تعرف على سيرة محمد فتح الله كولن الذي اتهمه أردوغان بالتحريض على الإنقلاب في تركيا

من هو فتح الله غولن الذي نسب الإنقلاب الى جماعته؟
كانت بداية تأسيس حركة “كولن” عام 1990، ووجدت هذه الحركة صداها في تركيا ثم ‏خارجها.
وصلت هذه الحركة إلى ذروتها في الاجتماع الذي تم عقده في الفاتيكان بين فتح الله وبين ‏البابا إثر دعوة البابا لـه، لقد آمن بأن العالم أصبح بعد تقدم وسائل الاتصالات، قرية عالمية.
لبنان الجديد-

Advertisements
Advertisements

“محمد فتح الله” أو “فتح الله جولان” أو “فتح الله غولان” ولد في 27 أبريل 1941 في قرية صغيرة تابعة لقضاء حسن قلعة ‏المرتبطة بمحافظة أرضروم، وهي قرية كوروجك ونشأ في عائلة متدينة.
كان والده رامز أفندي شخصًا ‏مشهودًا لـه بالعلم والأدب، وكانت والدته “رفيعة خانم” سيدة معروفة بتدينها، ‏وقامت بتعليم القرآن لابنها محمد ولما يتجاوز بعد الرابعة من عمره.
كان بيت والده مضيفًا لجميع العلماء والمتصوفين المعروفين في تلك المنطقة؛ لذا تعود فتح الله مُجالسة ‏الكبار والاستماع إلى أحاديثهم، وقام والده بتعليمه اللغة العربية والفارسية.
درس في المدرسة الدينية في طفولته، وكان يتردد إلى “التكية” أيضًا، وتلقى تربية روحية إلى ‏جانب العلوم الدينية التي بدأ يتلقاها أيضًا من علماء معروفين من أبرزهم عثمان بكتاش الذي كان من ‏فقهاء عهده، حيث درس عليه النحو والبلاغة والفقه وأصول الفقه والعقائد. ولم يهمل دراسة العلوم الوضعية ‏والفلسفة أيضاً.
تعرف أثناء دراسته إلى رسائل حركة  “النور” وتأثر بها كثيراً، فقد كانت حركة شاملة بدأها وقادها بديع الزمان سعيد النورسي مؤلف رسائل النور.‏
وبتقدمه في العمر ازدادت مطالعاته وتنوعت ثقافته وتوسعت فاطلع على الثقافة الغربية وأفكارها وفلسفاتها ‏وعلى الفلسفة الشرقية أيضاً وتابع قراءة العلوم الوضعية كالفيزياء والكيمياء وعلم الفلك وعلم الأحياء.
عيّن إماماً في جامع أُوجْ شرفلي في مدينة أدرنة، وهو في العشرين من عمره، حيث ‏قضى فيها مدة سنتين ونصف سنة في جو من الزهد ورياضة النفس، وقرر المبيت في الجامع وعدم الخروج إلى ‏الشارع إلا لضرورة.‏
بدايته الدعوية
بدأ عمله الدعوي في أزمير في جامع “كستانه بازاري” في مدرسة تحفيظ القرآن التابعة للجامع، ثم عمل ‏واعظاً متجولاً، بعمل الندوات والمجالس واللقاءات الخاصة التي يجيب فيها على الأسئلة التي تجول في أذهان الناس ‏والشباب خاصة.
تدشين أول حركة إسلامية
فكر كولن في عمل منبر أسماه “بندر” لإجراء حوار بين كافة المفكرين باختلاف انتماءاتهم الفكرية من أجل تقريب الرؤى والأفكار والخروج من حالة الاختلاف والتشرذم التي وصل إليها الشعب التركي؛ خاصة بعد قيام نجم الدين أربكان بتأسيس حزب الرفاه، مما أدى الاختلاف في الرأي ما بين مؤيد ومعارض.
وتم تأسيس المنبر على يد بعض أفراد الجماعة وبدأ مدعووه يطرحون كل الإشكاليات المرتبطة بالدين والسياسة والدولة بكل حرية واحتدم السجال والنقاش لتشكيل رؤى موحدة على أساس ديمقراطي وليبرالي، وأصبح القادة الإسلاميون الجدد يؤكدون على أنهم خلعوا لباس أربكان في اتجاه خلق خطاب سياسي جديد.
