أزاميل/ متابعة: يبدو أن لعنة حوادث الطائرات تطارد عائلة بن لادن، فلم يكن حادث، أمس الأول الجمعة، الذي أعلنت عنه الحكومة البريطانية وهيئة الطيران المدني بالمملكة السعودية عن سقوط طائرة سعودية خاصة مملوكة لأسرة بن لادن، والتي تحطمت في مطار بلاكبوش ببريطانيا، وعلى متنها أفراد من عائلة بن لادن من بينهم سناء بن لادن الملقبة بـ”أم اليتامى” وزوجها الدكتور زهير هاشم وآخرين، هو الحادث الأول، بل إنه الحادث الثالث الذي يحصد أروح آل بن لادن.

فكبير عائلة “بن لادن” وهو محمد بن عوض بن لادن، الذي تزوج 22 مرة وأنجب أكثر من 55 ابنًا، أبرزهم أسامة وسالم ويسلم ويحيى وعلي وسعد، توفي في 1967م عن عمر 59 سنة حين كان في هليكوبتر يتفقد أحد مشاريعه، فاصطدمت بجبل في الطائف.

ومثله قضى في 1988 ابنه البكر سالم، الموصوف بأنه كان “مهووسا بالطيران” طبقًا لما قال عنه الكاتب الصحفي جهاد الخازن في 1997 بصحيفة “الحياة” اللندنية، حيث ذكر في المقال أن سالم “كان يشارك في عرض جوي في مطار كيتي هوك قرب سان أنطونيو في تكساس عندما قذفت الريح طائرته الخفيفة باتجاه أشرطة كهربائية، فتوفي في 30 مايو 1988، أي بعد 22 سنة من وفاة والده في سقوط هليكوبتر، وهو يراقب بناء طريق الطائف”.

وأضاف الخازن : أن سالم الذي ترك أرملة بريطانية اسمها كارولين كاري حين مقتله بعمر 42 سنة، وتزوجت بعده شقيقه الأصغر خالد، أنه لشدة تعلقه بالطيران “كان يملك مطارا صغيرا في الولايات المتحدة”، بحسب الكاتب-.

رحيل أم اليتامى

وفي سياق متصل، كشفت تقارير إعلامية سعودية عن وفاة سناء بن لادن، الأخت غير الشقيقة لزعيم تنظيم القاعدة الراحل، أسامة بن لادن، ضمن طاقم الطائرة السعودية.

“أم اليتامى أو ماما سوسو أو السيدة العظيمة أو صاحبة القلب الكبير واليد البيضاء”.. كلها ألقابٌ أطلقها النشطاء في المملكة على الراحلة سناء بن لادن، لما عَرِفُوه عنها من اهتمامٍ بالغ بملفات كفالة اليتيم وتزويج العرائس وتأثيث منازل غير القادرين حيث قالوا إنها كانت أم للجميع، وقال البعض إنها كانت تسكن في شقة رغم أنها تملك المال الوفير للسكن في قصر، وليس لديها عاملة وكانت تخدم نفسها وزوجها وتعشق عمل الخير والتطوع وشغوفة بالبحث عن المحتاجين.

وتفاعل مغردون مع شهادات المقربين من سناء بن لادن، ودشنوا وسماً لحصر مآثرها، فيما طالب بعضهم بإنشاء جمعية خيرية في المملكة باسمها تخليداً لدورها في كفالة الأيتام وريادتها في العمل الخيري.

وبالبحث عن سيرتها الذاتية لا يوجد لها فيديوهات ولا صور مع الأيتام منشورة في الصحف، فبرر ذلك البعض عبر “تويتر” أنها لم تبحث عن الأضواء وإنما كانت تعمل الخير لحب الخير، وهي عضوه في لجنة “تراحم” بمكة المكرمة .

كانت سناء بن لادن على تواصلٍ بمؤسسة كافل لرعاية الأيتام في مكة المكرمة حتى اعتبرت نفسها أحد المنتمين إليها والعاملين على خدمتها.

 وفي الموقع الإلكتروني لـ”كافل”، كتبت سناء في زمنٍ غير محدد رسالةً مقتضبة ذيّلتها باسمها وجاء فيها: “الإخوة والأخوات المكرمون بمؤسسة كافل لرعاية الأيتام بجدة؛ فخورة بانتمائي لكم ودعمي لأيتامكم عن طريق الكفالة والتعليم ويسعدني سماع أخباركم الطيبة وأتفاءل بنشاطاتكم المثمرة، لذا لا يسعني غير دعائي لكم دوماً بالتوفيق، فما عملنا وعملكم إلا لمرضاة وجه الله ثم خدمة المجتمع وتطويره، أختكم الداعمة للخير دوماً”.

وتُظهِر رسالتها تركيزها على تعليم الأيتام، لتمكينهم من أداء أدوار فاعلة في مجتمعاتهم المحلية.

وقالت الجمعية عبر حسابها بموقع “تويتر”: إن من جميل عبارات الفقيدة التي كانت ترددها حين زيارتها للأيتام في الجمعية: “لم يرزقني الله بالأبناء فعوضني ربي بأبنائي الأيتام”، مؤكدةً أن الراحلة كانت من أهم الداعمين والحريصين على دعم الأيتام والسؤال عنهم.