وكانت قوات من التنظيم دخلت مدينة الموصل العراقية في العاشر من حزيران/ يونيو 2014، وسيطرت على المدينة بالكامل دون أن تواجه أية مقاومة تذكر، حيث فرت القوات العراقية النظامية هاربة فور سماعها باقتراب مقاتلي التنظيم في المدينة، فيما يقول مراقبون إن التنظيم استفاد من حالة رعب بثها في صفوف الجيش العراقي بفضل تسجيل فيديو يتضمن فلما تم تصويره بعناية فائقة.
وقالت جريدة “ديلي تلغراف” البريطانية إن “تنظيم الدولة الإسلامية تمكن من تحقيق توسع سهل ودراماتيكي في أعقاب سيطرته على الموصل العام الماضي”، مشيرة الى أن الجهاديين يسيطرون على مناطق تزيد مساحتها عن مساحة بريطانيا بأكملها، ويحكمون أكثر من ستة ملايين شخص.
وأجرت الصحيفة جردة حساب لتحرك تنظيم الدولة بعد عام من سيطرته على مدينة الموصل العراقية، حيث أشارت إلى أن خمسة محطات كانت الأهم خلال عام واحد تلا سيطرة التنظيم على الموصل، على أن هذه اللحظات الخمسة هي ما يلي:
– سقوط الموصل: وتمت السيطرة على الموصل التي تمثل ثاني أكبر مدينة في العراق بعد أن فر منها الجنود العراقيون العام الماضي دون أن يطلقوا رصاصة واحدة، فيما تقول “ديلي تلغراف” إن المليارات التي أنفقتها الولايات المتحدة منذ العام 2003 من أجل إعادة بناء الجيش العراقي تبين أنها ذهبت هباء منثورا بعد أن فشل الجيش في حماية الموصل من تنظيم الدولة ولم يطلق رصاصة واحدة من أجل حماية المدينة.
– مقتل مئات الجنود العراقيين في مجازر جماعية: نفذ تنظيم الدولة الإسلامية مجازر جماعية راح ضحيتها المئات من الجنود العراقيين، وذلك بعد فترة وجيزة من السيطرة على مدينة الموصل في صيف 2014، وهو ما أتاح للتنظيم فرض السيطرة على المدينة بشكل محكم. وتقول جريدة “ديلي تلغراف” إن أحد المجازر وقعت بعد ثلاث أيام من سقوط الموصل حيث قتل جنود تنظيم الدولة المئات من الجنود العراقيين وسالت دماؤهم حتى أصبحت مياه نهر دجلة ملطخة باللون الأحمر.
– الهجوم على سنجار: في بداية شهر آب/ أغسطس من العام الماضي شن مقاتلو تنظيم الدولة هجوما واسعا على سنجار، غربي العراق، وأوقعوا عددا كبيرا من القتلى في صفوف الطائفة الأزيدية.
– إعدام الرهائن: شكل إعدام الرهائن الأجانب ومن ثم إحراق الطيار الأردني معاذ الكساسبة محطة فاصلة أخرى في مسيرة تنظيم الدولة خلال العام الذي تلى سقوط الموصل. وبدأت الاعدامات بقتل الصحافي الأمريكي جيمس فولي، وتلاها إعدام عمال إغاثة أجانب ثم الطيار الأردني، فيما كان العالم يقف متفرجا وعاجزا عن فعل أي شيء لإنقاذ حياة الرهائن، في مؤشر واضح على قوة التنظيم وقلة الخيارات الدولية.
– السيطرة على تدمر والرمادي: قبل أسابيع قليلة من احتفال تنظيم الدولة بمرور عام على سقوط الموصل، كان المقاتلون يحتفلون في مدينة تدمر السورية بالسيطرة عليها بشكل كامل، في واحدة من أهم التطورات في تاريخ التنظيم منذ ظهوره.
المصدر: عربي 21