وكانت بداية تأسيس حركة “كولن” عام 1990، ووجدت هذه الحركة صداها في تركيا ثم ‏خارجها.
وصلت هذه الحركة إلى ذروتها في الاجتماع الذي تم عقده في الفاتيكان بين فتح الله وبين ‏البابا إثر دعوة البابا لـه، لقد آمن بأن العالم أصبح بعد تقدم وسائل الاتصالات، قرية عالمية.
أُطلق عليها اسم “حركة كولن”، وهي حركة تمتلك مدارس عدة داخل تركيا وخارجها، ولها صحفها ومجلاتها وتلفزيوناتها الخاصة، وشركات خاصة وأعمال تجارية ومؤسسات خيرية، وامتد نشاطها إلى إقامة مراكز ثقافية خاصة بها في عدد كبير من دول العالم، وإقامة مؤتمرات سنوية في بريطانيا والاتحاد الأوروبي وأمريكا، بالتعاون مع كبريات الجامعات العالمية.
تميزت الحركة بأنها تلقى ترحيبا كبيرا من الغرب، إذ تعتبر هي “النموذج” الذي ينبغي أن يحتذى به بسبب “انفتاحها” على العالم، وخطابها الفكري.
ازدهرت حركة فتح الله كولن في إطار انتعاش الحركات والطرق الدينية في تركيا في الثمانينيات من القرن الماضي متأثرة بـ”طريقة النور”، التي أسسها الصوفي الكردي سعيد النورسي “1873- 1960”.
كولن وأربكان
اختلفت نظرة كل من “كولن” و”أربكان” في نقطتين أساسيتين:
الأولى:
يرى نجم الدين أربكان أن أمريكا هي العدو للعالم الإسلامي بسبب تحكم “الصهيونية العالمية” في صنع القرار فيها، أما “كولن” فيرى أن أمريكا والغرب عموما قوى عالمية يجب التعاون معها.
الثانية:
يرى أربكان ضرورة الوحدة بين العالم الإسلامي، وهي الأفكار التي بلورها عمليا في تأسيسه مجموعة الثماني الإسلامية، أما كولن فإنه لا ينظر إلى العالم العربي وإيران بوصفهما المجال الحيوي لتركيا، بل يعتبر القوقاز وجمهوريات آسيا الوسطى والبلقان هم المجال الحيوي لتركيا، فهذه البلدان تضم أقليات تركية مهمة، وهو يرى أنه إذا كان لتركيا يوما ما أن تعود لمكانتها بوصفها واحدة من أهم دول العالم، كما كانت خلال الدولة العثمانية، فلا بد من نفوذ قوي لها وسط الأتراك في كل مكان في العالم.
اتسم كولن بالبراجماتية والذكاء حيث إنه لا يستخدم تعبير “القيادة التركية” في المنطقة، كما لا يدعو إلى استقلال الأقليات التركية في وسط آسيا، ولا تمارس جماعته أنشطة تعليمية في البلاد التي يمكن أن تتعرض فيها الأقلية التركية لمشاكل من قبل النظم الحاكمة مثل الصين وروسيا واليونان، كما أنه لا يفضل تطبيق الشريعة في تركيا، ويقول في هذا الصدد: “إن الغالبية العظمى من قواعد الشريعة تتعلق بالحياة الخاصة للناس، فيما الأقلية منها تتعلق بإدارة الدولة وشؤونها”، وإنه “لا داعي لتطبيق أحكام الشريعة في الشأن العام”.
مدى قوة حركة كولن
تعدّ حركة كولن على المستوى الدولي حركة مجتمع مدني قادرة على الشروع في مناقشات واتخاذ مواقف، وتحظى هذه الحركة خاصة في الولايات المتَّحدة الأمريكية بسمعة حسنة إلى حد ما، وذلك لأنَّها تعتبر هناك بمثابة تيار إصلاحي داخل الإسلام يدعو إلى التعليم العلماني والتعاون مع الكنائس وكذلك إلى الحوار بين الأديان. ولكنها لا تملك في الخارج أية سلطة سياسية، بينما في تركيا خلقت نخبة تربوية وتعليمية من المحافظين الجدد.

