بحسد يتابع الألمان صفقات هولاند الخليجية..وإيران”تغرد” داعش صارت أداة لترويج الرافال الفرنسية

ازاميل/ متابعة: الصفقات التي أبرمتها وستبرمها فرنسا مع دول الخليج تشير إلى تعاظم الدور الفرنسي في المنطقة، فهل يأتي ذلك على حساب الحلفاء التقليدين لتلك الدول بعد أن أصاب الفتور العلاقات السعودية الأمريكية؟ وأين تقف ألمانيا من كل ذلك؟

Advertisements
Advertisements

“التهديدات التي تواجه دول مجلس التعاون الخليجي تواجه باريس أيضاً..ولن نقف متفرجين إزاء الفوضى التي تحدث في المنطقة “، هذا ما أكده الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند من الرياض بعد حضوره، كضيف شرف، قمة مجلس التعاون الخليجي التي خصص جدول أعمالها للأزمة اليمنية وللدور الإيراني في المنطقة في ظل الاتفاق النووي المرتقب بين إيران والغرب.

وبذلك فإن أولاند، الذي أصبح أول زعيم غربي يحضر القمة الخليجية، قد وضع منطقة الخليج الغنية بالنفط كأولوية ضمن توجهات السياسة الفرنسية، كيف لا وقد وقع قبلها بساعات على اتفاق مع قطر لبيعها 24 مقاتلة رفال بقيمة 6,3 مليار يورو، فيما يدور الحديث عن اتفاق مماثل ستبرمه باريس مع ابوظبي، بالإضافة إلى عقد صفقات في مجال الدفاع قد تصل إلى عشرين مليار دولار مع الرياض، كما أكد ذالك وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس.

الدور الفرنسي المتعاظم في منطقة الخليج يطرح أسئلة عديدة بشأن مستقبل تقاسم النفوذ بين القوى العالمية التقليدية في المنطقة، خاصة بعد الفتور الذي أصاب العلاقات الأمريكية السعودية. لكن هل سينعكس ذلك على دور الاتحاد الأوربي في المنطقة؟ وأين تقف ألمانيا من كل هذا؟

التوافق السياسي ثمن للاستثمارات

“اتفاقات ستقرع ناقوس الخطر في أروقة الحكومة البريطانية”، هذا ما عبر عنه الكاتب الصحفي هيو طوملينسون في مقال نشرته صحيفة التايمز البريطانية تحت عنوان “فرنسا تحل محل بريطانيا كأهم حليف أوروبي لدول الخليج”.

Advertisements

فالسياسة المتشددة التي اتبعتها فرنسا في المحادثات مع إيران وموقفها من مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد ودعمها للمعارضة السورية بالإضافة إلى تقديمها الدعم الاستخباراتي للتحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن ضد الحوثيين، كل ذلك خلق توافقا سياسيا بين فرنسا ودول الخليج، كما يؤكد سلمان نمر رئيس الملتقى الخليجي للدراسات الإستراتيجية.

واعتبر نمر في حوار مع DWعربية أن “أي توافق سياسي بين بلدين هو البداية الحقيقية لتعزيز التعاون الاقتصادي بينهما، وهناك نشاط سياسي فرنسي كبير داعم لمواقف دول الخليج ومتعاون معها في حل مشاكلها، و من ينشط أكثر يحصل على المكاسب السياسية والاقتصادية”.

وقد عبرت السعودية عن امتعاضها من مواقف حلفائها الأمريكيين والبريطانيين تجاه العديد من قضايا المنطقة، فإلى جانب سعي لندن وواشنطن لإبرام اتفاق نووي مع إيران ورفع العقوبات عليها، وهو أمر تتوجس منه دول الخليج، رفض الرئيس الأمريكي باراك اوباما عام 2013 القيام بعمل عسكري ضد نظام الأسد، وهو ذات الموقف الذي اتخذه البرلمان البريطاني، “ما جعل ثقة السعودية بحلفائها التقليديين تهتز”، كما يؤكد ذالك سيباستيان زونس، خبير القضايا الخليجية في المؤسسة الألمانية للسياسة الخارجية.

Advertisements

ضمان الأمن لا تعوضه الصفقات

لكن يبدو أن الاهتزاز الذي أصاب ثقة السعوديين في الحليف التقليدي لا يعني بالضرورة تقزيم دوره في رسم سياسة المنطقة، فالتعاون الأمريكي – الخليجي يحمل بعدا استراتيجيا، وتطورعلى مدى فترة زمنية طويلة نسبيا.

Advertisements

اذ أقامت الولايات المتحدة العديد من القواعد العسكرية الكبرى في كل من السعودية والإمارات العربية والكويت وعُمان وقطر، وهو الأمر الذي يشكل ركيزة إستراتيجية لضمان أمن دول المنطقة، بمعنى أن “الضمانات الدفاعية الأمريكية لازالت تشكل احدى الأسس المهمة في الحسابات الإستراتيجية لدول منطقة الخليج العربي، بجانب القدرات العسكرية الوطنية والقدرات العسكرية الخليجية الجماعية”، كما يوضح ذالك الدكتور عبدالعزيز بن صقر رئيس مركز الخليج للأبحاث.

ويؤكد الدكتور صقر أن التعاون مع الاتحاد الأوروبي بشكل جماعي أو بشكل انفرادي، كما هو الحال مع فرنسا وبريطانيا، لازال يفتقد لهذا البعد الاستراتيجي. فالقدرات العسكرية لدول الاتحاد الأوربي لتوفير حماية او ضمانات لدول الخليج هي قدرات محدودة بالمقارنة مع القدرات الأمريكية الهائلة. لذا فإن “دول الاتحاد الأوروبي تلعب دور الداعم للضمانات وليس دور الضامن الأساسي الذي لازالت الولايات المتحدة تحتفظ به رغم كل الخلافات القائمة بينها وبين دول الخليج”.

