أدى نشر فيديو يظهر فيه اعتداء مراهقين مغاربة على فتاة ضمن ما يعرف باحتفالات عاشوراء في المغرب، عبر رشها بالماء ورشقها بالبيض ومساحيق بيضاء ربما كانت طحينا، بالإضافة إلى جرها من غطاء رأسها وصفعها حالة من التنديد الشديد في المغرب.
والتقط الفيديو في حي شعبي في مدينة الدار البيضاء، وكان واضحا ان المراهقين كانوا بانتظار الفتاة ليفاجئوها بما قاموا به، ليتدخل بعدها شاب لنهيهم عن ذلك، قد يكون احد المشتركين في “المصيدة” ووجد انها زادت عن حدها.
وبعدها ظهر الشباب في فيديو آخر أسموه “سامح الله أصحاب الفتنة”، مع الفتاة نفسها، قالوا انهم كانوا يمزحون معها، وأنها واحدة من بنات حيهم، فيما أكدت الفتاة أن الشباب كانوا يمزحون معها فقط ، وإنهم مثل إخوتها، نافية تقديم شكوى ضدهم.
ويحتفل المغاربة بيوم العاشوراء عبر سكب الماء على بعضهم البعض في إطار المرح والدعابة، غير أن بعض السلوكيات الغريبة طرأت على هذه الاحتفالات، ومن ذلك رشق الفتيات بالبيض.
https://youtu.be/rPwRLeA_Q6E
ووفقا لتقرير “شينخوا” المنشور في 2010 دأب المغاربة خلال احتفالهم بيوم عاشوراء الذي يصادف يوم عاشر محرم، على إحياء تقاليد وعادات، ذات طبيعة احتفالية، من أبرز مظهراتها اقتناء الفواكه الجافة، وشراء اللعب للأطفال، وإيقاد النيران والتراشق بالماء.
وتبدأ استعدادات المغاربة لتخليد يوم عاشوراء بحلول شهر محرم، أول أشهر السنة الهجرية، حيث تنتشر محلات بيع الفواكه الجافة “تين وتمر وجوز وحمص وحلوى …” ولعب الأطفال ” مسدسات مائية وأواني وتعاريج ودمى …”و التي يؤدي إقبال الناس عليها إلى خلق رواج تجاري مؤقت، ما يلبث أن يخفق بانتهاء مظاهر الاحتفال.
https://youtu.be/d6df622dyfw
وخلال ليلة العاشر من محرم يقوم الأطفال باضرام النيران في الأخشاب وأغصان الاشجار التي جمعوها، ثم يلفون حولها مرددين بمعية الفتيان والنساء أهازيج خاصة بهذه المناسبة،مرفوقة بالضرب على الدفوف والتعاريج، لكن هناك من النساء من يستغلن الفرصة بدافع الجهل لممارسة أعمال الشعوذة والسحر.
وتظهر خلال عاشوراء شخصية “بابا عيشور” الاسطورية، تتغنى بها الفتيات وهن ينقرن على تعاريجهن مرددات عبارة ” عيشوري عيشوري دليت عليك شعوري”، كما يقلن “بابا عيشور ما علينا لحكام أللا .. عيد
الميلود تحكموا الرجال أللا” في إشارة إلى تخلصهن من “سلطة الرجل” إلى حين حلول عيد المولد النبوي الشريف “لاستعادة الرجال لهذه السلطة”.
وفي صبيحة اليوم الموالي، يشرع الأطفال والشبان في رش بعضهم البعض بالمياه في مهرجان مائي يطلق عليه المغاربة “التزمزيمة” التي تستمر طيلة اليوم، حيث تتحول إلى مطاردات في الدروب والأزقة، قد تنتهي بمشاجرات ناهيك عما تتسبب فيه من تبذير لهذه المادة الحيوية.
وعندما يسدل الليل ستاره، تجتمع الأسر حول وجبة الكسكس المعدة بالخضار وقطع اللحم المجفف المتبقي من عيد الأضحى، وتناول الفواكه الجافة ضمن سمر ليلي لا يخلو من متعة.
وتقول (ح خ) وهي ربة بيت في تصريح لوكالة أنباء (شينخوا) إنها تحرص على الاحتفاظ بقطع لحم، من ضمنها ذنب أضحية العيد، التي يتم تجفيفها تحت حرارة الشمس لاستخدامها في تحضير وجبة الكسكس التي لا تستقيم هذه المناسبة بدونها.
وتضيف ” أذهب أيضا خلال هذه المناسبة رفقة بناتي الثلاثة الى الحمام ، ونزين أيادينا بالحناء ونرتدي أزياءنا التقليدية”.
وتشكل عاشوراء ايضا مناسبة لغالبية المغاربة للتعبد والصيام وإخراج الزكاة وتوزيعها على الفقراء والمحتاجين في ما يعرف ب”العشور”.
في هذه المناسبة يجتمع شمل العائلة والاحباب ونصل الرحم في ما بيننا، كما ان اغلب الناس وخاصة التجار يقومون بجمع حساباتهم السنوية من اجل اخراج الزكاة التي هي عبارة عن عشر الارباح”.
ويظل الاحتفال بعاشوراء في المغرب مميزا بمظاهر اجتماعية موروثة تطبعها الاحتفالية، وتدخل البهجة والسرور إلى قلوب الأطفال والكبار.