أزاميل/ متابعة: أثارت محاولات الحكومة العراقيّة و”التحالف الوطني الحاكم” فيها، إشراك روسيا في التدخّل العسكري في العراق، غضب الولايات المتّحدة الأميركية، التي تلتزم مع بغداد باتفاقيّة أمنية استراتيجيّة، الأمر الذي دفعها إلى التدخّل ومنع بغداد من توقيع أيّ اتفاق عسكريٍّ مع موسكو لأن الاتفاقيّة الامنية مع العراق ملزمة له، فيما ذكر عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية الرعاقية حسن سالم، ان اميركا ما زالت تمارس ضغوطاً لمنع حكومة بغداد من التعامل مع الحلف الروسي الايراني.
وقال مصدر في التحالف الوطني، لـ”العربي الجديد”، إنّ “السفير الأميركي في بغداد ستيوارت جونز، والمبعوث الرئاسي الخاص للتحالف الدولي، الجنرال جون آلن، عقدا اجتماعا في بغداد مع رئيس الوزراء، حيدر العبادي، وبحثا معه آخر تطورات الملفين الأمني والسياسي في العراق”.
وطلب جونز وآلن من العبادي، “عدم إدخال روسيا عسكريّاً في العراق، وعدم توقيع أيّ اتفاق معها بهذا الشأن”، وفق المصدر الذي أكد أنّ “الجانب الأميركي أكّد أن الاتفاقيّة الامنية التي وقّعها العراق مع واشنطن، هي اتفاقية ملزمة له، ولا يمكن له خرقها وتجاوزها من خلال زجِّ قوى أخرى الى العراق”.
الجانب الأميركي أبلغ العبادي، بحسب المصدر، أنّ “هذه الخطوة، في حال أقدم عليها رئيس الوزراء، فستكون بداية لتمزيق العراق الى ثلاثة أقاليم، وبداية لحرب عراقيّة داخلية بين تلك الأقاليم، وسيتحمل العبادي وحده مسؤوليّة تلك النتائج”.
ولم يبد “العبادي اعتراضا على الرأي الأميركي، بل وعدهم بسحب الطلب العراقي المقدّم الى روسيا، وسيضغط على تحالفه الوطني للقبول بذلك”، طبقاً للمصدر.
من جهته، أوضح الخبير السياسي، فراس العيثاوي، لـ”العربي الجديد”، أنّ “واشنطن تستطيع منع العراق من أيّة خطوة يقدم عليها لا تقتنع هي بها، وهذا ما حدث فعلا بشأن التدخل العسكري الروسي”.
واضاف أنّ “منع واشنطن استعانة العراق بروسيا عسكريا وضع العبادي في حرج كبير”، مبيّنا أنّ “العبادي لا يستطيع أن يخسر واشنطن ولا التحالف الوطني، الذي سيرفض سحب الطلب”.
لكن سحب الطلب سيكلّف العبادي الكثير، من خلال خسارته تحالفه الوطني، الذي سيتمادى بمعارضة سياسات العبادي ومقاطعتها”، وفقاً للعيثاوي، الذي أشار كذلك إلى أن “كل التوجهات السياسيّة الحالية وتداعياتها لا تصب في صالح العبادي، وقد يكون هو الخاسر الوحيد فيها”.وشدد على أن “العبادي كرئيس للوزراء هو الجهة الوحيدة التي تمثل العراق، ويستطيع استخدام سلطته لسحب الطلب، وهو ما سيقدم عليه، خشية من سيناريو التقسيم والحرب الداخليّة العراقيّة، الذي لوّحت به واشنطن إليه”.
في غضون ذلك، دعا رئيس البرلمان العراقي، سليم الجبوري، “التحالف الدولي” إلى تكثيف جهوده في تحرير الأنبار.
وذكر بيان صحافي أصدره مكتب الجبوري أنّ الأخير “التقى آلن وجونز والقائد العسكري الأميركي، ماكفارلن، في مكتبه ببغداد، بحضور محافظ الأنبار، صهيب الراوي، ودعاهم الى التسريع وبذل جهود أكثر لتحرير الأنبار من سيطرة داعش”.
وأكّد الجبوري على ضرورة تكاتف كافة الجهود في مواجهة تنظيم داعش، وتوفير الإسناد والدعم لقوّات الأمن العراقيّة، وتحرير باقي مدن العراق.
وأكّد البيان أنّ “الجانبين بحثا وضع خطة لتحرير محافظة نينوى، مع الحفاظ على أرواح المدنيين في المحافظة”.
لجنة الأمن والدفاع النيابية:أميركا ما زالت تمارس ضغوطاً لمنع بغداد من التعامل مع الحلف الروسي الايراني
على الصعيد نفسه كشف عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية حسن سالم، الخميس،أميركا ما زالت تمارس ضغوطاً لمنع حكومة بغداد من التعامل مع الحلف الروسي الايراني واستخدام الطيران الروسي في ضرب أوكار عصابات داعش الارهابية
وقال سالم في تصريح لوكالة بغداد تايمز “في حال قدمت الحكومة العراقية طلبا رسميا الى روسيا بهذا الشأن، وحصلت موافقة الاخيرة على ذلك، فسيكون هنالك تنسيقا بين القوات المشتركة والطيران الروسي”، مبيناً أن “الحديث الان عن تحديد القواعد التي ستستخدمها روسيا لشن غارات على مواقع داعش سابق لأوانه”.
وتابع سالم “هنالك قواعد جوية في العراق من الممكن استخدامها في هذا الموضوع، مثل قاعدة البكر وغيرها من القواعد العسكرية”، مرجحا ان “يتم التنسيق حول القواعد العسكرية بين الجانبين”.