عن لقاح استرازينكا – اوكسفورد/ كتب الدكتور شاكر جواد، عن مواصفات اللقاح وكيف ستم البث المباشر للنقاشات قبل التصويت على إقراره، فيما سنخصص الجزء الثاني من المقال عن الفرق بينه وبين السرطان، أما الجزء الثالث، فسنستعرض مواصفات لقاح أكسفورد وأبرز مميزاته.
وفي الجزء الرابع خبر عن أن شركة فايزر ستعلن بعد اسبوع فعالية لقاحها ضد الطفرة الجديدة
تم اطلاق لقاح شركة استرازينيكا البريطانية- السويدية الذي تم انتاجه بالتعاون مع جامعة اوكسفورد البريطانية اليوم للاستعمال في بريطانيا فقط.
لم توافق هيأة الغذاء و الدواء الامريكية على اطلاقه لحد الان في اميركا رغم انه من المتوقع ان يتم ذلك بعد مراجعة اللجنة الاستشارية للادوية واللقاحات المستقلة.
واللجنة تجري مناقشاتها بشكل علني يبث على شاشات القنوات الفضائية، و يتم بثها عبر الانترنيت بشكل شفاف تماما بعد ان يتم تسليم نتائج جزء التجربة التي تجري على نفس اللقاح في امريكا في نهاية شهر شباط القادم.
المشكلة التي جعلت هيأة الغذاء و الدواء الامريكة تتحفظ على لقاح استرازينيكا ظهرت بعد ان نشرت الشركة في اوائل شهر كانون االاول (ديسمبر) 2020 نتائج المرحلة الثالثة و تبين انها كانت قد اخفت عن المجتمع العلمي ان هناك خطأ في حساب الجرع في التجربة التي جرت في البرازيل.
خطا أدى لاكتشاف الجرعة الأفضل
و رغم ان هذا الخطأ ادى الى اكتشاف الجرعة الافضل للحصول على مناعة تقدر ب 90%، الا ان هيأة الغذاء و الدواء اعتبرته تجاوزا مهنيا غير مقبول.
شخصيا لا اتوقع ان يكون التاخير طويلا حيث ان من سيقرر استعمال اللقاح في امريكا هي لجنة الخبراء المستقلة و ليس الموظفين الحكوميين التابعين للهيئة.
الهدف من البث المباشر للنقاشات حول اللقاحات هو اطلاع الناس على مناقشة المخاطر مقابل الفوائد المرتجاة من اللقاح.
و بهذا يصبح المواطن مطلعا بنفسه على ادق التفاصيل قبل ان يتخذ قرارا بالتلقيح بدلا من الاستماع الى تخريفات و دعايات و اشاعات يبثها بعض ممن يدعون العلم في افلام قصيرة لا قيمة علمية لها الا انها تلقى رواجا كبير بين الناس على وسائل التواصل الاجتماعي مع الاسف.
استمرت مناقشات لقاح فايزر – بيونتك 9 ساعات مستمرة على شاشات التلفزيون تخللتها استراحات متعددة لم يتجاوز مجموعها ساعة ونصف بما في ذلك تناول وجبة غداء و قد تابعتها بنفسي على التلفزيون و تم خلالها عرض 20 مبحث تحليلي على شرائح (سلايدات) ناقش فيه الباحثون ادق التفاصيل و قدموا توصياتهم.
حصل لقاح فايزر-بيونتك على 17 صوتا لصالح اللقاح مقابل 4 اصوات ضده و بهذا تم اقراره للاستعمال الطاريء في أميركا.و يذكر ان لقاح موديرنا حصل على 20 صوت مقابل امتناع صوت واحد عن التصويت عند مناقشته من قبل نفس اللجنة.
لقاح استرازينيكا – اوكسفورد هو اكثر لقاح تم التعاقد عليه لحد الان حتى قبل انتاجه حسب الرسم البياني المرفق و خاصة من الدول ذات الدخل المنخفض كونه يبقى فعالا عند خزنه في ثلاجة عادية (مثل ثلاجة المطبخ) في عيادات الاطباء و المراكز الصحية لمدة ستة اشهر بدون ان يتأثر.
و هذا يختلف عن لقاحي فايزر و موديرنا اللذان يحتاجان الى درجات حرارة منخفضة جدا توفرها اجهزة خاصة.
شركة استرازينيكا تقول انها بصدد انتاج ملياري جرعة حتى نهاية عام 2021استلمت الشركة دعما من الحكومة الامريكة مقداره مليار و مائتا مليون دولار.
كل اللقاحات التي يتم اقرارها بشكل طاريء يكون اخذها طوعيا و لا يمكن ان تكون اجبارية حسب لوائح الاخلاق الطبية.
المهم جدا الآن أن التلقيح سينجح في حصر الوباء مع اقتراب موسم الخريف القادم، وهذا معناه، أن الوضع الحالي سيستمر كما هو حتى ذلك الموعد.
