طالب الرئيس الإيراني، حسن روحاني، خلال إلقائه خطابا في الأمم المتحدة، بتحقيق في حادث مقتل 769 حاجا في السعودية.
وأكد روحاني في خطابه على الحاجة إلى التحقيق “في أسباب هذه الحادثة وحوادث أخرى خلال موسم الحج لهذه السنة”.
ووصف روحاني الكارثة، التي لقي فيها قرابة 134 إيرانيا حتفهم، بأنها “تدمي القلب”.
وكرر وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، قبيل إجرائه مباحثات مع وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، في مقر الأمم المتحدة “الحاجة إلى معالجة الحادثة الكارثية في السعودية”.
واعتبر مفتي السعودية، الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، سلطات بلاده غير مسؤولة عن حادث تدافع الحجيج في مِنى.
وقال آل الشيخ إن الحادث وقع “قدر وقضاء”.
وجاءت تصريحات المفتي خلال لقائه مساء الجمعة مع الأمير محمد بن نايف، ولي العهد السعودي ورئيس اللجنة العليا للحج، وفقا لوكالة الأنباء السعودية الرسمية.
وقال المفتي السعودي لولي العهد الأمير بن نايف: “أنتم غير مسؤولين عما حصل.”
وأضاف: “الأمور التي لا يستطيع البشر (السيطرة) عليها فلا تلامون عليها، والقدر والقضاء إذا نفذ لا بد منه.”
وكانت السعودية ألمحت الجمعة إلى أن الحجاج، الذين تجاهلوا تعليمات السلامة، يتحملون جزءا من المسؤولية.
ويرى محللون أن استخدام روحاني قمة الأمم المتحدة المخصصة لمناقشة الأهداف الإنمائية للألفية وما بعد عام 2015 لإعادة التأكيد على غضب إيران من الكارثة التي حصلت في منى إشارة إلى أن إيران لا تنوي تخفيف نقدها للسعودية التي تتنافس معها على النفوذ في المنطقة.
محاكمة دولية
وقال المدعي العام الإيراني سيد رايزي يوم السبت إن إيران سوف تتخذ الإجراءات القانونية اللازمة للمطالبة بمحاكمة العائلة الملكية السعودية لما ارتكبته من “جرائم”، وذلك عبر قنوات التقاضي الدولية، وفقا لوكالة أنباء الطلبة الإيرانية “ايسنا”.
وتقول إيران إن ضحاياها يمثلون العدد الأكبر من الضحايا الأجانب لهذا الحادث المروع. ولا يزال أكثر من 340 إيرانيا في عداد المفقودين من بينهم سفير سابق لدى لبنان، بحسب تقارير إيرانية.
وطالب العاهل السعودى الملك سلمان بمراجعة منظومة الأمن والسلامة في الحرم المكي.
ويعد حادث التدافع الذي وقع الخميس، أسوأ حادث يقع خلال الحج منذ 25 سنة.
من جتهته، سارع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز بعد الاتهامات التي وجهت إلى المسؤولين عن إدارة موسم الحج للعام الحالي إلى إقالة الدكتور بندر بن حجار وزير الحج السعودي و5 من مسئولي الوزارة وجهاز الأمن، على خلفية حادث منى المفجع الذي تسبب في موجة انتقاد كبيرة للسعودية من قبل الصحافة الأجنبية.
وقال بيان ملكي، إن الملك سلمان أعفى أيضًا مدير الأمن العام الفريق عثمان المحرج من منصبه، وكذلك أعفى اللواء منصور التركي من منصبه، وأسامة بن فضل أمين بلدية منطقة مكة المكرمة من منصبه، وأيضًا قائد قوات الطوارئ الخاصة اللواء خالد بن قرار الحربي من منصبه، مبلغًا الجهات المختصة لاعتماده وتنفيذه.