ازاميل/ وكالات: وصلت قوة أمنية سعودية الثلاثاء، العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، لدعم قوات المقاومة في جهود حفظ الأمن والاستقرار في المحافظة، التي تتفاقم فيها مظاهر الانفلات الأمني، منذ تحريرها من الحوثيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح في تموز/يوليو الماضي.
وأكد مصدر مسؤول في محافظة عدن أن قوة سعودية قوامها 400 عنصر أمني، مزودين بكافة التجهيزات والمعدات الحديثة دخلوا محافظة عدن (جنوبي اليمن)، التي تشهد تنامي ظهور المليشيات المسلحة واتساع نفوذها في مختلف المدن التابعة لها”.
وأضاف المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه أن القوة الأمنية السعودية ستكون مكلفة بإعادة الأمن والاستقرار للمحافظة”، وفق تعبيره.
وأشار المصدر اليمني المسؤول إلى أن “حالة الفوضى والانفلات الأمني المتنامي، باتت هي العنوان الأبرز في عدن، في ظل انتشار المليشيات المسلحة في شوارعها”، موضحا أن تلك المليشيات تتعدد ولاءاتها منها ما يعتقد أنها على صلة بتنظيم القاعدة، ومنها ما هو تابع للحراك الجنوبي الانفصالي، تسعى لتوسيع نفوذها من خلال السيطرة على منشآت ومراكز حيوية في المحافظة، على حسب وصفه.
ولفت المصدر إلى أن”القوة الأمنية التابعة للمملكة التي تقود التحالف العربي، لن تستطيع وحدها ضبط الملف الأمني في عدن ومحيطها، ما لم يكن هناك التفاف شعبي ومجتمعي حولها وحول قوات المقاومة التي تم دمجها في السلك الأمني هناك”.
وقال، يجب أن نرى من الحكومة التي يرأسها نائب الرئيس اليمني خالد بحاح “مهام حكومة طوارئ وأمن واستقرار وإعمار”، خصوصا وزارة الداخلية التي “يجب أن يتواكب أداءها مع متطلبات المرحلة” على حد قوله.
وفي 20 من آب/ أغسطس الجاري، نجا محافظ مدينة عدن نايف البكري ومدير مكتب الرئيس اليمني محمد مارم، من محاولة اغتيال فاشلة، سقط خلالها أربعة قتلى وعدد من الجرحى بينهم مدنيين في محافظة عدن جنوب اليمن.
فيما كشفت صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية الصادرة من لندن عن مصدر يمني رفيع عن وصول قوة عسكرية سعودية خاصة للعاصمة اليمنية المؤقتة عدن،وقالت الصحيفة ان المصدر اليمني الرفيع أكد لها أن الغرض من القوة الواصلة هو “مشاركة الأجهزة المعنية في الحفاظ على الأمن في كافة المحافظات الجنوبية ولوضع استراتيجية للدفاع الذاتي عن المدينة من الهجمات”.
وأشار المصدر إلى ان وجود هذه القوة في هذه المرحلة سيدعم القطاعات الحكومية في وضع خططها المستقبلية لعدن وللمحافظات التابعة لها إقليميًا، مشيرة إلى أن ذلك سيكرس دور القوات الموالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في إكمال عمليات التقدم العسكري.
ويلقي النشاط المتزايد لتنظيم القاعدة في مدينة عدن بجنوب اليمن الضوء على الغياب الكامل للدولة وعلى التحديات التي تواجهها السعودية التي تعطي الاولوية حتى الآن لمحاربة المتمردين الحوثيين المدعومين من ايران، بحسب خبراء.
وقال المحلل ابراهيم شرقية من معهد بروكينغز الدوحة “لا اعتقد ان الاولوية الرئيسية للسعودية في اليمن هي تنظيم القاعدة في الوقت الحالي”.
واضاف “ان ذلك يعد من الاسباب الاساسية لازدهار القاعدة” في هذا البلد خلال الفترة الاخيرة.
