عبدالستار رجل من باكستان ينادوه في بلدتة ابو اليتامى انقذ20 الف لقيط ورعى 50 الف يتيم ما اجمل الإنسان في عمل الخير
لا يعرف الكثيرون ان صاحب جمعية ‘إيدهي’ الخيرية الباكستانية التي تملك أكبر عدد من سيارات الإسعاف في العالم (600 سيارة و3 طائرات) قد بدأ حياته العملية بمهنة التسول قبل أن ينخرط في العمل في مجال توفير الخدمات الإنسانية المجانية. وكانت خدمة سيارات الإسعاف البداية ، ومن ثم توسعت لتشمل إقامة دار للأيتام والأطفال غير الشرعيين، في بلد يبلغ عدد سكانه 164 مليون نسمه.
ومن الصعب أن يتخيل المرء عالم اليوم دون سيارة للإسعاف خاصة في بلد مثلِ باكستان الذي يشهد تصاعدا في عمليات العنف ، الامر الذي جعله يحتاج إلى خدمات إضافية خاصة غير حكومية . وأحد النشطاء في هذه الخدمة في باكستان بدأت حكايتة بمهنة التسول لتنتهي بأكبر أسطول لسيارات الإسعاف الخاص في العالم.
وبدأت مهمة عبد الستار إيدهي في أحد أزقة مدينة كراتشي العريقة ، حيث عمل في البداية في توفير خدمات إنسانية متنوعة مجانية لأهالي المدينة ولم تمر سنوات إلا وعمت هذه الخدمات أرجاء باكستان. وكانت زوجته الملهمة والمشجعة له ، وقد لعبت دورا حيويا في نجاح مهمة هذا الرجل الإنسانية.
والثقة هي الكنز الذي يملكه أصحاب هذه المؤسسة الانسانية ، فخدمة إسعاف’ إيدهي’ أول من يصل إلى مكان الحدث خاصة تلك التي تخلفها الهجمات الانتحارية والتفجيرية التي غالبا ما تشهدها المدن الباكستانية في الاونة الاخيرة . ولكن ليست الصورة بهذه السلاسة ، فالخدمة تواجه بعقبات عديدة من منافسين في المجال ذاته
وكانت خدمة سيارات الإسعاف البداية بالنسبة لـ اِيدهي ، ومن ثم توسعت لتشمل إقامة دار للأيتام والأطفال غير الشرعيين. وخدمات إيدهي تجاوزت الحدود الباكستانية حيث كان لها حضورها الفعال في لبنان إبان الحرب الإسرائيلية عليه عام 2006.
لقد تعدت سمعة هذه المؤسسة باكستان لتصل أعمالها المتنوعة إلى المجتمع الدولي، الأعمال التي كانت كافية لتسجيلها في موسوعة غينيس العالمية لمرتين عامي 2000 و2003، ورشح عام 2011 لجائزة نوبل للسلام. السيد عبد الستار أيدهي من مواليد بانتون بالهند وهاجر مع أسرته الى باكستان ، ولقد بدأ حياته في مجال الأعمال الإنسانية في 1954 عندما اقتنى أول سيارة إسعاف . ومنذ تلك البداية المتواضعة تمكن من إقامة مؤسسة تطوعية بالكامل لمساعدة الفقراء والمحتاجين. ولمؤسسته حالياً (300) مركز للطوارئ منتشرة في كل أرجاء باكستان، (600) سيارة إسعاف وبهذا فهي أكبر مؤسسة إسعافية في العالم ، وثلاث طائرات إسعاف . ويدير المؤسسة بمساعدة زوجته بلقيس . ويوجد مراكز لأدهي في (13) دولة . وعبد الستار إدهي رجل يحب البشر، صاحب رؤى مثالية ، وأمضى حياته في تخفيف المعاناة عن ملايين الباكستانيين.
وفي موقع آخر روى قصة ابو الايتام بطريقة أخرى وجاء فيها
ترك الشاب عبد الستار إيدهي تجارة الأقمشة ليخدم أمه المصابة بالشلل، وليوفر لها ما تحتاج إليه من التنظيف والاستحمام وتغيير الملابس وغيرها. وبعد معاناة دامت سنوات عديدة، توفيت والدة إيدهي وعمره آنذاك 19 عاماً، غير أن خدمة الوالدة علمت الشاب عبد الستار إيدهي الكثير، وولدت لديه روح التضامن مع الآخرين، ولا سيما الفقراء والمساكين. ومنذ لحظة وفاة الوالدة بات الشاب يفكر في إنشاء مشروع خيري، يساعد من خلاله المرضى والمعانين.
ولد عبد الستار إيدهي في قرية بنتوا بمدينة كجرات الهندية، وانتقل مع أسرته إلى مدينة كراتشي بعد انفصال باكستان عن الهند عام 1947. لم يكمل إيدهي الثانوية بسبب الظروف المحيطة به، وتوجه إلى تجارة الأقشمة كبائع متجول، غير أنه اضطر إلى ترك العمل بعد إصابة والدته بمرض الشلل والسكري وغيرهما من الأمراض البدنية والنفسية.
