دعت صحيفة “نيويورك تايمز” إلى دعم الدول المجاورة لسوريا والعراق وتحديدا لبنان والأردن وتركيا، مشيرة إلى أن أحد الأسباب التي تدفع السوريين للمخاطرة بحياتهم من أجل الوصول إلى أوروبا هو أن الحياة أصبحت لا تطاق في البلدان المجاورة التي استوعبت مئات الآلاف من اللاجئين.
وأشارت في افتتاحيتها الأربعاء، إلى أن نحو 12 مليون سوري، أي أكثر من نصف سكان البلاد، نزحوا من منازلهم منذ بدء الصراع فى 2011.
وفر أكثر من 4 ملايين خارج البلاد، حيث ذهب أغلبهم إلى الأردن وتركيا ولبنان، حتى أن اللاجئين السوريين باتوا يشكلون ربع السكان في لبنان حاليا.
ومع تضخم أعداد اللاجئين الذين غمروا تلك البلدان، تدهورت أوضاع اللاجئين بشكل حاد.
وتلفت الصحيفة الى مشكلة “قصور الدعم المالي”، حيث حذرت وكالات الأمم المتحدة التي توفر الغذاء الحيوي والرعاية الصحية والمأوي، في يوليو الماضي من الضعف المالي.
وعلى الرغم من المناشدات المتكررة للدول الأعضاء، لم تتلق الأمم المتحدة سوى 1.67 مليار دولار فقط من أصل 4.5 مليار دولار تحتاجهم هذا العام لسد حاجات اللاجئين السوريين في الدول المجاورة. وهو أمر غير معقول، بحسب وصف الصحيفة.
وفي الأردن توقف الدعم الغذائي تماما، طيلة الأسبوع الماضي، لأكثر من 200 ألف لاجيء. وهناك مخاوف من أن الأطفال الذين يعتمدون على المساعدات الغذائية سوف يعانون ضررا دائما نتيجة سوء التغذية.
وتشير الصحيفة إلى نقص أموال الرعاية الطبية حتى لحالات الطوارئ.
وتخلص نيويورك تايمز مؤكدة على حاجة الأردن وتركيا ولبنان إلى مزيد من المساعدات الإنمائية لمساعدتهم على استيعاب الملايين من اللاجئين السوريين.
وشددت على ضرورة أن تزيد الدول الغنية، بما في ذلك المملكة العربية السعودية ودول الخليج، تبرعاتهم للأمم المتحدة على الفور، والدول التى تعهدت بتبرعات لكنها لم تفِ بها.
من جهتها، علقت صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية على معاناة اللاجئين السوريين الذين لن يستطيعوا شق طريقهم إلى أوروبا بسبب شدة فقرهم، لافتة الى ان “مشهد آلاف اللاجئين الذين قطعوا آلاف الأميال وملابسهم على ظهورهم صدم الكثيرين حول العالم، لكن آخرين حسدوهم على ما آلوا إليه”.
وكانت رسائل وصلت إلى اللاجئين السوريين في الاردن نوهت إلى أن المساعدات الغذائية التي تقدمها الامم المتحدة لهم ستتوقف قريبا دون إبداء أسباب معينة الامر الذي قد يؤدي إلى كارثة حقيقية تهدد حياة آلاف اللاجئين السوريين الذي يعيشون في مخيمات الايواء على الحدود الاردنية السورية.