قالت مجلة “فورين أفريز” الأمريكية إن جماعة “أنصار الله” المعروفة بالحوثي بدأت تعاني انقسامات عميقة، ناقلة وصف أحد القياديين المنشقين عنها بأنهم “لصوص الله”، في ظل فشلهم في تأسيس الدولة التي وعدوا بها منذ بدء سيطرتهم على مدن اليمن.
وأشارت كاتبة التقرير، ميشيل غبريال، إلى أن الصراع الذي يخوضه الحوثيون مع قوات المقاومة الشعبية -مدعومة من التحالف العربي الذي تقوده السعودية- وتنظيم القاعدة وتنظيم الدولة أدى إلى انقسامات داخل حركة الحوثي ذاتها.
وتحدثت غبريال عن عدد من الانشقاقات داخل الجماعة، كان أبرزها انشقاق علي البخيتي، أحد كبار السياسيين الحوثيين السابقين، في أيلول/ سبتمبر، عبر سلسلة من منشورات “فيسبوك” تحت عنوان “لصوص الله”، بالإضافة لاعتراف علي العماد، العضو في الجنة الثورية للرقابة -التي ألقيت عليها مسؤولية سلسلة من انتهاكات حقوق الإنسان وسوء الإدارة، والأخطاء المنظمة في إدارة الدولة- بأخطاء مجموعته في عملية إدارة الدولة، ملقيا باللوم والأخطاء على “فصيل من المتشددين”، في حين ينتمي العماد إلى الفصيل الأكثر براجماتية داخل التنظيم.
أما عبده بشر، فقد غادر اللجنة الثورية العليا، وهي الهيئة الحاكمة الحوثية، التي تشكلت في شباط/ فبراير الماضي، متهما المجموعة بإنشاء هيئات غير قابلة للمساءلة، واتخاذها ستارا للحكم من ورائها، في حين كتب محمد المجالي، العضو السابق في اللجنة، على صفحته على “فيسبوك” أن “السلطة تقع في أيدي أناس لا نعرفهم، وليس بإمكاننا الوصول إليهم”.
وأشارت المجلة الأمريكية، التي يعتقد بتأثيرها في السياسة الخارجية الأمريكية، إلى أن القاعدة السكانية التي تدعم الحوثيين تتجادل الآن بشأن أي الطرفين أسوأ: الحوثيين أم السعوديين؟ موضحة أن الانشقاقات تضاعفت داخل الحركة المنقسمة بين جناحين: المحافظين المتشددين (أو ما يعرفون برجال المنبر) الذين يفضلون استخدام القوة، والبراجماتيين الذين يضغطون من أجل التوصل إلى تسوية سياسية، بحسب تعبيرها.
علي البخيتي يكشف اسباب استقالته من حركة انصار الله – تسجيل
مليشيا فشلت بأن تكون دولة
وتحدثت المجلة عن صعود الحوثيين من معقلهم في صعدة شمال البلاد، حتى تمكنوا، بدعم من عدة فصائل قبلية من السيطرة على العاصمة اليمنية صنعاء في أيلول/ سبتمبر من عام 2014، ثم وعدوا حال وصولهم إلى السلطة بمكافحة الفساد وإجراء إصلاحات جذرية تنهي عقودا طويلة من عدم المساواة بين المناطق والقبائل، بالإضافة لعدد من الإصلاحات الرمزية، مثل وعد زعيمهم الشاب عبد الملك الحوثي أمام الآلاف من مؤيديه بإنشاء حديقة لتحل محل ثكنات الجيش.
وتستدرك فورين أفيرز بالقول: “إلا أن الحوثيين فشلوا في النهاية في تحقيق الانتقال من كونهم رجال مليشيات إلى رجال دولة، إذ اندفع الحوثيون جنوبا من صنعاء إلى المناطق التي تسيطر عليها الأغلبية السنية”، مشيرة إلى أنهم “وتحت شعار مكافحة الإرهاب، نشروا بذور الطائفية، ودفعوا رجال القبائل السنية نحو التحالف مع تنظيم القاعدة؛ لكونها الجماعة السنية الوحيدة المنظمة والمسلحة القادرة على مواجهة الحوثيين الشيعة، مع حالة الفوضى المتزايدة في المدن التي حررها التحالف في الجنوب، وهو ما دفع الباحث اليمني حسين الوداعي للقول إنه “لا أحد يخدم الحوثيين مثل القاعدة.. ولا أحد يخدم القاعدة مثل الحوثيين، ملخصا الطريقة التي توظف بها كلا المجموعتين عداءها للأخرى في حشد التأييد الشعبي.