“لا يمكننا الحديث إذن عن إعادة تقسيم نفوذ الدول الكبرى التقليدية في المنطقة”، كما يوضح سيباستيان زونس، خبير القضايا الخليجية في المؤسسة الألمانية للسياسة الخارجية في حوار مع DWعربية. ويضيف زونس أن “الدور الأمريكي، امنيا وسياسيا واقتصاديا، هو الأكبر والمسيطر على منطقة الخليج، وسيبقى كذالك، فيما يأتي الأوربيون في الدرجة الثانية من ناحية الترتيب”.

بين المبادئ وغياب الاستراتيجية

مقارنة بالدور الأمريكي والبريطاني والفرنسي في دول الخليج فإن الدور الألماني يبقى ضعيفا، حتى وإن سجل التبادل التجاري بين المانيا والسعودية نموا ملحوظا خلال السنوات الماضية. “النفوذ السياسي لألمانيا في المنطقة يبقى محدودا، ويعود ذلك إلى عدم وضوح الإستراتيجية الألمانية تجاه قضايا الشرق الأوسط مقارنة بفاعلين أوروبيين آخرين مثل فرنسا وبريطانيا”، حسب الخبير زونس.

ويبدوا أن الموقف الألماني من قضايا حقوق الإنسان في دول الخليج قد ساهم بدوره أيضا في مستوى حجم التعاون بين برلين ودول الخليج، إذ أن هذا الملف قد تم طرحه بشكل متكرر كلما كشف النقاب عن صفقة أسلحة ألمانية إلى تلك الدول.

“فوضعية حقوق الإنسان المتدهورة في الخليج تحظى باهتمام كبير في سياسة ألمانيا وفي الإعلام الألماني” كما يؤكد الخبير الألماني سيباستيان زونس، ويضيف :” لقد لاحظنا كيف تفاعل الرأي العام الألماني مع قضية رائف بدوي!”.

ففي استطلاع للرأي أجراه معهد “امنيد” ونشرته صحيفة بيلد الألمانية في شهر يناير الماضي اعتبر 60 بالمائة من الألمان المستطلعة آراؤهم انه يتوجب على برلين عدم مواصلة علاقاتها التجارية مع الرياض “بسبب انتهاكات حقوق الإنسان” كما ارتفعت هذه النسبة الى مستوى 78 بالمائة حول مسألة بيع الأسلحة بالتحديد.


 

داعش أداة لترويج مقاتلة رافال الفرنسية

Advertisements

غير إن تفسير هذه الصفقات من وجهة النظر الإيرانية يختلف عن الألمانية فهي تتناول الامر من زاوية غير اقتصادية. وقالت قناة العالم الإيرانية تحت عنوان داعش أصبحت اداة لترويج مقاتلة رافال الفرنسية:

في الأسابيع الأخيرة تشهد توقيع باريس صفقات بمليارات الدولارات لبيع الطائرة، بعد سنوات من الفشل في الفوز ولو بصفقة واحدة.

مرت سنوات وسنوات لم تنجح فيها فرنسا في الفوز بصفقة واحدة لتوريد المقاتلة رافال من تصنيع شركة داسو، غير أن الأسابيع الأخيرة شهدت توقيع فرنسا عدة صفقات بمليارات الدولارات لبيع الطائرة، بل وتسعى لتوقيع المزيد.

Advertisements

وحسب موقع ميدل ايست أونلاين، اشتد الإقبال على الطائرة نتيجة لتقلص نفوذ الولايات المتحدة في العالم العربي واتساع نطاق المخاوف الأمنية في مواجهة صعود تنظيم داعش وكلها مخاوف يسعد باريس أن تعمل على تهدئتها.
فقد وقعت مصر والهند وقطر عقودا لشراء الطائرة.

ومازح وزير الخارجية الفرنسي الصحفيين على متن طائرة الرئيس فرانسوا هولاند في رحلته إلى الخليج هذا الأسبوع لتوقيع الاتفاق مع قطر والمشاركة كضيف بوصفه زعيما غربيا في قمة إقليمية تعقد في الرياض “الأمور الطيبة دائما ما تحدث رباعية”.

وبعد توقيع اتفاقات تبلغ قيمتها نحو 15 مليار يورو لتوريد 84 طائرة أصبحت أنظار فرنسا منصبة الآن على الإمارات العربية المتحدة لبيع المزيد من الطائرات.

وتسهم هذه الصفقات في زيادة الوظائف في فرنسا حيث يبلغ معدل البطالة عشرة في المئة.

وقال هولاند في الدوحة عن ثمار سياسة الدبلوماسية الاقتصادية التي يتبعها “قبل كل شيء هذه أنباء طيبة للاقتصاد الفرنسي”.

وتنبأ وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لو دريان في مطلع الأسبوع بأن صفقات السلاح الأخيرة قد تتيح ما يصل إلى 30 ألف وظيفة.

وقال إدوارد ريحان سيبل النائب الاشتراكي في لجنة شؤون الدفاع بالبرلمان عن الصفقات “إذا كانت فرنسا تريد أن يكون لها نفوذ فهذا واحد من أفضل السبل لتحقيق ذلك”.

وكان الرئيس السابق نيكولا ساركوزي أمر بإشراك الطائرة رافال في الحرب في أفغانستان وليبيا لكنه عجز عن إيجاد مشتر واحد لها.