قال نائب تركي مخاطبا أردوغان: استقل! حكومتك نهبت البلد ومشغولة ببناء القصور، في أعنف هجوم صريح على الرئيس التركي. وقال النائب المعارض: لا يمكن للرئيس الخروج من الوضع الذي وقع فيه باعتقال المواطنين، وان عليه الاستقالة.
على الرغم من الارتفاع الطفيف الذي شهده سعر صرف الليرة التركية مقابل الدولار خلال اليومين الماضيين عقب إقالة وزير المالية بيرات البيرق، والتعهد بخطوات تحسينية، ما زال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يواجه انتقادات عدة من قبل المعارضة.
فقد دعا نائب رئيس المجموعة البرلمانية لـحزب الشعب الجمهوري، النائب عن محافظة صقاريا، إنجين أوزكوتش، أردوغان إلى تقديم استقالته، مؤكدًا أن استقالة وزير الخزانة (صهر أردوغان) لم تكن كافية.
كما أكد خلال مؤتمر صحافي عقده في البرلمان التركي، مساء أمس الخميس، أن الاقتصاد التركي يغرق “ولا يوجد فلس واحد في الخزانة. إدارة أردوغان نهبت تركيا وقضت عليها”. وتابع: أردوغان أوصى المواطنين بالتحمل بينما الهدر والإسراف مستمر في القصور. الرئيس هو المسؤول عن سوء إدارة الاقتصاد، لذا عليه الاستقالة”.
إلى ذلك، اعتبر أنه لا يمكن للرئيس التركي الخروج من الوضع الذي وقع فيه باعتقال المواطنين، قائلاً: “كل من يتمرد ويصرخ هذه الديكتاتورية يجب أن تنتهي، يحتجز ويعتقل، حتى العامل الذي يبحث عن حقوقه، يتم قمعه بعنف. لا يمكن الوصول إلى أي مكان بكل هذا القمع”.
الحزب الحاكم قضى على العدالة
وأضاف أوزكوتش أن حكومة حزب العدالة والتنمية قضت على نظام العدالة في تركيا.
كما حمل حكومات حزب العدالة والتنمية المتعاقبة المسؤولية عن تراجع الثقة بالقانون والعدالة في البلاد، معتبراً أنه “لا يمكن لأردوغان إنقاذ الموقف بالخروج الآن والمناداة بالإصلاح”.
وزير المالية التركي المستقيل بيرات البيرق، صهر أردوغان(أرشيفية- فرانس برس)
وتساءل مشيرا إلى حكم حزب العدالة والتنمية تركيا لسنوات: “كيف ستؤسسون دولة القانون التي لم تتمكنوا من إقامتها منذ 18 عامًا في غضون أشهر قليلة؟ لا أحد سيصدق هذا”.
وعن مظاهر سياسات القمع التي ينتهجها أردوغان، قال أوزكوتش: تم اعتقال مواطنين فقط لأنهم أجروا مقابلات مع الإعلام في الشارع حول استقالة البيرق، هذا الوضع غير مقبول بتاتا”.
وكشف أن أحد المواطنين في أنطاليا استدعي وأوقف مع المراسل فقط لأنه قال “إن إدارة البلاد تتم وكأنها شركة عائلية”.
استقالة وزير المالية
تزوج بيرات من “إسراء أردوغان” ابنة الرئيس التركي عام 2004، وحينها كان أردوغان رئيساً للوزراء، وحضر حفل الزفاف كشهود شخصيات بارزة في حزب العدالة والتنمية.
جاءت استقالة بيرات البيرق وزير المالية التركي وصهر أردوغان من منصبه، اليوم الأحد، وفقاً ما أعلنه في بيان على حسابه على إنستغرام إثر تراجع تاريخي لليرة التركية، أمام العملات الأجنبية، وتجاوز سعر صرفها في نهاية الأسبوع الجاري عتبة 8.45 أمام الدولار.
وألبيرق هو من أكثر الشخصيات إثارة للجدل في البلاد، وأكثر الوزراء الذين يختصم السياسيون الأتراك حولهم، ما بين داعم ومعارض، ولا شك أن زواجه من ابنة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إسراء، زاد من نقمة المعارضة عليه، خصوصاً مع أزمات متتالية يعانيها الاقتصاد في البلاد، جعلت “صهر الرئيس” في عين العاصفة.
من هو “ألبيرق”؟
ولد “بيرات ألبيرق” في 21 فبراير 1978 في إسطنبول، هو ابن رجل الأعمال المعروف “صادق ألبيرق”، لديه أخ وحيد يكبره سناً هو “سرهاد ألبيرق”، يرجع أصل العائلة إلى مدينة طرابزون شمال البلاد.
درس في ثانوية الفاتح الخاصة، وأكمل تعليمه الجامعي في كلية الاقتصاد (قسم اللغة الإنجليزية) في جامعة اسطنبول، وفي عام 2002 حصل على درجة الماستر في الاقتصاد من جامعة (pace) في نيويورك، ثم حصل على درجة الدكتوراه من جامعة “قدير حاس” بعد تقديمه أطروحة بعنوان “توليد الطاقة الكهربائية عن طريق مصادر الطاقة البديلة”.
الزواج من ابنة أردوغان
تزوج بيرات من “إسراء أردوغان” ابنة الرئيس التركي عام 2004، وحينها كان أردوغان رئيساً للوزراء، و حضر حفل الزفاف كشهود شخصيات بارزة في حزب العدالة والتنمية آنذاك كـ”عبدالله غل” الذي كان وزيراً للخارجية وقتها، ورئيس مجلس الأمة “بولنت أرينتش”.
عمل في شركة “تشاليك هولدينغ” أثناء دراسته الماستر بين عامي 2002-2006 كمنسق مالي في مكتب الشركة (فرع الولايات المتحدة)، في عام 2006 عاد إلى تركيا، وعمل معاون المدير العام للشؤون المالية لشركة هولدينغ، مع نهاية 2007 عُين كمدير عام لشركة هولدينغ.
دخل “ألبيرق” البرلمان من بوابة حزب العدالة والتنمية في انتخابات 7 يونيو 2015، عين كوزير للطاقة في حكومة “أحمد داوود أوغلو”، واستمر في منصبه خلال فترة حكومة رئيس الوزراء “بن علي يلدرم”، وفي عام 2018 مع تأسيس أول حكومة في ظل النظام الرئاسي، عين “أردوغان” صهره “ألبيرق” كوزير للخزانة والمالية ومازال في ذات المنصب إلى الأن.