أزاميل/ متابعة: منذ أعلن تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” مدينة الرقة السورية عاصمة لـ”دولة الخلافة”، أواخر آب/أغسطس 2014، بعد أن فرض سيطرته على مناطق في سورية والعراق، اختلفت الحياة كلياً داخل المدينة، حيث بدأت عناصر التنظيم بتطبيق أحكامها تحت شعار “الشريعة الإسلامية” على المواطنين السوريين بالقوة.
ويروي عمر، وهو اسم مستعار لمواطن سوري أربعيني، رحلة خروجه من الرقة التي تطلبت مصادقة “داعش” على تقرير طبي يفيد بضرورة علاجه خارج المدينة. قائلا “في حال كان عمر المسافر أقل من سن الخامسة والثلاثين، يمنع من المغادرة، وإذا كانت المسافرة سيدة يجب أن يصاحبها “محرم”، أي أخوها أو ابنها أو أبوها”.
وبحسب أقوال “عمر”، توجد ثلاثة حواجز لـ “داعش” في الطريق إلى خارج الرقة. وعند الحواجز يصعد عناصر التنظيم إلى الحافلة ويطلبون من النساء تغطية وجوههن وأعينهن، ويأخذون هوياتنا، أما هويات النساء فمغطاة عند صورهن باللاصق كي ﻻ تظهر معالم المرأة”.
وأعلن تنظيم “داعش” سيطرته على مدينة “الرقة” منتصف 2014. ومنذ ذلك الحين، يجبرون المواطنين على أداء الفروض الإسلامية، بحسب عمر، الذي يقول “قبل الأذان بربع ساعة تُغلَق جميع المحال التجارية ولا تُفتح إﻻ بعد نصف ساعة من انتهاء موعد الصلاة… هم يحملون العصي ويجبرون الناس على الذهاب الى المساجد، وإذا لم يذهب الشخص للصلاة يقومون باعتقاله”.
ويتابع “عمر” قائلاً “عند حلول موسم جني المحاصيل تقوم عناصر التنظيم بجمع النقود من الأهالي على أنها زكاة، كما يأخذون جباية عن الهاتف والكهرباء والماء والمحال التجارية، ويُحَصِّلون ضريبة عن كل فاتورة للهاتف بقيمة 500 ليرة سورية (ما يعادل الدولارين)”.
ويصف “عمر” التعامل مع النساء بأنه “قمعي”، إذ يجبرون النساء على ارتداء الملابس السوداء والخمار، ويرسلونهن لممارسة ما يطلقون عليه “جهاد النكاح”. ويقول عمر “شكلوا كتيبة تضم فتيات من سن الثامنة وحتى الأربعين، وتضم بعض النساء الأجنبيات، ويجبرونهن على ممارسة الجنس الجماعي”.
ويذكر عمر “يقومون أيضاً بتجنيد الأطفال إذ أسسوا ما يُسمى بـ “براعم الخلافة” لمن هم بين الـ13 والـ17 عاماً”.
ويؤكد “عمر” على أن مسلحي “داعش” يقومون بجلد الرجال في حال رؤيتهم يسيرون في الشارع بجانب نساء لا يقربونهن. وقد حولوا مخزناً في شارع “تل أبيض” إلى مركز لجلد الرجال أمام جموع من الناس، بالإضافة إلى إجبارهم على ارتداء السراويل القصيرة، ويقوم عناصر “داعش” بقص أي سراويل أطول من الحد المسموح!!
ويتهم “عمر” مسلحي التنظيم بفرض رسوم على الخدمات الطبية التي كانت تقدمها الحكومة السورية مجاناً من قبل قائلاً “المستشفى كانت تقدم جميع خدماتها للمواطنين مجاناً، إلا أن “داعش” فرضت رسوم دخول إلى المستشفى 100 ليرة، ورسوماً على التحاليل، والآن يعمل بالمستشفى ممرضون وأطباء لم يتخرجوا من كليات الطب”.
ويضيف أنهم قاموا بإلغاء المدارس، وهم حالياً يضعون إعلانات أنهم سيعدون “مناهج تعليمية إسلامية”، وافتتحوا مدارس يدرسون فيها مناهج الجهاد والفكر الإسلامي المتطرف.
ويقول “عمر” إنهم قاموا بهدم عدد من الأضرحة الأثرية والمقامات، كما سرقوا محتويات المتحف الوطني وخلفوه بناء شبه مهدم.
ويؤكد “عمر” رفض معظم أهالي الرقة لـ “داعش” ولممارساته، مقللاً في الوقت ذاته من أهمية الضربات الجوية التي تقوم بها قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، ويصفها بـ”غير المجدية”، وبأنها لا تستهدف عناصر “داعش” الذين عادةً ما يتمركزن في الملعب البلدي وسط الرقة.
وكان تنظيم “الدولة الإسلامية” المعروف إعلامياً باسم “داعش” قد سيطر على مدينة الرقة وريفها [شمال شرق سوريا] في 13 كانون الثاني/ يناير 2014.
المصدر: سبوتنيك 30-04-2015