المجد للعلم و العلماءتحية للكوادر الطبية و الصحية و هم يدافعون عن البشرية في حربهم الكونية ضد الجائحة اللعينةتمنياتنا بالشفاء لكل المصابين و الرحمة لمن غادرنا متأثرا بالوباء.
ما الفرق بين علاج السرطان وكورونا؟
وقد يسأل البعض لماذا أنتج لقاح بسرعة لكورونا ولم يتم ذلك للسرطان؟ أبسبب تخصيص أموال أكثر؟
الجواب وفقا للدكتور جواد: لا يوجد وجه مقارنة بين المرضين، تم ايجاد علاج للسرطانات التي تسببها بعض الفيروسات و لكن ليست كل الامراض السرطانية بهذه البساطة الحكومة الامريكية مولت بحوث السرطان بمبلغ 45.42 مليار دولار عام 2019 فقط و هذا يمثل اربعة اضعاف تمويلها لبحوث انتاج لقاحات كورونا.
وأضاف كما أن البحوث تجري و هذه الاموال لعام واحد و مشكلة السرطان انه ليس مرضا واحدا فسرطان الدم بختلف عن الرئة و الثدي و غيرها لذا لكل سرطان مختصون يعملون و يطورون.
بريطانيا توافق على لقاح أكسفورد-أسترازينيكا
صدّقت الهيئة التنظيمية للأدوية والمنتجات الطبية في بريطانيا على البدء باستخدام لقاح أكسفورد-أسترازينيكا (Oxford-AstraZeneca) المضاد لفيروس كورونا، لتصبح بريطانيا أول بلد يجيز العلاج به.
وطلبت الحكومة البريطانية 100 مليون جرعة من اللقاح لتطعيم 50 مليون شخص، وقالت إنها قبلت توصية وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية لمنح موافقة طارئة.
ويعد لقاح أكسفورد-أسترازينيكا ثاني لقاح مضاد لفيروس كورونا تجيز الهيئة استخدامه بعد لقاح فايزر-بيونتك. ومن المتوقع أن يمنح اللقاح زخما كبيرًا لحملات التطعيم لانخفاض تكلفته وسهولة إنتاجه وحفظه.
من جانبه، قال وزير الصحة البريطاني، مات هانكوك، إن اللقاح فعال ضد السلالة الجديدة من كورونا، لكنه أشار إلى أن بلاده ستشدد القيود في مزيد من المناطق اليوم الأربعاء.
وتابع الوزير “أنا على ثقة كبيرة الآن، بعد الموافقة هذا الصباح، من أننا سنتمكن بحلول الربيع من تطعيم عدد كاف من المعرضين لخطر الإصابة، وهو ما نعدّه مخرجا لنا من هذه الجائحة”.
وقال إن مئات الآلاف من الجرعات ستكون متوفرة الأسبوع المقبل في بريطانيا.
ووصف رئيس الوزراء بوريس جونسون الموافقة على اللقاح بأنها “نصر للعلم البريطاني”.
لكن هذه الموافقة التي نالها اللقاح لا تنهي تساؤلات بشأن بيانات تجاربه التي تجعل من المستبعد أن يوافق عليه الاتحاد الأوروبي أو الولايات المتحدة بمثل هذه السرعة.اعلان
وأظهرت تجارب لقاح أكسفورد أنه أقل فعالية من لقاح فايزر-بيونتك، لكنه يمكن تخزينه ونقله في درجات تبريد عادية وليس في برودة شديدة تبلغ 70 درجة مئوية تحت الصفر، وهو أمر مهم بالنسبة للدول التي تملك بنية تحتية صحية أقل تقدما.
ما أبرز ميزات لقاح “أسترازينيكا-أكسفورد” (AstraZeneca-Oxford) لفيروس كورونا المستجد المسبب لمرض “كوفيد-19″، ولماذا تم إجراء دراسات إضافية عليه، وهل هو فعال ضد سلالة فيروس كورونا الجديدة؟
هذه الأسئلة وغيرها نجيب عنها هنا.
كيف يعمل لقاح أسترازينيكا؟
يستخدم اللقاح بشكل أساسي طريقة آمنة لخداع الجهاز المناعي وجعله يعتقد أنه يتعامل مع عدوى خطيرة، مما يؤدي إلى توليد استجابة مناعية وذاكرة مناعية يمكن أن تنشطا إذا واجه الجسم الفيروس الحقيقي المسبب للمرض.
يستخدم لقاح “أسترازينيكا-أكسفورد” ما يعرف باسم “الناقل الفيروسي”، وذلك باستخدام فيروسات معدلة جينيا لإيصال الشحنات الجينية إلى الخلايا وإعطائها تعليمات حول كيفية محاربة “سارس كوف 2″، مثل “حصان طروادة”.
فعالية اللقاح: 100%!
صرح المدير العام لشركة أسترازينيكا بأن لقاحهم يُؤَمِّن حماية 100% من الأشكال الشديدة التي يتخذها فيروس “كوفيد-19”. وهذه الفعالية مهمة، لأنها تعني الحالات التي تكون حادة وتتطلب دخول المستشفى، والتي عادة ترتفع بينها نسب الوفيات، كما تضع ضغطا على المنظومة الصحية.