ولم يكن خافيا على احد ان خلايا تابعة للتنظيم المتطرف تنشط في عدن، المدينة الجنوبية الكبيرة التي حررتها قوات الرئيس المعترف به دوليا عبدربه منصور هادي من الحوثيين بدعم بري وجوي من قوات التحالف الذي تقوده السعودية.
وتضم القوات الموالية لهادي خليطا من قوات الجيش اليمني والقبائل والحراك الجنوبي الانفصالي، الا ان عناصر جهادية تحارب ايضا الحوثيين.
ونشرت دول التحالف، لاسيما السعودية والامارات، قوات على الارض في جنوب اليمن خصوصا عدن، مصعدة بذلك الضغط على الحوثيين بعد اشهر من الضربات الجوية.
وقام عناصر من تنظيم القاعدة السبت بتفجير مقر الامن السياسي في عدن بعد ان صادروا او اتلفوا وثائق كانت داخل المبنى.
ويسيطر رجال القاعدة على خمسة مبان مهمة في حي التواهي غرب عدن، كما اقاموا نقاط تفتيش في المنطقة بحسب مصادر امنية.
ويرى الخبراء ان هذه التطورات التي تاتي في ظل استمرار وجود الرئيس هادي في الرياض، هي في الواقع “مقلقة جدا” ولكنها “ليست مفاجئة”.
وقال الخبير ماتيو غيدير استاذ العلوم الاسلامية في جامعة تولوز الفرنسية ان “كل ذلك يظهر حالة الانحلال التي يعاني منها اليمن الذي بات دولة فاشلة”.
واضاف غيدير ان “التحالف نفسه سبقته الاحداث ولا يبدو قادرا لا على وضع حد للقاعدة ولا على حماية المنشآت”.
اما بالنسبة لشرقية، فانه “كان من المتوقع ان تستفيد القاعدة الناشطة منذ فترة طويلة في جنوب اليمن، من هذه المرحلة الانتقالية” بسبب انسحاب الحوثيين والغياب شبه التام للامن في عدن.
الا ان شرقية اعرب عن شكوكه في قدرة هذا الوضع على الاستمرار، لان “القاعدة لا تتمتع بدعم كامل من السكان” ولانها “اثبتت عدم قدرتها على الحكم على المدى البعيد”.
ومنذ بداية التدخل السعودي في اليمن، استفادت القاعدة وتنظيم الدولة الاسلامية (داعش)، وبالرغم من المنافسة بينهما، على الصعيدين السياسي والعسكري، خصوصا ان التنظيمين يجمعهما العداء للحوثيين والشيعة عموما.
وسجل تنظيم “داعش” حضورا اكبر في المحافظات الشمالية التي يسيطر عليها الحوثيون، فيما تتفوق عليه القاعدة في معاقلها التاريخية بجنوب البلاد.
وقد سيطرت القاعدة على المكلا عاصمة محافظة حضرموت الصحراوية الشاسعة في جنوب غرب البلاد، كما ظهرت بشكل مثير في عدن.
واشار الخبراء خلال الاشهر الاخيرة الى ان القاعدة تستفيد من تحسن نسبي في صورتها بعد الفظائع غير المسبوقة المنسوبة الى “داعش”.
واعرب غيدير عن اقتناعه بان التحالف العربي الذي تقوده السعودية “سيقوم بمواجهة القاعدة في المرحلة المقبلة” بعد تحقيق الانتصار على الحوثيين، كما سيواجه المجموعات المتطرفة الاخرى لاسيما “داعش”.
الا انه ابدى شكوكا في الوقت نفسه في قدرة التحالف على النجاح مع استراتيجية المراحل هذه.
بدوره، اعرب شرقية عن اعتقاده ان السعودية التي نجحت في تقويض نشاط القاعدة على ارضها خلال العقد الماضي “ستحارب القاعدة في عدن” وقد “تصل الى القضاء على التنظيم” في المدينة ولكن ليس بالضرورة في باقي انحاء جنوب اليمن.
وكانت شائعات سرت مفادها ان القوات الاماراتية في جنوب اليمن عازمة على مواجهة المتطرفين.
واعلنت ابوظبي الاحد ان قواتها حررت رهينة بريطانيا كان لدى القاعدة في جنوب اليمن.