وأشارت المجلة الأمريكية إلى أنه “وبدلا من الحديقة التي وعدوا بها، استخدم الحوثيون ثكنات الجيش سجونا لاعتقال المعارضين”؛ إذ أوضح أحد المتعاطفين السابقين مع الحوثيين بقوله: “وجد الحوثيون أنفسهم في مواجهة أمواج شاقة، في حين أنهم لا يستطيعون السباحة” في وقت تحدث فيه بعض المؤيدين بإحباط عن ممارسات أشبه بروايات جورج أوريل عن الاستبداد وسيطرة الدولة، مثل تثبيت الموالين لهم في المؤسسات الحكومية لمراقبة الموظفين، إضافة إلى غياب الكفاءة في إدارة مؤسسات الدولة، والحملات الواسعة ضد المعارضين، وعمليات الخطف، والتعذيب، وإسكات وسائل الإعلام.
وتابعت المجلة بالقول: “أعدت الحكومة الحوثية قوائم سوداء شملت العشرات من موظفي الحكومة لمجرد وجود شكوك بأن لديهم صلات مع الإسلاميين، كما قامت بسجن المئات من قيادات الصف الأول والثاني لحزب الإصلاح الإسلامي، ولتأمين الإفراج عن هؤلاء المعتقلين، فقد كانوا يجبرون على الخروج على شاشة قناة المسيرة الفضائية الحوثية للتنديد بالهجوم الذي تقوده السعودية، أو يفرض عليهم التوقيع على أوراق تؤكد دعمهم للحوثيين”، مشيرة إلى اعتقال القيادي في التجمع اليمني للإصلاح محمد قحطان الذي طلب منه أن يتبرأ من الهجوم السعودي على شاشات التلفزيون، لكنه رفض، وفقا لتأكيدات نجله، في حين يبرر الحوثيون هذه الاعتقالات بالقول: “نحن في حالة حرب”.
وأضافت المجلة الصادرة عن “معهد الدراسات الخارجية” الأمريكي، أن “مليشيات الحوثي هاجموا بعنف المعارضين الآخرين أيضا، بالتحديد وسائل الإعلام والمثقفين، وقد قاموا بتفجير مئات المنازل لخصومهم في المدن والقرى اليمينة، كما قاموا باقتحام منازل عشرات الصحفيين والشباب وأساتذة الجامعات، وتعصيب عيونهم، واقتيادهم إلى مكان غير معلوم، بالإضافة لاقتحام عشرات المؤسسات الإعلامية وإغلاق مواقع الأخبار اليمنية الأكثر شعبية”.
واعتبرت المجلة أن “الإدارة الاقتصادية للحوثيين لا تقل سوءا عن إدارتهم لقضايا حقوق الإنسان”، إذ قال منتقدون إن الجماعة كانت وراء تحرير أسعار الوقود الشهر الماضي؛ بهدف توفير المزيد من الأموال لتمويل الحرب تاركة المستهلكين تحت رحمة تقلبات أسعار السوق، كما دعت المجموعة منذ فترة طويلة لمقاطعة المنتجات أمريكية الصنع، وسط تأكيدات لوسائل إعلام محلية أن الحوثيين استولوا على المصانع والمستودعات من الامتيازات الغربية، مثل كنتاكي فرايد تشيكن وباسكن روبنز، التي يديرها كبار رجال الأعمال مثل عائلة آل الأحمر، وبدلا من إغلاقها، غيروا الموظفين وتولوا هم عملية جمع العائدات، كما فرضوا ضرائب إضافية على الشركات، مبررين ذلك بأنها ضرائب مواجهة للمجهود الحربي.
المصدر عربي21 – عبيدة عامر
المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي أزاميل
علما انه مترجم من قبل جهة لا تتعاطف مع الحوثيين وتركز “إضافة على النص المترجم كما يبدو” على أنهم فاشلون وغير قادرين على بناء دولة على الرغم من إشارتها إلى أن اليمن كلها في حالة حرب مع جهات نجحت في بناء دولة مثل السعوديين وغيرهم، وتحاول قدر استطاعتها تدمير الحوثيين وعدم السماح لهم بالتقاط الأنفاس وتشكيل دولة..وهذا ليس دفاعا عن الحوثيين ولا هجوما على غيرهم إنما هي إشارة إلى تحيز ناشر المقال المسبق وافتقاده للتحليل الموضوعي النزيه والذي لا نعتقد ان الناشر الأصلي بالإنكليزية والمعروف برصانته قد غفل عنه.