءات الوقاية، على ذلك تم إنتشارالفيروس بشكل سريع في الولايات المتحدة دون إتخاذ إي إجراءات للحد من الجائحة، فوصل عدد الوفيات إلى أكثرمن 236 ألفا منذ بدء ظهوركوفيد-19، وهورقما قياسيا في العالم وبذلك تكون الولايات المتحدة الدولة الأكثرتضررا من الجائحة في العالم على صعيد أعداد الضحايا.
فلذلك إعتقد العديد أن فيروس كرونا إذ لم يكن العامل الأساسي، بالتأكيد يكون إحدى أهم الأسباب في إطاحة ترامب وفوزالمرشح الديمقرايطي جوبايدن الذي يأخذ الوباء على محمل الجد من وجهة نظرالصحة العالمية.
من ضمن الذين أكدوا على وجود صلة بين فشل ترامب وفيروس كرونا، الإعلامي “جلال شهداء” حيث كتب على تويترأن فيروس كرونا يهزم سيد البيت الأبيض.كماكتب الناشط “حسن العيافي” ، فيروس لايرى بالعين المجردة يطيح بالرئيس ترامب رئيس أعظم دولة في العالم.
فيما أضاف وزيرالمياه والبيئة اليمني “عزي هبة الله شريم” مقتل جورج فلويد إلى فيروس كرونا ورأى أن الإثنان كانا عاملان أساسيان في خسارة الجمهوريين في سباق الرئاسي.
أيضا تنبأت فئة أخرى من المغردين على منصات التواصل الإجتماعي، بإختفاء الفيروس بعد مجئ جوبايدن إلى سدة الحكم.كماكتب أحد المدونون، عندما كان يقول دونالد ترامب بأن كرونا فايروس صيني كنت أقول بأنه لم يقلها عابثا.
وأضاف، الآن أيقنت أن هدف هذا الفيروس هو إزاحة ترامب من البيت الأبيض.أوروبا والصين وروسيا جميعها تضررت من ترامب وتريده أن يخسر لذلك ولأن الفايروس سياسي أعتقد بان نهايته ستكون بدخول بايدن للبيت الأبيض.
ووجه النشطاء تساؤلات إلى جوبايدن عن الإجراءات التي سيتخذها لمقابلة جائحة كرونا خاصة وأنه دائما ماكان ينتقد ترامب وطريقة مواجهته للأزمة، مؤكدين أنهم في إنتظار الحلول وذلك ضمن سلسلة من الأزمات التي وعد بايدن بحلها.
جدير بالذكر أنه قبل أيام من إعلان نتائج الإنتخابات الرئاسية انتقد أنطوني فاوتشي مديرالمعهد الأمريكي للأمراض المعدية وعضو خلية مكافحة فيروس كورونا والمستشارالأبرزلدونالد ترامب حول الوباء إستراتيجية الإدارة الأمريكية في التعامل مع أزمة كوفيد-19.
وذلك في مقابلة مع صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية السبت. واعتبرفاوتشي أن مقاربة بايدن للوباء أكثرجدية من مقاربة المرشح الجمهوري.وردا على ذلك وصف البيت الأبيض تصريحات فاوتشي “بغيرمقبولة” واتهمه بأنه يسعى إلى إضعاف ترامب.