العلاقة بين أردوغان وكولن من التوافق للعداء

البداية
يعتقد كولن أن الديمقراطية هي أفضل حل؛ ولهذا يكن عداء للأنظمة الشمولية في العالم الإسلامي، ويرى مراقبون أنه بالرغم من أن أربكان ينظر إليه بوصفه أستاذا لأردوغان، فإن تجربة حزب العدالة والتنمية في الحكم تشير إلى أن كولن هو أستاذ أردوغان الحقيقي.
بدأت الصراعات بين كولن والسلطات التركية حيث غادر الأول إلى أمريكا دون أسباب معلنة، وفي 18 يونيو 1999 تحدث في التلفزيون التركي، وقال كلاما اعتبره البعض انتقادا ضمنيا لمؤسسات الدولة التركية، وبعد ذلك بدأ المدعي العام للدولة تحقيقا في تصريحات كولن، وساعتها تدخل رئيس الوزراء التركي آنذاك بولنت أجاويد ودعا الدولة إلى معالجة الأمر بهدوء، بدلا من فتح الموضوع للنقاش على المحطات التلفزيونية التركية، كما دافع عن كولن وعن مؤسساته التعليمية وقال: “مدارسه تنشر الثقافة التركية حول العالم، وتعرف تركيا بالعالم، مدارسه تخضع لإشراف متواصل من السلطات”.
بعد ذلك اعتذر كولن علانية عن تصريحاته، إلا أن بعض العلمانيين ظلوا متشككين في أهدافه، ولاحقا وجهت له اتهامات بمحاولة تحقيق مكاسب سياسية على حساب مؤسسات الدولة بما في ذلك الجيش.
تحريضه ضد النظام
بعد تلك الأزمة حدثت أزمة لقطة الفيديو الشهيرة التي بثت على اليوتيوب وظهر فيها كولن وهو يقول لعدد من أنصاره أنه سيتحرك ببطء من أجل تغيير طبيعة النظام التركي من نظام علماني إلى نظام إسلامي، كما تحدث عن نشر الثقافة التركية في أوزبكستان، مما أثار موجه غضب في الجيش التركي وباقي المؤسسات العلمانية في البلاد.
كما أدى إلى أزمة دبلوماسية بين تركيا وأوزبكستان دفعت بولند أجاويد للتدخل مجددا في محاولة لحلها.
وقال أجاويد آنذاك: “الرئيس الأوزبكستاني لديه مخاوف غير مبررة تتعلق بتركيا، وإن تركيا لا تتدخل في الشئون الداخلية لأوزبكستان، لا يمكن أن نسمح بالإساءة إلى العلاقات بين البلدين بسبب مخاوف غير ضرورية”، لكن أوزبكستان قررت إغلاق عدد من المدارس التابعة لكولن، ويبدو أنه خلال هذا الوقت كانت المؤسسة العلمانية في تركيا بدأت هي أيضا تستشعر قلقا متزايدا من كولن ومؤسساته التعليمية، فأصدرت هيئة التعليم العالي في تركيا قرارا يقضي بعدم الاعتراف بالشهادات العلمية التي تعطيها مدارس كولن، لكن هذا القرار كان مؤقتا.

