تموز/يوليو 16, 2015
كتبه وطن الدبور
“المملكة العربية السعودية والأردن والمغرب ودول خليجية أخرى تواجه تحديات كبيرة يمكن أن تؤدي في النهاية إلى انهيارها”. هذا ما صرح به الخبير الأمني الإسرائيلي “عوفر يسرائيلي”، مستشار الأمن القومي في مركز هرتسليا متعدد الاتجاهات وجامعة حيفا.
هذه التصريحات جاءت في إطار تعليق “يسرائيلي” في مقال بصحيفة “إسرائيل اليوم”، على الهجوم الذي تبناه تنظيم “ولاية سيناء” التابع لتنظيم “داعش” في شمال سيناء، ورأى أنه يمثل نقطة تحول بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط بأكملها.
وربط الخبير الأمني الإسرائيلي بين هجوم سيناء وانهيار الممالك والدول الخليجية، بأن الحادث هو الأكبر من نوعه لداعش خارج مناطق سيطرتها في سوريا والعراق، وهو ما يؤكد سرعة وقوة تمدد التنظيم، وتوقع أن يتسبب ذلك في حدوث تغيير شامل بالشرق الأوسط غير المستقر بالفعل.
وأضاف أن “هذا الهجوم من شأنه أن يؤدي إلى توسع أنشطة داعش إلى دول أخرى ذات سيادة في المنطقة، من أجل إثارة القلاقل فيها وانهيارها”.
ودعا المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة، للنظر إلى هجوم سيناء كحادثة تستوجب إعطاء غطاء دفاعي شامل لدول المنطقة في مواجهة تنظيم الدولة، مطالبًا إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، بسرعة وضرورة العمل على الحفاظ على الأنظمة الملكية، وخاصة في السعودية والأردن، خوفًا من انهيارها تحت وقع تهديدات الحركات المسلحة.
تدخل دولي في سيناء
وبحسب رأيه، فإن يسرائيلي طالب الولايات المتحدة والمجتمع الدولي بمساعدة مصر في حربها ضد داعش، في محاولة لمنع انتقال ما حدث في سيناء إلى دول أخرى في المنطقة، بعدما تسببت تلك الهجمات في الإضرار الكبير بحياة الناس وبسمعة الجيش المصري.
وأوضح يسرائيلي أنه يقصد بأن تقوم أمريكا بقيادة “عمل شامل ومصمم” لإعادة الأمور إلى نصابها، وكبح انتشار التنظيم بين دول المنطقة، مضيفًا أن مثل هذه الاستراتيجية ستخدم المصلحة المصرية لإعادة الهدوء وتعزيز السيادة في سيناء، والمصلحة الأمريكية الشاملة في المنطقة أيضًا، بكبح تنظيم داعش إلى حين القضاء عليه.
وتابع أن على هذه الاستراتيجية أن تعتبر الأحداث في مصر مقياسًا، والعمل في ثلاث جبهات. الأولى منها تقتضي إعطاء مظلة وتأييد كامل للجيش المصري ضد تنظيم داعش، ومنح شرعية كاملة لأعمال الجيش المصري في سيناء.
وأضاف أن النقطة الثانية تتمثل في تقديم الدعم اللوجستي والعسكري الشامل للجيش المصري، وإلغاء واشنطن للقيود التي فرضتها في الماضي، على بيع ونقل السلاح المتقدم للجيش المصري، لذلك يجب ألا تسمح واشنطن والمجتمع الدولي للقاهرة بأن تواجه هذه المسألة بقواتها فقط، ففي حال سقوط نظام السيسي سيكون الثمن باهظًا جدًا لمصر ولإسرائيل والمنطقة كلها.
وتابع أن الجيش الأمريكي لا بد أن يعمل على تقديم المعلومات الاستخبارية النوعية للجيش المصري، وتوجيه جوي، واستخدام أدوات خاصة في الحرب ضد التنظيم، الذي ظهر خلال العام الماضي.
وأضاف أن الأمر لا يقتصر على الدعم الأمريكي، بل طالب إسرائيل أيضًا بالتوسع في تقديم المساعدة الاستخبارية للجيش المصري، وأن تسمح بدخول القوات والسلاح الإضافي إلى سيناء وتجاوز القيود التي تنص عليها اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل.
وهنا شدد الخبر الأمني على أن التأييد والدعم الأمريكي والإسرائيلي يجب أن يكونا بشكل سري، من أجل عدم تصوير السيسي ونظامه كمتعاونين مع “الصهاينة والأمريكيين”.
ورأى أن النقطة الثالثة تتمثل في إعطاء “غطاء دفاعي” لدول المنطقة المستقرة في مواجهة داعش. مؤكدًا أن السياسة الأمريكية “الفاشلة” في الشرق الأوسط، من ليبيا مرورًا بمصر وحتى سوريا والعراق، دفعت المنطقة إلى حمام من الدماء، وساعدت في ظهور الجهاديين وانتشارهم بشكل غير متوقع.
ولفت يسرائيلي إلى أنه من شأن التردد الأمريكي أن يضع السعودية والمغرب والأردن ودول أخرى في الخليج أمام تحديات مشابهة، ستؤدي في نهاية الأمر إلى انهيارها، لذلك على واشنطن العمل أمام عواصم هذه الدول من اجل مواجهة الخطر المستقبلي الذي يشكله التنظيم على مستقبل أنظمتها.
المصدر : لوماج
محمد بدوي