وأكدت مصادر طبية مقتل عشرين شخصاً على الأقل، فيما جرح العشرات في تفجير سيارة مفخخة استهدف شارعا تجاريا في حي البياع جنوب غربي بغداد، تبناه تنظيم داعش.كما قتل وجرح آخرون في انفجار سيارتين مفخختين في منطقة الشعب شرقا، وسيارة مفخخة أخرى استهدفت حي الشرطة الرابعة جنوب غربي بغداد أيضا، في هجوم يأتي غداة مقتل 21 شخصا في هجمات استهدفت مناطق شيعية في بغداد، بينها تفجيران تبناهما داعش، في شرق وجنوب العاصمة جاء ذلك حسب موقع العربية نت.
من جهة اخرى، وصل وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر أمس إلى بغداد للبحث مع مسؤولين سياسيين وعسكريين في المواجهة ضد تنظيم داعش الذي كثف مؤخرا تفجيراته في العاصمة العراقية ومناطق قريبة منها.
وسيبحث كارتر في زيارته، وهي الأولى منذ تسلمه مهامه في فبراير الماضي، في العمليات العسكرية في محافظة الأنبار (غرب)، حيث يسيطر التنظيم على مساحات واسعة.
ويشن طيران الائتلاف الدولي الذي تقوده واشنطن، ضربات جوية في المحافظة العراقية الأكبر، لدعم القوات التي تحاول استعادة مدن يسيطر عليها المتطرفون.
كما سيلتقي كارتر جنودا أمريكيين موجودين في العراق، مئات منهم في الأنبار، ضمن جهود الائتلاف لتقديم المشورة وتدريب القوات العراقية. والتقي كارتر الذي وصل صباح أمس إلى مطار بغداد في زيارة غير معلنة رئيس الوزراء حيدر العبادي ونظيره خالد العبيدي، ورئيس مجلس النواب سليم الجبوري.
ومن المقرر أن يلتقي كارتر الذي يقوم بجولة في المنطقة، وفدا عشائريا من محافظة الأنبار، والتي يسيطر التنظيم على مساحات واسعة منها، لا سيما مدينة الفلوجة (منذ مطلع العام 2014)، والرمادي مركز المحافظة، التي سقطت بيد المتطرفين إثر هجوم واسع في مايو الماضي.
وأعلنت القوات العراقية في 13 يوليو، تكثيف عملياتها في الأنبار بهدف «تحرير» المحافظة الحدودية مع سوريا والأردن والسعودية. وشن طيران الائتلاف في الأسابيع الماضية، عشرات الغارات في المحافظة. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية ستيف وارن الذي يرافق كارتر في الزيارة، أن الجهود العسكرية في الأنبار تركز حاليا على عزل الرمادي، مقدرا عدد مقاتلي التنظيم المتواجدين فيها بما بين ألف وألفين.
ولم يحدد المتحدث تاريخ بدء الهجوم المباشر على المدينة، متوقعا أن يتم ذلك خلال «أسابيع» بمشاركة «آلاف» المقاتلين العراقيين، مشيرا إلى أن ما تحاول القوات القيام به حاليا هو عزل الرمادي عن محيطها.
ويتواجد مئات الجنود والمستشارين الأمريكيين في قاعدة الحبانية العسكرية الواقعة بين الرمادي والفلوجة، لتقديم المشورة والمساهمة في تدريب أبناء العشائر السنية المناهضة للتنظيم في المحافظة.
وأشار وارن إلى أن نحو 1800 مقاتل عشائري تلقوا تدريبات وتجهيز كجزء من برنامج التدريب هذا. وسبق للعشائر أن شكت مرارا من ضعف الدعم الحكومي لها وتزويدها بالسلاح.
وتأتي زيارة كارتر إلى بغداد ضمن جولة إقليمية شملت حتى الآن السعودية والأردن وإسرائيل، وتهدف إلى طمأنة حلفاء واشنطن في المنطقة من أن الاتفاق النووي التاريخي الذي أبرمته الدول الكبرى مع إيران سيحول دون قدرة الجمهورية الإسلامية على إنتاج سلاح نووي.
كما ينفذ المتطرفون تفجيرات دامية في بغداد ومناطق قريبة منها. فقد قتل 21 شخصا على الأقل مساء أمس الأول في ثلاث هجمات استهدفت مناطق في بغداد. واستهدف تفجيران انتحاريان بحزام ناسف نقطة تفتيش للجيش والشرطة في منطقة الشعب في شمال شرق بغداد، بينما انفجرت سيارة مفخخة في سوق شعبية بمنطقة البياع (غرب).
وتبنى التنظيم في بيانين عبر حسابات مؤيدة له على مواقع التواصل، هذه التفجيرات التي أتت غداة مقتل 23 شخصا على الأقل في تفجير سيارتين مفخختين في شرق العاصمة وجنوبها، تبناهما أيضا التنظيم المتطرف.
وأتت سلسلة الهجمات في العاصمة بعد أقل من أسبوع على تفجير انتحاري وقع الجمعة في سوق منطقة خان بني سعد (20 كلم شمال شرق بغداد) في محافظة ديالى، وتبناه التنظيم كذلك.
وأدى هذا التفجير إلى مقتل نحو 120 شخصا بحسب مصادر طبية ومسؤولين محليين في محافظة ديالى، في ما يعد من أكثر التفجيرات دموية التي ينفذها التنظيم منذ هجومه الواسع في العراق العام الماضي. وكانت السلطات العراقية أعلنت في يناير «تحرير» محافظة ديالى من تواجد تنظيم داعش، إلا أن الأخير عاود في الأسابيع الماضية تنفيذ تفجيرات انتحارية وبعبوات ناسفة وسيارات مفخخة.
ميدانيا، أفادت مصادر عسكرية، أمس، أن 47 عنصراً من تنظيم «داعش» قتلوا، في قصف لطيران التحالف والبيشمركة، استهدفهم في محافظتي الأنبار(غرب)، ونينوى (شمال).
وفي حديث للأناضول، أوضح الضابط في قيادة عمليات الأنبار، العقيد وليد الدليمي، أن «قيادة العمليات الخاصة التابعة لجهاز مكافحة الإرهاب، زودت طيران التحالف الدولي ومدفعية الجيش، بإحداثيات مواقع تجمعات عناصر التنظيم، في جامعة الأنبار، ومنطقة التأميم المجاورة لها».
وأضاف الدليمي، إن «طيران التحالف والمدفعية، وجهت نيرانها على الأهداف، وتم قصفها وتدميرها بالكامل، مما أسفر عن مقتل 27 عنصراً من التنظيم، وتدمير ثلاثة من مركباته».
من جانب آخر قال الدليمي، إن «الطيران الحربي للتحالف الدولي كثّف أمس، من طلعاته الجوية فوق مدن الرمادي والفلوجة والكرمة، وناحية الصقلاوية شمال الفلوجة، وقصف حشودات لتنظيم داعش»، مشيراً أن القصف أدّى إلى مقتل وإصابة العشرات من التنظيم، وإلحاقه خسائر مادية وبشرية كبيرة.
وفي محافظة نينوى، قال النقيب في وزارة البيشمركة الكردية (جيش إقليم شمال العراق)، سرهنك زاخولي، في حديثه للأناضول، إن البيشمركة قصفت بشكل مركز، معاقل وتجمعات التنظيم في قضاء سنجار (126 كلم غربي الموصل) وناحية الحردانية، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن عشرين عنصراً، وجرح آخرين.