موقفه من القضايا التركية
قدم كولن آراءه حول القضايا التركية، بدءاً من تحقيقات الفساد والرشوة وتبييض الأموال، وانتهاءً إلى القضية الكردية، ومن حادثة “ماوي مرمرة”- حيث اعتدت إسرائيل على هذه السفينة- إلى توقعاته المستقبلية، وذلك في مقابلة تليفزيونية أجرتها هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، حيث قال فيما يتعلق بقضية الفساد الكبرى التي تمّ الكشف عنها في أول العام الجاري: “لا يشك أحد في وجود فضيحة فساد أبداً، بل هذا أمر أجمع عليه الرأي العام في تركيا؛ لذلك ليس بمقدور أحد تغيير هذه الحقيقة والتستّر عليها”، وتطرق كولن إلى حركة التصفية والنفي والتشريد الشاملة في صفوف الكوادر القضائية والأمنية والشرطية، وأكّد أن البعض يسعون لتقديم الجهود الرامية إلى كشف الغطاء عن أعمال الفساد في البلاد وكأنها “جريمة”؛ لذلك لجئوا إلى الإيهام بوجود “دولة موازية” داخل الدولة؛ بسبب استيائهم من عمليات الفساد الجارية، مع غضّ البصر عن جميع ممارسات الفساد والرشاوى والانتهاكات القانونية في العطاءات الرسمية ومحاولة التستّر عليها وتقديم كل ذلك للرأي العام وكأنه أمر اعتيادي.

انقلابه على أردوغان
استشعرت الجماعة خطر انقلاب “أردوغان” عليها، خاصة بعد قيامه بتأميم التعليم وانهاء “استقلالية” المدارس الخاصة التي كانت تمثل بالنسبة للجماعة “رئة” للنفوذ والحركة، وبعد أن استطاع خلال 11 عاما قضاها في الحكم وفي بلدية إسطنبول أن يقنع الشعب التركي بما حققه من إنجازات اقتصادية وعلى رأسها مكافحة الفساد وما حققه أيضا على صعيد المصالحة مع الحزب الكردستاني.. ولاحقا مع الأرمن.
كولن له تصريحات عديدة يهاجم فيها سياسية حزب العدالة والتنمية برئاسة رجب طيب أردوغان، حيث قال: “إن حزب العدالة والتنمية التركي” وعد بدفع المسيرة الديمقراطية إلى الأمام، وبناء دولة القانون حين أتى أول مرة إلى الحكم، إلا أنه بعد الانتخابات البرلمانية سنة 2011 غير مجرى سيره نحو إقامة “دولة الرجل الواحد” وبالتالي ابتعد عن ذاته، وأضاف كولن بأن الناخبين من حركة الخدمة، قد “دعموا الحزب الحاكم في البداية إلا أنهم بعد ظهور هذا التغيير الملاحظ في مسيرة الحزب اتخذوا تجاهه موقفا مناقضا له، بعدما “تبينت محاولة حزب العدالة والتنمية ربط كل شيء بالسلطة التنفيذية.
واعتبر كولن انقلاب أردوغان على حركته “أسوأ عشرات المرات” مما واجهته الحركة بعد الانقلابات التي قام بها الجيش العلماني.
رد أردوغان على اتهامات كولن الفاضحة بتشديد سيطرة الحكومة على المحاكم، ونقل الآلاف من ضباط الشرطة ومئات المدعين والقضاة، فيما يقول مناصروه إنه مسعى لتطهير القضاء من نفوذ كولن.
موقفه من “داعش” و”بوكو حرام”