وقالت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية، إن مجموعة تصنيع الأدوية البريطانية أسترازينيكا اكتشفت، بعد إجراء أبحاث مكثفة، “المعادلة الناجحة والفعالة” للقاح الموجّه لمكافحة فيروس “كوفيد-19” الذي وقع تطويره بالتعاون مع جامعة أكسفورد.
وأكد مختبر أسترازينيكا أنه وجد “الصيغة الرابحة”، لتكون فعالة مثل منافسيها “فايزر-بيونتك” (Pfizer-BioNTech) و”مودرنا” .
وفي هذا السياق، قال المدير العام لأسترازينيكا باسكال سوريوت في مقابلة مع صحيفة “صنداي تايمز“، “نعتقد أننا توصلنا إلى معادلة ناجحة فعالة”، مؤكدا أن اللقاح يُؤَمِّن حماية 100% من الأشكال الشديدة التي يتخذها فيروس “كوفيد-19”.اعلان
لماذا تم إجراء دراسة إضافية؟
أظهرت التجارب السريرية للقاح “أسترازينيكا-أكسفورد” فعالية بلغ معدلها 70% في نوفمبر/تشرين الثاني، لكن أحد البروتوكولات، الذي تم اختباره عن طريق الخطأ من قبل المختبر البريطاني على مجموعة صغيرة من المتطوعين، أظهر فعالية بنسبة 90%، ما دفع الشركة لإجراء “دراسة إضافية”.
فايزر تعلن بعد اسبوع فعالية لقاحها ضد الطفرة الجديدة
الرسم البياني يرينا كيف استطاعت السلالة الجديدة ان تحل محل السلالات التقليدية لفيروس كورونا المستجد في جنوب بريطانيا منذ ظهورها في شهر ايلول (سبتمبر) عام 2020 الى الان بحيث اصبحت 70% من الحالات المسجلة جنوب بريطانيا من السلالة الجديدة (اللون الاصفر يمثل السلالة الجديدة).
السلالة الجديدة من الفيروس تنتشر بنسبة 70% اكثر من السلالات القديمة و لكنها مساوية لها في الاعراض و شدة الاصابة.
الطفرة الاخيرة التي انتجت سلالة جنوب بريطانيا تعمل على تغيير شكل الاشواك التي يستخدمها الفيروس للالتصاق بمستلمات ACE2 الموجودة على الخلايا البشرية لفتح منفذ يتم من خلاله ادخال المادة الجينية الموجودة داخل غلاف الفيروس الى داخل خلايا المصاب.
معظم اللقاحات التي تم و يتم تصنيعها تستهدف هذه الاشواك و اي تغيير كبير في شكل الاشواك بسبب الطفرات يعني ان المُلقحين (قد) لن يستطيعوا مقاومة المرض بعد تعرضهم له بعد التلقيح لان الأجسام المضادة لن تتعرف على اشواك السلالة الجديدة بنفس كفائتها المتوقعة في حال تعرضها للسلالة الكلاسيكية لفيروس سارس-كوفي ٢.
و لكن المصابين بالمرض بعد تشافيهم سيكونون اكثر قدرة على مقاومة السلالة الجديدة لانهم تعرضوا الى كل الفيروس(الغلاف و الجينوم) و لديهم اجسام مضادة اكثر تنوعا من المُلقحين.
الطفرة الجديدة موجودة الان في الكثير من دول العالم و اعتقد انها ستنتشر بشكل كبير خاصة اذا علمنا ان ٧٠% من اصابات كورونا في جنوب بريطانيا هي الان من السلالة الجديدة كما في الرسم البياني.
السلالة الفيروسية التي ظهرت في شمال اوروبا في حيوانات المنك شبيهة لسلالة جنوب بريطانيا الجديدةشركتي فايزر-بيونتك و موديرنا تفحصان الان كفاءة اللقاح مقابل الطفرة الجديدة و النتائج متوقعة خلال اسبوعين.
اللقاحات المضعفة و غير الفعالة (ثلاث لقاحات صينية و لقاح بهارات الهندي) قد تكون اكثر قدرة على مقاومة المرض اذا استطاعت تكوين مناعة ضد الغلاف و الجينوم بوقت واحد لانها تحتوي على كل مكونات الفيروس و ليس غلافه فقط.
لهذا هناك اهتمام دولي كبير و منع سفر و اغلاق في عدة دول في العالم لحين التأكد من الوضع الجديد.
منظمة الصحة العالمية تؤكد ان لا خطورة كبيرة هنا لاكالتعجيل في اخذ اللقاحات بامكانه ان يوقف سلسلة الانتشار و يستأصل المرض قبل ان تحدث طفرة كبيرة تعيدنا الى نقطة البداية.
اكثر من جهة علمية تقول ان اللقاحات ستبقى مؤثرة رغم الطفرات الوراثية الحالية و يحتاج هذا الى تاكيد من خلال تجارب مختبرية و سريرية على الملقحين فقط.المجد للعلم و العلماء