مختارات من اغرب وأعجب الفتاوى
في هذه الفتاوى نلاحظ اولا: ان جميع هؤلاء الشيوخ يتحدثون بطريقة إطلاقية لا تقبل النقاش، وكأن ما يقولونه موحى به فعلا، ومقدس..وهو امر كما لا يخفى غير صحيح..
ثانيا: إظفاء تصور بأن كل شيء في الحياة، صغيرا كان او كبيرا، موجود سلفا، ويجب البحث عنه لاستخراج الحكم الشرعي له..وهو أمر يحول الدين من طابعه الروحاني الواسع المنفتح ولا لامحدود، إلى ما يشبه مؤسسة ثابتة ولها اقسامها وابوابها الموضوعة سلفا.
وكل ما على المؤمنين الدخول لفحص كل شيء يقمون به ومعرفة إن كان متوافقا مع “التعليمات” أم لا.
وما يعنيه ذلك من تحويل البشر الذين خلقهم رب العالمين ليتعارفوا إلى نسخة متكررة همها الوحيد تطبيق قوانين الشرع “حسب أقوال أولاء الشيوخ” بحذافيرها.
فتاوى عجيبة لا تفضح أصحابها !
ثالثا: المشكلة الأكبر ان فتاوى غريبة مثل هذه لا تضر علماء كهؤلاء مهما كانت غرابة أقوالهم..بالعكس يتسع صيتهم، انتشارا، ويبدأ النقاش معهم في إثبات صحة ما يقولونه أو العكس من المرويات المنثورة في عشرات كتب الفقه.
وهذا النقاش يمثل انتصارا لهم .لأنها الساحة المفضلة لهم وهي اللعبة اللغوية الوحيدة التي يجيدونها.
المفروض عدم مناقشة الامر أصلا، وإلا فما معنى ان تناقش “عالم” دين، حول جواز تعديل حاجبي المرأة، بل وتحويل رفع الشعر بين الحاجبين إلى قضية تستدعي النقاش الطويل وهل يجوز ذلك او لا يجوز!
أهذا هو الدين الذي أرسل من أجله مئات الرسل والأنبياء؟؟؟
والسؤال الأهم من كل ذلك: لماذا يسعى رجال دين كهؤلاء للتدخل في أبسط الأشياء وإصدار الفتاوى أو “الأوامر” والتصريح بجواز القيام بها من عدمه؟
نترك السؤال لأصدقائنا للإجابة عليه.