عقب العمليات الإرهابية التي يقوم بها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، “داعش”- أدان كولن تلك الهجمات الإرهابية، وقال في بيان له: “إن كوني مسلما يؤمن بقوةٍ بمبادئ دينه الحنيف، فإنني أدين بشدة الأعمال الوحشية لتنظيم داعش الإرهابي. إن أفعالهم لا تنم بتاتا عن الإسلام الذي يدّعون اتباعه، وهي جرائم ضد الإنسانية. إن الدين يؤسس لأرضيةٍ ترسّخ لقيم السلام، وحقوق الإنسان، والحريات، وحكم القانون. وأيّ تفسير يجانب هذه الحقيقة يبقى خاطئا ومُضَلِّلا، وخصوصا استغلال الدين من أجل تأجيج الصراعات”.
وأضاف: “إن داعش ليس أول تنظيم إرهابي يستغل الخطاب الديني من أجل التغطية على وحشيته. فقد صنع تنظيمُ القاعدة نفس الشيء قبل 13 عاما، ويصنع حاليا ذلك تنظيمُ بوكو حرام، إن ما يجمع هذه التنظيمات هو تلك العقلية المتحجرة والاستبدادية، التي تُنكِر على الإنسان كرامته التي حباه الله بها”.
وتابع: “إن أيّ عنفٍ ضد مدنيين أبرياء أو اضطهادٍ لأقليات، يناقض روح الدين الإسلامي ومبادئ القرآن الكريم وسنة الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم. فإما أن أعضاء تنظيم داعش يجهلون تماما قواعد الإيمان الذي يدّعونه، أو أن أفعالهم تبتغي مصالح شخصية أو تستهدف أغراضَ أسيادهم السياسية. وبغض النظر عن هذا، فإن أفعالهم تُعادِل أفعال التنظيمات الإرهابية، وهو ما يعني جلبهم للمحاكمة وإخضاعهم للمساءلة عن جرائمهم المروّعة”.
واستكمل: “إنني أبعث من أعماق قلبي بتعازيّ الحارة إلى عائلات الضحايا في العراق وسوريا، وإلى عائلات جيمس فولي، وستيفن سوتلوف، وديفيد هينز، وأرجو المولى عز وجل أن يلهمهم الصبر والسلوان، وأن يقويّهم، وأن يرفع عنهم حزنهم. كما أدعو الله العلي القدير أن يفك أسر الرهائن سريعا، وأن يكونوا سالمين.
وأسأله تعالى أن يرشدنا إلى سبيل السلام والاحترام المتبادل. وأدعو الجميع حول العالم إلى رفع أكف الضراعة معي.”

موقفه من القضية الفلسطينية

Advertisements
Advertisements

أكد كولن أن العدوان الذي تقوم به إسرائيل على قطاع غزة، والذي أسفر عن سقوط ما يقرب من 500 شهيد من الأبرياء بينهم العديد من النساء والأطفال، لا يمكن أن يقبله أي عقل أو وجدان.
وأعرب كولن، في رسالة تعزية في الشهداء الفلسطينيين ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، عن أسفه الشديد وحزنه العميق لسقوط الشهداء خلال الهجمات الإسرائيلية قائلًا: “إن المعاناة التي يواجهها أبناء قطاع غزة جرّاء الحصار المفروض عليه منذ سنوات، وعدم القدرة على تلبية احتياجاتهم، هو بمثابة زلزال وصدمة لكلّ إنسان لم يفقد إنسانيته، وإنني علمتُ بخبر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وسقوط الشهداء من إخواننا الفلسطينيين الأبرياء أثناء اعتكافي خلال الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان المبارك”.

مؤلفاته
لـ”فتح الله كولن” كتب عدة بلغت 60 كتابا، وقد حصل على العديد من الجوائز على كتبه هذه، وأغلبها حول التصوف في الإسلام ومعنى التدين، والتحديات التي تواجه الإسلام اليوم، ومن أشهرها:
“أضواء قرآنية في سماء الوجدان”، “النور الخالد.. محمد صلَّى الله عليه وسلَّم.. مفخرة الإنسانية”، “ونحن نقيم صرح الروح”، “الموازين أو أضواء على الطريق”، “التلال الزمردية”، “القدر في ضوء الكتاب والسنة”، “مجموعة الأدعية المأثورة”، “طرق الإرشاد في الفكر والحياة”، “محمد صلى الله عليه وسلم: نبي السلام لبني الإنسان” و”روح الجهاد وحقيقته في الإسلام”.

