أزاميل/ وكالات: أغضب وصول «وحدات حماية الشعب» الكردية إلى مشارف بلدة تل ابيض الحدودية مع تركيا، حيث يتواجد عناصر «داعش»، الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، الذي اعتبر أن سيطرة الأكراد على المناطق قد تشكل تهديدا لتركيا في المستقبل، في إشارة ضمنية منه إلى أن بقاء سيطرة داعش عليها أمر “مرضي عنه”، ولا يشكل خطرا على تركيا.
في هذا الوقت، تصدى الجيش السوري، والفصائل التي تؤازره، لهجوم عنيف شنّه مسلحو «جيش الفتح»، الذي تقوده «جبهة النصرة»، فرع تنظيم «القاعدة» في سوريا، على قرى ونقاط تمركز قرب مدينة جسر الشغور في ريف إدلب.
وقال مصدر ميداني، لـ «السفير»، إن القوات السورية تصدت لهجوم عنيف على عدة محاور في ريف إدلب، شمل قرى جنة القرى وصراريف وفتحة سد زيزون والمشيرفة، موضحاً أن الهجوم العنيف الذي شنه المسلحون دفع القوات المرابطة إلى الانسحاب بشكل مؤقت لاستيعاب الهجوم وإفساح المجال لسلاح الطيران لاستهدافهم، قبل أن تعاود القوات انتشارها على معظم النقاط بعد التصدي للهجوم.
إلى ذلك، تابعت القوات الكردية تقدمها، تحت غطاء جوي من قوات التحالف الذي تقوده أميركا، في ريف الرقة، حيث سيطرت على قرية سلوك التي كان يسيطر عليها «داعش»، وذلك بعد معارك عنيفة استعملت خلالها الأسلحة الثقيلة، قبل أن ينسحب مقاتلو «داعش» إلى بلدة تل أبيض الحدودية مع تركيا.
ويأتي ذلك بعد أن تمكــنت «قوات حماية الشعب» الكردية من السيطرة على 12 قرية شرق تل ابيض وغربهــا، وســط نزوح الآلاف نحو الحدود التركية المغلقة بسبب احتدام المعارك.
وبات المقاتلون الأكراد السوريون على مشارف تل ابيض الحدودية، التي يسيطر عليها «داعش» والذي يستخدمها كممر عبور لمقاتليه عبر الحدود مع تركيا.
وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن «وحدات حماية الشعب» تقدمت نحو تل ابيض، وباتت على بعد خمسة كيلومترات من البلدة التي تقع في محافظة الرقة.
وأعرب اردوغان، أمس، عن قلقه من تقدم القوات الكردية في منطقة تل ابيض، مشيرا إلى أنها قد تشكل تهديدا لتركيا في المستقبل. وكرر تحذيره من انه يتم استهداف عرب وتركمان خلال تقدم القوات الكردية، مؤكدا أن تركيا استقبلت حوالي 15 ألفا منهم الأسبوع الماضي قبل إغلاق الحدود.
وأضاف، لوسائل إعلام تركية خلال عودته من أذربيجان، أن مقاتلي «حزب الاتحاد الديموقراطي» الكردي و «حزب العمال الكردستاني» يسيطرون على الأماكن التي يغادرها اللاجئون.
وتابع «إن هذا ليس مؤشرا جيدا. قد يؤدي ذلك إلى إنشاء كيان يهدد حدودنا. على الجميع أن يأخذ بالاعتبار حساسيتنا تجاه هذا الموضوع».
من جهة ثانية، ذكر «المرصد»، أمس الأول، أن مجموعات إسلامية طردت عناصر «داعش» من قرية بل في محافظة حلب قرب الحدود التركية، حيث يحاول التنظيم التكفيري قطع نقطة إمدادات أساسية للفصائل التكفيرية الأخرى. وقال معارضون إن معارك تدور في محيط بلدة مارع.
(«السفير»، ا ف ب، رويترز، ا ب)