خدم الشاب إيدهي الوالدة سنوات عديدة، وقرر في أعقاب وفاتها أن يكرس حياته لخدمة الفقراء والمحتاجين، وهو ما أشار إليه إيدهي في مذكرات حياته، التي نشرت عام 1996، قائلاً "لقد أجبرتني معاناة الوالدة على التفكير بالذين يعانون وليس حولهم أحد يعينهم".
أطلق إيدهي خدماته الإنسانية والإغاثية عام 1951 بصورة بسيطة جداً، من خلال إنشاء مستوصف صغير قرب منزله في مدينة كراتشي يعالج فيه المرضى، كما اشترى لاحقاً سيارة إسعاف ينقل فيها المرضى إلى المستشفيات.
وبعد سنوات، تمكّن إيدهي بمساعدة بعض زملائه من إنشاء مؤسسة خيرية سماها "إيدهي ترست"، وكان الهدف في البداية توفير الإسعاف العاجل والخدمات الطبية لفقراء المجتمع الباكستاني، ولكن بمرورالأيام وبفضل قيادة قوية ومتكاملة لعبدالستار إيدهي، وثقة الشعب الباكستاني، توسعت رقعة خدماته لتشمل إقامة العشرات من دور الأيتام ودور تأهيل متعاطي المخدرات وغيرها من الخدمات الإنسانية. غير أن شبكة سيارات الإسعاف، التي وصل عددها إلى نحو ألف سيارة، من أبرز ما تقدمه المؤسسة للشعب الباكستاني، وهي تعد أكبر مؤسسة إسعافية في العالم. كما تملك المؤسسة ثلاث مروحيات للإسعاف، تستخدمها أثناء الكوارث والأزمات التي تشهدها باكستان بين حين وآخر، كالزلزال المدمر عام 2005، وكالفيضانات الجارفة التي تعرضت لها مناطق واسعة خلال العقد الماضي. بلقيس، زوجة عبد الستار إيدهي، التي بدأت عملها ممرضة في مستوصف إيدهي وتزوج بها إيدهي لاحقاً في عام 1965، هي المشجعة الرئيسية لزوجها على مواصلة أعماله الإنسانية، كما أنها كرست حياتها لخدمة الفقراء على غرار شريك حياتها. كما لعبت دوراً حيوياً في تطوير أعمال إيدهي الإنسانية والإغاثية التي تجاوزت الحدود الباكستانية، حيث كان لها حضور قوي في لبنان إبان العدوان الإسرائيلي عام 2006، كما وصلت خدمات إيدهي إلى أفغانستان وبنغلاديش.
حالياً تدير المؤسسة نحو ثلاثمئة وثلاثين مركزاً للطوارئ، منتشرة في كل ربوع البلاد، ويعمل فيها نحو ألفي موظف، بينهم 500 امرأة. وامتدت خدمات مؤسسة إيدهي الخيرية للعناية بكل أطياف المجتمع الباكستاني، ولم تترك باباً من أبواب الخير إلا طرقته، فبعد أن قررت الحكومة الباكستانية القضاء على ظاهرة التسول، قرر إيدهي إنشاء دور تأهيل للمتسولين يتم خلالها رعاية المتسولين، كما تقيم المؤسسة عشرات من الموائد المجانية في كافة أرجاء البلاد للفقراء والعاطلين عن العمل.
بلقيس، زوجة عبد الستار إيدهي، التي بدأت عملها ممرضة في مستوصف إيدهي وتزوج بها إيدهي لاحقاً في عام 1965، هي المشجعة الرئيسية لزوجها على مواصلة أعماله الإنسانية، كما أنها كرست حياتها لخدمة الفقراء على غرار شريك حياتها. كما لعبت دوراً حيوياً في تطوير أعمال إيدهي الإنسانية والإغاثية التي تجاوزت الحدود الباكستانية، حيث كان لها حضور قوي في لبنان إبان العدوان الإسرائيلي عام 2006، كما وصلت خدمات إيدهي إلى أفغانستان وبنغلاديش. بلقيس، الملقبة في باكستان بالشقيقة الكبرى (باجي)، تساعد زوجها في إدارة المؤسسة، كما تقوم برعاية آلاف الأطفال غير المرغوبين من قبل ذويهم بسبب الإعاقات الجسدية أو الذهنية. ناهيك عن إقامة مراكز خاصة للرعاية الاجتماعية للمسنات في عدد من المدن الباكستانية.
وفي كثير من الأحيان يبيت الزوجان في مراكز إيدهي للإشراف على الأعمال الخيرية. ويعيش الزوجان عيشة متواضعة للغاية، كما يشرح أنور الكاظمي، السكرتير الخاص لعبد الستار إيدهي، إذ يقول "لم أر إنساناً مثله، فهو فقير يعيش مثل الفقراء رغم شهرته العالمية، ويواصل أعماله رغم مشاكله الصحية".