“استنكر” وزراء خارجية دول الخليج أعمال إيران وتدخلاتها في شؤون دول المنطقة, “وأدانوا” في الوقت ذاته الأعمال العدوانية التي تقوم بها إسرائيل في المسجد الأقصى الشريف، ودعم موقف دولة الإمارات العربية المتحدة بشأن الجزر المحتلة من قبل إيران، وفيما هدد وزير الخارجية السعودي باستخدام الخيار العسكري ضد دولة معترف بها دوليا، اعتبر أن الأمر بيد الدكتاتور بشار الأسد لتفادي قتل المزيد من الأبرياء، وليس بيد دول الخليج المصرة على رحيله.
جاء ذلك على لسان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير عقب انتهاء اجتماع المجلس الوزاري لمجلس التعاون مساء الثلاثاء، في جلسته الـ136 الذي عقد بالعاصمة السعودية الرياض، نقلتها وكالة الأنباء السعودية الرسمية “واس”.
وأضاف وزير الخارجية السعودي أن “المجلس كرر موقف دول مجلس التعاون الخليجي بشأن الأوضاع في سوريا واليمن”، مشيرًا أن المجلس “تطرق للاتفاق النووي بين مجموعة 5+1 وإيران”.
وأفاد الجبير أن المجلس بحث عددًا من الأمور المتعلقة بدول مجلس التعاون الخليجي والخطوات والمواقف التي ستتخذها الدول الخليجية الأعضاء خلال افتتاحية الجمعية العامة في نيويورك، والاجتماعات المزمع عقدها مع دول مختلفة خلال تواجدهم فيها، مبينًا أن الاجتماع كان إيجابيًا وبناءً.
وحول تصريحات الرئيس الروسي باعتراف وجود روسيا في سوريا، قال الجبير إن “التواجد الروسي كان معروفًا قبل تصريحات بوتين، ونحن نعتقد أن هذا تصعيد فيما يتعلق بسوريا، بشار الأسد فقد الشرعية ويجب عليه أن يرحل ولا مستقبل لسوريا بوجوده فيها”.
وأضاف “الخيار الأفضل لسوريًا أن يكون الحل سياسيًا مبنيًا على مبادئ جنيف 1، يؤدي إلى إنشاء سلطة مجلس انتقالي يهيئ البلد إلى مستقبل جديد وأفضل بدون بشار الأسد”.
وهدد الجبير بان “الخيار العسكري لا زال قائمًا، والمعارضة السورية لا زالت تواجه النظام بفعالية أكثر مع مرور الزمن”، ونأمل أن يكون الحل في سوريا سياسيًا، تفاديًا لتدمير وقتل المزيد من الأبرياء والأمر بيد بشار الأسد”، في إشارة إلى أن مطلب تغيير الرئيس السوري لا تراجع عنه وأنه الآن بيد دول الخليج وليس غيرها.
يذكر أن المطلب الرئيسي لدول الخليج وسبب الحرب في سوريا هو تغيير النظام فيها واستقالة الاسد، وهذا الامر ولّد جميع مآسي الشعب السوري منذ أربع سنوات، ولم يتحقق هذا حتى الآن بسبب الدعم الروسي الإيراني “الشيعي” المرفوض له، والذي تعتبره دول الخليج والمواقع الإعلامية التابعة لها تدخلا مرفوضا في شؤون سوريا الداخلية، من قبل حكام إيران “الصفويين المجوس”، والمفارقة أن دول الخليج وفي الوقت نفسه لا تعتبر أنها تتدخل في شؤون سوريا لأنها بلد عربي مسلم وشقيق، مع انها لم تستقبل أحدا من نحو عشرة ملايين لاجيء سوري في أراضيها حتى الآن.