اتهم الباحث المغربي في الشأن الديني والناشط الشيعي، إدريس هاني، الناشطَ السلفي، عبد الكريم الشاذلي، بالكذب والتكفير والتستر وراء “الوهابية”، في حين رد الأخير على تلك الاتهامات بكونها صادرة عن ثقافة داعشية.
وكان إدريس هاني قد توجه بموجة من السباب الحاد في وجه الشاذلي، من خلال حوار مع إحدى المنابر الإعلامية المغربية، حيث هدده بحرق لحيته، بقوله “أنا ممكن أحرق لأبيه لحيته”، واصفا إياه بنعوت قدحية من قبيل “منتوف وجبان وحقير ووهابي ودجال”، ومتهما إياه بعمله كجاسوس لصالحه (أي لصالح هاني)، على السلفيين وعلى رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران.
وسبق للناشط الشيعي إدريس هاني أن ظهر، إلى جانب الناشط السلفي عبد الكريم الشاذلي، قبل أشهر على منصة ندوة إعلامية، أعلن خلالها عن انضمامه رفقة قياديين سابقين في الشبيبة الإسلامية، إلى صفوف حزب الحركة الديمقراطية الاجتماعية، قبل أن تطفو على السطح بوادر انشقاق على إثر نعت الشاذلي لهاني بانتمائه للشيعة الرافضة، مما يعرضه للتكفير.
الشاذلي يرد: انه يناقش أشخاصا لا أفكارا
وتابع الشاذلي قائلا: “الشيعة هم خونة لأن ولاءهم لإيران ولغيرها”، مستغربا بقوله، “مفاجأتي كانت حين أعطت الدولة المجال لمثل هؤلاء ومنحتهم رخصة للعمل، في حين أغلقت وزارة الأوقاف دور القرآن مع أن السلفيين يؤسسون للوطنية في البلاد ولم يمارسوا عنفا ومنهجهم هو منهج أهل السنة والجماعة”.
ونفى الشاذلي أن يكون إدريس هاني عضوا في حزب الحركة الديمقراطية الاجتماعية، “لقد انسحب منذ ظهوره في الندوة الإعلامية قبل أشهر، لأن الحزب يرفض السماح لشيعي رافضي بالدخول إليه”، مضيفا “هناك أجندة إيرانية من 2002 لكي يتسلل هؤلاء لأي حزب بالمغرب، فكان هذا المخطط لكننا وقفنا له ولله الحمد”.
وأعلن حزب الحركة الديمقراطية الاجتماعية في المغرب، الذي أسسه رجل الأمن السابق محمود عرشان، ويتزعمه حاليا نجله عبد الصمد عرشان، عن التحاق ثلاثة أعضاء جدد بالحزب، الذي يتخذ له شعار “النخلة”، وهو إدريس هاني، والشيخ عبد الكريم الشاذلي، وعبد الكريم فوزي.
ويعد إدريس هاني بالنسبة للكثير أحد أشهر منظري الفكر الشيعي بالمغرب، فيما يلقبه البعض بالمرشد الروحي للشيعة المغاربة، كما لا يخفي علاقاته بحزب الله اللبناني، وشخصيات سياسية وشيعية بارزة، من قبيل حسن نصر الله، والمرجعية الشيعية، حسين فضل الله، وآخرون.
الشيخ الشاذلي كان محكوما بثلاثين سنة سجن
أما الشيخ الشاذلي، فهو صاحب كتاب “فصل المقال في أن من تحاكم إلى الطاغوت من الحكام كافر من غير جحود ولا استحلال”، وأحد أبرز الأسماء التي اعتقلت في سياق ما سمي بالسلفية الجهادية، حيث كان محكوما بـ 30 عاما سجنا على خلفية قانون الإرهاب، قبل أن يفرج عنه بعفو ملكي بعد قضائه زهاء 8 سنوات في السجون.
والتحق بحزب “النخلة” أيضا القيادي الإسلامي عبد الكريم فوزي، الذي عاد من المنفى الذي كان قد لجأ إليه خارج المغرب، خلال السنوات الأخيرة، وكان يعتبر الذراع الأيمن للشيخ عبد الكريم مطيع الحمداوي، المرشد العام لحركة “الشبيبة الإسلامية” بالخارج.
وتم تقديم الشخصيات الثلاثة، أمس الأول، بمناسبة انعقاد المجلس الوطني لحزب الحركة الديمقراطية الاجتماعية، للرأي العام المغربي، حيث أعرب الحزب عن انخراط الملتحقين الجدد في العمل السياسي من داخل المؤسسات بالبلاد، وتشبثهم بثوابت الأمة، وإرساء دعائم السلم والاستقرار.
وكشف الشاذلي عن عزم العديد من السلفيين داخل السجون المغربية وخارجها الالتحاق بحزب عرشان، الذي وصفه الشيخ السلفي السابق أنه “وطني يجسد معنى الرجولة السياسية”، وفق تعبيره، فيما رحب عرشان بالملتحقين الجدد، وكشف عن دنو حدوث انفراج ومصالحة وطنية في ملف المعتقلين السلفيين.
وعلق أبو حفص رفيقي، الناشط الإسلامي عن التحاق الشاذلي وهاني وفوزي وآخرين بحزب “النخلة”، في تصريح له، بالقول إنها “اختيارات شخصية، ولا علم له بحيثيات هذا المستجد وتفاصيله”، مبديا استغرابه من اجتماع النقيض مع نقيضه فكريا في هذه الخلطة”، وفق تعبيره.
ويرى مراقبون أنه يتعين التريث قبل الحكم عن خلفيات التحاق هؤلاء الأعضاء الجدد، شيعة وسلفيون، بحزب عُرف في أدبيات التداول السياسي المغربي بكونه حزب إداري، يقول الكثيرون إن وزير الداخلية الراحل، إدريس البصري، هو من أوصى بتأسيسه، ليأتي على رأسه “صديقه” محمود عرشان، عميد الأمن السابق.