ازاميل/ متابعة:ماهي أسباب ودوافع الزيارة السريعة جدا للرئيس عبد الفتاح السيسي الى الرياض؟ ما الذي حدث فجأة حتى يطير السيسي هكذا ودون مقدما.
لندع جانبا ما اعلنت عنه مصادر رسمية مصرية بأنها أتت بهدف تقديم السيسي التهاني للملك السعودي بمناسبة القرارات الملكية الاخيرة، فلا احد يصدق ذلك!
تلك المصادر اشارت أيضا الى ان الزيارة بحثت في مسار العلاقات الثنائية، كما تناولت توسيع التعاون الاقتصادي بين الطرفين، لا سيما وان مصر استضافت مؤخرا مؤتمر مصر الاقتصادي من اجل الدعم والقروض للجانب المصري..
غير ان السبب كما يبدو هو أن العلاقات المصرية السعودية تعرضت لكثير من الحساسية في الاونة الاخيرة بعيد انطلاق عمليات “عاصفة الحزم” ضد اليمن.
ويقول مراقبون إيرانيون إن العلاقات السعودية المصرية تتسم هذه الايام بحالة من الغموض على خلفية عدم التزام مصر بارسال قوات برية لليمن وهو الأمر الذي أتى صادما للرياض التي تعودت على مساعدة الآخرين ماديا عند الحاجة بانتظار “رد الجميل”، الذي لم يأت هذه المرة ومن عدد كبير من الحلفاء أبرزهم مصر وباكستان.
كما ان هناك من يقول ان ارضية البلدين السياسية تحكمها ازمة مكبوتة تتلخص اسبابها في التباين بالاولويات بين الرياض والقاهرة حول قضايا المنطقة والقلق المصري من الانفتاح السعودي اللافت على المحور التركي القطري، بينما الموقف المصري من جماعة الاخوان واضح، وهنا اتت الحماسة المصرية المنخفضة للتدخل العسكري في اليمن والتجاوب مع الطلب السعودي، لتعكس العقدة المصرية من جراء التدخل في الازمة اليمنية عام اثنين وستين وخسارة الاف الجنود في حرب استنزاف استمرت خمس سنوات.
فيما تقول اسبوعية “ميدل ايست بريفينغ” التي تصدر من دبي وواشنطن ان تردد ساسة المملكة من دعوة مصر الى تشكيل قوة عربية مشتركة مرده الى ان القاهرة تنظر الى الازمة السورية والليبية من زاوية مختلفة عما تراه الرياض، ويعتبر المصدر ان السعوديين يريدون القاهرة على الخط نفسه وهنا تنبع الاختلافات الجوهرية في الاطر الناظمة للعلاقات بين الجانبين.
وفي هذه المعطيات ما يعزز برأي المراقبين حالة الغموض السائدة،ـ بينما اتساع الهوة بين الجانبين اصبحت واضحة المعالم.
فيما يرى مراقبون مصريون آخرون أن الملك سلمان قد استدعى السيس على عجل لأمر خطير، وقد ربط البعض بين التغييرات الكبري التي أجراها سلمان بالمملكة والتي شكلت ضربة قاصمة للحلف الإماراتي المصري، ويقال أنه تم استدعاء السيسي لتحذيره من مغبة التدخل في شئون السعودية وإطلاعه علي كشف المملكة لمخططات يقوم بها البعض.
واضافوا أن الزيارة المفاجئة تفتح باب التكهنات بقوة حول اتخاذ ملك السعودية لقرار خطير باجتياح بري لليمن، بمشاركة كبري للجيش المصري ستقع علي عاتقه مهمة نجاح عملية الاجتياح البري، وأن استدعاء تدور في ذلك الإطار وعندئذ سيتم التأكد من أقوال أحد الإعلاميين بإرسال السيسي لقوات من الجيش قوامها أكثر من أربعين ألف جندي للسعودية.
وتساءل خبراء حول الزيارات المتكررة التي يقوم بها السيسي للسعودية منذ تولي الملك سلمان بن عبد العزيز الحُكم في المملكة العربية السعودية، ودوافع تكرار تلك الزيارات؛ خاصة في ظل المتغيرات الجديدة التي تشهدها المملكة العربية السعودية، وتوتر العلاقات مع مصر في ظل تراشق إعلامي من جانب البلدين.
من جهة اخرى تناولت الزيارة مواقع رافضة “للانقلاب” وقالت إنها اعتذار السيسي بشكل مباشر للسلطات الحاكمة في المملكة العربية السعودية، عن الإساءات التي يوجهها إعلامه تجاه المملكة.
وشهدت الفترة الأخيرة تصاعد الهجوم على السعودية من جانب عدد من الإعلاميين البارزين في وسائل إعلام الانقلاب في مصر؛ لدرجة وصلت إلى التطاول على ملك السعودية وأفراد العائلة الحاكمة بالمملكة.
وبدأت الحرب الإعلامية بين المملكة السعودية ومصر مع مرض الملك عبدالله قبل وفاته مباشرة؛ حيث كانت البداية من “يوسف الحسيني” الذي طعن في أهلية الملك سلمان في تولي الحكم؛ مُعتبرًا أن مصر لن تشعر بالراحة حال تولي سلمان للسلطة في المملكة، وأن تولي الأمير “مقرن” للعرش سيكون أفضل لمصر.
ولم يقتصر هجوم “الحسيني” على الملك سلمان؛ بل تعداه بالإساءة لنجله الأمير محمد بن سلمان، وزير الدفاع، واتهمه بالسعي للسيطرة على وزارة الدفاع من خلال إدخال مقربين منه في مؤسسات الدولة، وامتدت إساءته أيضًا لرموز دينية أساسية في السعودية؛ كابن باز، وابن عثيمين، إضافة إلى شيخ الإسلام ابن تيمية؛ واصفًا إياه بأنه من أئمة الدم.
وفي نفس السياق، واصل “إبراهيم عيسي” الهجوم؛ حيث اتهم الملك سلمان بدعم الإرهاب في سوريا، وطالَبَ السيسي بعدم التبعية لسياسة السعودية؛ لأن مصر وجيشها هما مَن حمى الخليج بأكمله بعد مشاركته في تحرير الكويت، واتهم “عيسي” السعودية بتمويل الجماعات المسلحة في سوريا نكاية في إيران والنظام السوري.
وواصل “عيسي” هجومه على السعودية؛ زاعمًا أن الإحصاءات سجّلت أن 90% من التفجيرات الانتحارية التي تقع في سوريا والعراق يقوم بتنفيذها أشخاص من السعودية؛ واصفًا المملكة بأنها ترقد على برميل بارود من الإرهابيين؛ مستنكرًا توجهات الملك “سلمان” بشأن عقد تحالفات مع النظام القطري والتركي.