قالت صحيفة دايلي بيست أنه وبينما ركزت الحملة العسكرية الأميركية ضد تنظيم داعش على المقاتلين الذكور الذين يشنون الهجمات عبر العراق وسوريا، فإن أكبر مصدر استخباراتي بشري سقط في يد الولايات المتحدة، حتى الآن، هو أرملة أحد قياديي التنظيم.
وتوضح الصحيفة أن القبض على ما توصف بـ “عروس″ داعش كشف عن الأعمال الداخلية للشبكة النسائية المسؤولة عن تجنيد والتجسس وفرض العبودية الجنسية داخل التنظيم.
كشفت، أم سياف، أرمة قيادي داعش عن تفاصيل بشأن الأعمال الداخلية للتنظيم، بما في ذلك وجود شبكة موازية من النساء مسؤولة عن عمليات التجنيد واحتجاز الفتيات والنساء المأسورات وجمع المعلومات بالإضافة إلى العبودية الجنسية التي يمارسها أعضاء التنظيم من الذكور.
واستطاع أفراد من الجيش الأميركي اعتقال “أم سياف”، خلال غارة استهدفت زوجها المسؤول عن تمويلات التنظيم، مارس الماضي.
وتوضح الصحيفة أنه وبعد معركة نشبت بين الجنود الأميركيين ومقاتلي داعش استطاعت القوات الأميركية قتل أبو سياف وحيازة أجهزة الكمبيوتر الخاصة به والهاتف الخلوي والوثائق التي تشرح بالتفصيل كيفية حصول الجماعة على أموال تبلغ 2 مليون دولار يوميا.
قال موقع “ديلي بيست” إن زوجة القيادي في تنظيم الدولة أبي سياف، الذي قتلته وحدة من القوات الخاصة، كشفت عن عمل التنظيم الداخلي، والدور الذي تضطلع به المرأة داخله.
وكشفت أم سياف، بحسب ما يزعم الموقع، عن جهاز مواز بداخل شبكة التنظيم، مسؤوليته التجنيد وجمع المعلومات والاعتقال، وإدارة شؤون الرقيق داخل ما يطلق عليها “الخلافة”.
ويشير التقرير إلى أن عناصر القوات الخاصة الأمريكية كانت قد ألقت القبض على أم سياف في أيار/ مايو، بعد مقتل زوجها الذي قالت الولايات المتحدة إنه وزير مالية الدولة، وذلك في مداهمة لمقر إقامته في مدينة دير الزور.
ويبين الموقع أن الولايات المتحدة قد حصلت على معلومات من هواتف أبي سياف النقالة وأجهزة الحاسوب، التي تفصل كيفية توزيع مليوني دولار في اليوم.
ويلفت التقرير إلى أن أم سياف تعد من أبرز السجينات لدى الولايات المتحدة اليوم، وهي محتجزة في العراق، وتقدم معلومات أمنية أكثر من المعلومات التي حصل عليها المحللون الأمريكيون من أجهزة الحاسوب التي كانت بحوزة زوجها، وكان يدير من خلالها عملية تهريب وبيع النفط.
ويقول الموقع إن زواج أم سياف للقيادي في التنظيم منحها فرصة نادرة للتعرف على عمل التنظيم الجهادي، وكيفية إدارة العمليات المالية. لافتا إلى أنها أدت دورا قياديا، وساعدت في إدارة شبكة النساء والعمليات التابعة له.
وينقل التقرير عن مسؤول دفاعي بارز قوله إن أم سياف “كانت مستشارة بارزة، ولديها الكثير من التفاصيل”.
ويوضح الموقع أن هناك هيكلية داخل التنظيم ودور المرأة فيه، مشيرا إلى أن موقعها مرتبط بمركز زوجها. فكلما كان يشغل منصبا بارزا شغلت المنصب ذاته في شبكة النساء. وتعد أم سياف جزءا من نخبة نسوية داخل قيادة التنظيم.
وينقل “ديلي بيست” عن مسؤول بارز في الإدارة قوله: “خلف كل رجل ناجح امرأة، وتنظيم الدولة ليس استثناء”.
ويستدرك التقرير بأن هذا الكلام لا يعني أن أم سياف كانت جزءا من القيادة العسكرية، أو أنها تساعد في خطط التنظيم للسيطرة على المناطق، وفق قول المسؤول، الذي له علاقة بالتحقيق مع أم سياف.
ويقول المسؤول البارز للموقع: “هل كانت مؤثرة؟ نعم. هل كانت في موقع قيادي؟ لا”. ويضيف: “لم تكن تصدر الأوامر والتوجيهات في مؤسسة تنظيم الدولة” مستدركا بأنها اعترفت بأداء دور في إدارة قسم النساء، وقد أكدت الوثائق التي حصل عليها عناصر القوات المسلحة.
ويفيد التقرير، بأن أم سياف ليست الأولى التي تقدم معلومات عن عمل تنظيم الدولة، مشيرا إلى أن هناك الكثير من النساء اللاتي هربن من تنظيم الدولة، وقدمن صورة واضحة عن عمله للولايات المتحدة، ووصفن كيف تم تجنيدهن وكيف سافرن من بلادهن للانضمام له. وقدم عدد منهن معلومات حول تمويل الرحلة، وكيف خدعن عائلاتهن.
ويستدرك الموقع بأن هذه الشهادات جاءت من نساء الصف المتدني في التنظيم، أما أم سياف فقد قدمت رؤية كاملة، وأعطت معلومات وأسماء ناشطين وطرق اتصالات، بحسب مسؤولين في الدفاع.
ويورد التقرير أن الأستاذة في علم الاتصالات في جامعة جورجيا ميا بلوم، التي درست دور المرأة في الحركات الجهادية، تقول: “تعد أم سياف حالة خاصة”.
وينقل الموقع عن مسؤولي وخبراء مكافحة الإرهاب قولهم إن المرأة في داخل مجتمع تنظيم الدولة تقوم بعدد من الأعمال، ففي المستوى الأدنى تعمل المرأة على رعاية البيت، وإشباع رغباته الجنسية، وتنجب جيل المقاتلين القادم لتنظيم الدولة.
وهناك نساء يعملن في وحدة الشرطة الخاصة “الخنساء” ممن يراقبن الآداب العامة، والتزام النساء بالسلوك. وهناك نساء يعملن مخبرات، وبعضهن يعملن في إدارة تجارة الرقيق.
وينوه التقرير إلى أن القوات الأمريكية الخاصة كانت قد احتجزت أم سياف؛ على أمل الحصول منها على معلومات حول الرهينة الأمريكية كايلي مولر، التي ماتت أثناء الاعتقال، وكذلك للحصول على معلومات عن بقية الرهائن الأمريكيين الذين أعدمهم التنظيم.
ويختم “ديلي بيست” تقريره بالإشارة إلى أنه ليس واضحا ما قالته أم سياف حول الرهائن الأمريكيين. لكن مسؤولا أمريكيا قال إن أم سياف كشفت الستار عن التنظيم والرجال الذين يديرونه.
المصادر: وكالات، فناة العالم، عربي 21