ازاميل/ وكالات: قال مصدر سعودي إن مسؤولين سعوديين أبلغوا نظراءهم الروس أن التدخل في سوريا ستكون له عواقب وخيمة، مؤكدا مواصلة السعودية لتدخلها في سورية وتعزيز ودعم المعارضة المعتدلة لنظام الأسد
جاء ذلك بعد ساعات من لقاء ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو،وسيؤدي إلى تصعيد الحرب هناك، وسيستحث متطرفين من أنحاء العالم على المشاركة فيها.
وأضاف المصدر أن السعودية ستواصل تعزيز ودعم المعارضة المعتدلة، مشيرا لمواقف عبر عنها وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان، ووزير الخارجية عادل الجبير خلال اجتماعات مع بوتين.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التقى كلا من ولي ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، وولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد، في لقاءات منفصلة، الأحد.
وتعد هذه اللقاءات أقوى محاولة من موسكو حتى الآن للتواصل مع أعداء رئيس النظام السوري بشار الأسد منذ انضمام روسيا للصراع، بتنفيذ غارات جوية.
يشار إلى أن تدخل روسيا في سوريا أغضب معارضي الأسد في المنطقة، وعلى رأسهم السعودية التي تقول إن الضربات الجوية الروسية تستهدف جماعات معارضة للأسد، وليس تنظيم الدولة فحسب، والذي تقول موسكو إنها تستهدفه.
وشارك في لقاء المسؤول السعودي، الذي جرى على هامش فعاليات سباق “فورمولا 1” في مدينة سوتشي، وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ونظيره السعودي عادل الجبير.
ويشغل الأمير محمد بن سلمان، وهو نجل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، منصب النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، ووزير الدفاع في المملكة، بالإضافة إلى منصبه وليا لولي العهد.
من جانبه، قال وزير الخارجية الروسي في أعقاب اللقاء، إن الرئيس بوتين وولي ولي العهد السعودي أكدا “تطابق أهداف موسكو والرياض فيما يتعلق بالأزمة السورية”.
وأكد لافروف، بحسب تلفزيون “روسيا اليوم”، أن المباحثات ركزت على مناقشة تطورات الأزمة السورية، وأن الطرفين بحثا خلالها المقترحات المتعلقة بتنفيذ “بيان جنيف” حول سوريا.
وأقر لافروف بأن السعودية لديها “مخاوف” بشأن أهداف روسيا، لكنه قال إنها لا تستهدف إلا “المتطرفين”، بما في ذلك تنظيم الدولة وجبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة.
وأثرت الضربات الجوية الروسية على تحسن محدود في العلاقات بين البلدين في وقت سابق من العام الحالي، بهدف تهدئة التوتر بشأن سوريا والعلاقات مع إيران خصم السعودية في المنطقة.
وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إن الرياض عبرت عن مخاوفها من أن تعد هذه العمليات تحالفا بين إيران وروسيا، ولكن خلال الحوار أوضح “الأصدقاء” الروس للسعودية أن الهدف الرئيسي هو محاربة تنظيم الدولة والإرهاب.
وأضاف أن السعودية “تسعى لإيجاد أرضية مشتركة مع روسيا للحفاظ على وحدة الدولة السورية”.
وقال الجبير إن السعودية تريد تحسين العلاقات مع روسيا، لكنه أشار إلى “مخاوف الرياض” بشأن سياسة روسيا تجاه الملف السوري.
وأضاف أن السعودية “تسعى لإيجاد أرضية مشتركة مع روسيا للحفاظ على وحدة الدولة السورية”، في المحادثات التي تأتي بعد نحو أسبوعين من بدء موسكو حملة قصف على جماعات مسلحة في سوريا.
وأكد أن الرياض لديها “بعض القلق إزاء العملية العسكرية الروسية في سوريا”، موضحا أن المملكة تسعى لـ”حكومة انتقالية في سوريا تؤدي في النهاية إلى رحيل (الرئيس السوري بشار) الأسد”.
