وقالت وكالة تسنيم إن النتائج التي ستترتب على الحكومة العراقية إذا ما اتسعت رقعة هذه المظاهرات إلى المدن العراقية الأخرى مخيفة جدا، ويجب أن تعمل الحكومة على إيجاد حلول عاجلة لإقناع المتظاهرين بالرجوع إلى بيوتهم، على حد قولها.
ونقلت وكالة تسنيم عن بعض الخبراء الإيرانيين قولهم إن عدم تلبية الحكومة العراقية لاحتياجات مواطنيها أدى إلى اندلاع هذه الاحتجاجات، مضيفة أن هذه المظاهرات هي مجرد “مطالبات” بتحسين الأوضاع المعيشية، وتوفير السكن والماء والكهرباء، لكنها قد تكون فرصة ذهبية لتدخل أوسع في العراق من قبل “الدول المتطفلة”، وفق وصفها.
وتخوّفت وكالة تسنيم من محاولات استغلال هذه الاحتجاجات من قبل من وصفتها بالأنظمة العربية “الرجعية”، التي تسعى إلى الإخلال بنظام الدولة العراقية، بحسب ادعائها.
واستندت الوكالة إلى تصريحات رئيس الوزراء الأسبق، إياد علاوي، قائلة إن هذه الأنظمة الاستبدادية ليست مهتمة بحال الشعب العراقي في حقيقة الأمر، بل تسعى جاهدة لاستغلال مطالبات المحتجين من أجل الوصول إلى أهدافها التوسعية في العراق.
وأضافت أنه بسبب هذه التدخلات تعالت الهمسات المطالبة بإجراء انتخابات مبكرة، التي زعمت بأنها ستزيد الأوضاع سوءا في العراق.
ونقلت تصريح نوري المالكي الذي حذّر من خروج هذه المظاهرات عن سياق المطالبات بمكافحة الفساد وتحسين الأوضاع المعيشية إلى أيدي من وصفهم بـ”العناصر المشبوهة”، حيث إن المتظاهرين رفعوا شعارات مناهضة للمذهب ومراجع التقليد الشيعية، بحسب زعمه.
وأضافت “تسنيم” أن المملكة العربية السعودية رسمت سيناريو جديدا للأحداث في العراق، حيث قامت بإعطاء المطالبات الاجتماعية للمتظاهرين صبغة سياسية، بغية الإطاحة بحكومة العبادي، وفتح فرص جديدة للتدخل بالشأن العراقي.
ويرى المراقبون للشأن الإيراني أن مخاوف النظام الإيراني والحكومة العراقية الحليفة لطهران تزداد يوما بعد يوم من احتمال اتساع رقعة الاحتجاجات، خاصة في ظل الظروف الحرجة التي تمر فيها البلاد، من حرب ودمار وفساد اقتصادي، على كافة المستويات.
ويضيف الخبراء أن اندلاع مظاهرات في العاصمة بغداد والمحافظات الجنوبية، يعدّ تهديدا واضحا للنفوذ الإيراني في العراق، خاصة بعد أن اعتقدت الأخيرة أنها أحكمت قبضتها على تلك المناطق من خلال مراجع التقليد المرتبطين بقم، والمليشيات والأحزاب السياسية المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني.