أزاميل/ متابعة: أعلن المجلس الروحاني الأيزيدي في العراق إلغاء الاحتفالات بعيد “الأربعاء الأحمر” – يصادف أول يوم أربعاء من شهر نيسان/ أبريل من كل عام – في معبد “لالش” المقدس بالنسبة للطائقة الإيزيدية في العراق والعالم، والذي يقع بمحافظة دهوك؛ وذلك بسبب اختطاف تنظيم الدولة الاسلامية المعروف اعلاميا بـ”داعش”.
ويمثل عيد الأربعاء الأحمر بداية الحياة وبعث الخليقة وأدناه مقال نشر في 12.04.2015 بقلم سيبان سلو:
تربه سبيه – “الأربعاء يوم فاضل، أبدعه الملك فخر الدين بكل حب وعشق، لم يعرف للراحة والغفلة معنى حينها، الأربعاء يوم خاص نزل لأجلكم الملكُ جواباً، فتح باب الخير من مشرقها إلى مغربها”.
هكذا يقال عن عيد جارشمبا سور (الأربعاء الأحمر) في ترانيم الديانة الإيزيدية ويكمل عنها بالدعاء لله والشكر للملك طاووس (رئيس الملائكة).TIR-CARSEMA-SOR-3
فمع اقتراب الاحتفال بهذا العيد يستعد الشعب الكردي من الديانة الإيزيدية في روج آفا لعيد جارشمبا سور (الأربعاء الأحمر) أو رأس السنة “يوم بعث الخليقة وبداية الحياة وتكوين الأرض وما يحيى فيها من كائنات”، المصادف للأربعاء الأول من شهر نيسان بحسب التوقيت الشرقي أي الأربعاء الثاني من الشهر الميلادي.
ويعتبر هذا العيد من أحد الأعياد المباركة والفاضلة لدى أبناء الديانة الإيزيدية، كما ويسمى شهر نيسان في الإيزيدية بـ (بوكا سالي باللغة الكردية) أي عروس السنة، لذا فيحرم الإيزيديون الزواج وعقد القران في كامل شهر نيسان، وسميت بعروسة السنة إشارة إلى تفتح الربيع بكل ألوانه، كما تصادف معظم طقوسهم الدينية في هذا الشهر، وأولهم عيد جارشمبا سور.
وبحسب المعتقد يقال إن طاووس ملك رئيس الملائكة قد بعث من قبل الرب إلى الأرض التي كانت سرابا ليحولها إلى أرض حية من ماء وتراب كما هي وينبت فيها الربيع بألوانه، وكان ذلك في يوم الأربعاء الأحمر بحسب الديانة الإيزيدية.
ويمارس الشعب الكردي من الديانة الإيزيدية في كردستان وأرمينيا والمهجر كما كل الشعوب أعيادهم الدينية حسب الأصول الخاصة بهم والمتفقة فيما بينهم من عادات وتقاليد وطقوس، وفي أوقاتها بالتحديد منذ آلاف السنين.TIR-CARSEMA-SOR-5
ومن تقاليدهم وطقوسهم الدينية في هذا العيد والتي تعرف لدى سائر شعوب ميزوبوتاميا القديمة أو كردستان بتلوينهم للبيض بعد سلقه، بالألوان الموجودة بالطبيعة وخاصة الألوان الثلاث الأخضر والأصفر والأحمر واختيار الإيزيديين منذ آلاف السنين للبيض وتلوينه بعد سلقه كان له دلالة وتعبير وتشبيه واضح عن العيد وأسباب حدوثها خلال ذلك الوقت. فالبيضة رمز وتشبيه للكرة الأرضية التي كانت مائعة كما البيضة قبل سلقها وتلوينها إشارة إلى ألوان الأرض والربيع.
كما يتم في هذا العيد إلى جانب سلق وتلوين البيض صنع الكليجه وأنواع أخرى من الحلويات، كما يقوم الإيزيديون بشراء الفواكه والخضروات إشارة إلى يوم الخير والفرح والبهجة، ويزور الإيزديون مقابر موتاهم في يوم الثلاثاء أي قبل العيد ليكونوا أول من يباركون بالعيد، كما يضعون في ذلك اليوم ما حضروه من البيض الملون والحلويات والفواكه والخضروات على آنية كبيرة وواسعة لكل عائلة وكلٍ على حدا لتوزع على الزائرين فيما بينهم وجميع الموجودين في المقبرة.
في يوم الأربعاء يزور الإيزيديون بعضهم بعضاَ لتقديم التهاني
والتقاليد الدينية الإيزيدية في هذا العيد قديمة وتعود إلى آلاف السنين حيث كان يبارك العيد في الأربعاء الأول من شهر نيسان الشرقي ويسمى العيد بعيد الأربعاء إما كلمة الأحمر أو (سور) بالكردية أتت تسميته وبحسب ما أفاده لنا بعض كبار السن من الديانة الإيزيدية في مدينة تربه سبيه أن الكرد هدروا الكثير من الدماء على أرضهم خلال تاريخهم.TIR-CARSEMA-SOR-1
مشيرين إلى أن التسمية يرجح أنها تعود إلى زمن امبراطورية ميديا، حيث يقال إن معركة كبيرة نشبت في مثل هذا اليوم وأريقت دماء كثيرة. وبعد أن انتصر الكرد وانهزم العدو سادت البهجة على الشعب الميدي آنذاك وفي عيدهم، ليضاف بعدها كلمة سور نسبة للدماء الكثيرة المهدورة إشارة إلى حريتهم وانتصارهم.
وفي مقاطعة الجزيرة سيقتصر العيد هذا العام على زيارة المقابر في يوم الثلاثاء وزيارة العائلات لبعضها البعض في يوم العيد، بحسب ما اكده البيت الإيزيدي في مقاطعة الجزيرة عبر بيان أصدره قبل أيام.
ومن بعض الترانيم الخاصة بالعيد والتي تقال باللغة الكردية