وذكر لافروف أن بوتين أعرب لولي ولي العهد السعودي عن تفهم روسيا لقلق الرياض إزاء الوضع في سوريا، مؤكدا موقف موسكو الرافض لإمكانية إقامة “خلافة إرهابية” في سوريا، وفق تعبيره.
يشار إلى أن موقف السعودية من التدخل الروسي واضح، حيث إنها تشارك في التصدي له مع تركيا وقطر.
بوتين يلتقي الشيخ محمد بن زايد
وفي وقت سابق الأحد، التقى الرئيس الروسي ولي عهد أبوظبي، الشيخ محمد بن زايد، في مدينة سوتشي أيضا، وتناول اللقاء “التطورات في الشرق الأوسط، خاصةً في ضوء الجهود الروسية والإماراتية”.
واقترح الرئيس بوتين، خلال اللقاء، “تبادل الآراء حول حالة الأمور في منطقة الشرق الأوسط، لا سيما في سوريا وتركيا، من زاوية ضرورة مكافحة الإرهاب في شتى تجلياته، بحسب ما نقلت وكالة “سبوتينك” الرسمية.
وبحسب وكالة الأنباء الإماراتية (وام)، فإنه تم خلال اللقاء استعراض الأوضاع في اليمن وخطط التحالف العربي في إعادة الاستقرار للشعب والحكومة اليمنية، وفق قرارات مجلس الأمن الدولي.
وقالت إن بن زايد تبادل مع بوتين وجهات النظر والآراء حول مجمل التطورات والأحداث الأخرى والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
وحضر اللقاء نائب الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن الوطني علي محمد حماد الشامسي، ورئيس جهاز الشؤون التنفيذية خلدون خليفة المبارك، وسفير الدولة لدى روسيا الاتحادية، عمر سيف غباش.
وحضر اللقاء من الجانب الروسي وزير الخارجية سيرغي لافروف، ومساعد الرئيس الروسي للشؤون الخارجية يوري أوشاكوف، ووزير التجارة والصناعة دينيس مانتروف، وعدد من المسؤولين الآخرين.
يذكر أن هذا هو اللقاء الثاني الذي يجمع بوتين بولي عهد أبو ظبي خلال شهرين، حيث سبق أن التقيا في العاصمة الروسية موسكو يوم 24 آب/ أغسطس الماضي.
ولم يعرف بعد ما إذا كان سيعقد اجتماع ثلاثي يضم القادة الثلاثة أم لا.
يذكر ان اللقاءين وفق مراقبين توصلا لاتفاق من خمس نقاط، هي “ضرب الإرهاب، وحل سياسي في سوريا، وإشراك المعارضة السنية بقوة في حكومة وحدة وطنية، إضافة إلى إحداث توازن روسي بين إيران ودول الخليج والسعودية بضمانة من الرئيس بوتين وروسيا، وتعزيز العلاقات بين دول الخليج وروسيا بشكل يجعل روسيا شريكا للخليج”.
واتفقت الأطراف على أن تضمن روسيا أمن الخليج، وأن تمنع إيران من أي عمل عدائي ضد الخليج، إضافة إلى إنشاء تعاون أمني بين دول الخليج والسعودية من جهة وروسيا من جهة أخرى، لتبادل معلومات حول الإرهاب والمنظمات الإرهابية، والتنسيق بين المخابرات الروسية والخليج لقمع الخلايا الإرهابية سواء في الخليج، أو في روسيا أو في أي نقطة في العالم.
يشار إلى ان الضربات الروسية الجوية في سوريا أحثت تغييرا شاملا في الموازنات السياسية في المنطقة، وغيرت قواعد اللعبة في سوريا والعراق والمنطقة عموما بشكل جذري وخطير، نظرا لاختلاف الأهداف الروسية الكامل مع بقية الأطراف المعادية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.