الفيديو أدناه فيه يفتقد للموضوعية ومتحيز لأردوغان لكنه يعطي تصورا عن وجهة نظر المعادية لغولن

https://www.youtube.com/watch?v=SmaqjHlkBoM

Advertisements

وادناه حوار مع الخبير الألماني في الشؤون التركية غونتر زويفرت اجري عام 2014

“الصراع مع الداعية الإسلامي فتح الله كولن يضعف إردوغان”
بينما كان أنصار الداعية التركي فتح الله كولِن حلفاء سياسيين في السابق لحزب رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان، صار يدور بين هذين المعسكرين صراع على السلطة. ألكسندرا شرله أجرت الحوار التالي حول خلفية هذا الصراع وعواقبه، مع غونتر زويفرت الخبير الألماني في الشؤون التركية من المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية SWP.
– أحيانًا يصف الرأي العام حركة فتح الله كولِن كمنظمة غير حكومية وأحيانًا كشبكة سياسية وكذلك كجماعة دينية أو حتى كنِحلة أو فرقة إسلامية. فكيف تصف هذه الحركة التي أسَّسها الداعية الإسلامي التركي فتح الله كولِن؟

Advertisements

غونتر زويفرت: إنَّها بحسب تعريفي جماعة دينية تركِّز تركيزًا شديدًا على الداعية عبد الله كولن بالذات. ولكنها في الوقت نفسه تنظر إلى تعاليمها الدينية على أنَّها رسالة مجتمعية مدنية كما أنَّ لديها بالإضافة إلى ذلك إرادة سياسية واضحة المعالم. وهذه ظاهرة لا نعرفها في مجتمعاتنا الأوروبية.

لقد نشأت هذه الحركة نتيجة خطب الداعية فتح الله كولن الذي أدرك كيفية إعادة تفسير المطالب المعنوية والأخلاقية التي يوصي الإسلام بها المؤمنين. وتحديدًا ليس فقط من خلال نقل التقاليد الدينية ببساطة، ولكن كذلك أيضًا من خلال معرفة الطبيعة، أي إعادة معرفة الله وإدراكه في قوانين الطبيعة والفيزياء.

وقد عمل ذلك على تمهيد الطريق أمام المحافظين، الذين كانوا ينتقدون في السابق التعليم العلماني انتقادا شديدا بسبب خشيتهم من تزعزع التصورات والرؤى الدينية، فباتوا يرسلون أبناءهم إلى المدارس العلمانية في نهاية المطاف.
يقول غونتر زويفرت: “هناك أسباب عديدة للخلافات الحالية القائمة بين حركة كولن وحكومة حزب العدالة والتنمية المحافظ بزعامة رجب طيب إردوغان؛ إذ عملت هذه الحركة على توسيع نفوذها في أجهزة الدولة وربما أكثر بكثير مما تسمح لها به الحكومة”.
– كيف يتجلى في يومنا هذا الصراع الدائر على السلطة بين حكومة رئيس الوزراء رجب طيب إردوغان وحركة كولن؟

غونتر زويفرت: المحسوبون على هذه الحركة لهم حاليا سياستهم الخاصة القائمة بذاتها في كلّ من الإدارات والشرطة وكذلك أيضًا في القضاء والجيش ووزارة الداخلية. وتهدف هذه السياسة في المقام الأول إلى إضعاف الحكومة وزعزعة استقرارها وكذلك إلى إطلاق طلقات تحذيرية، وذلك بسبب شعور حركة كولن بالتهديد من حكومة إردوغان. أما في السابق فقد تعاونت الحكومة وحركة كولن بعضهما مع بعض تعاونًا وثيقًا للغاية من أجل إضعاف النخبة العلمانية في البلاد وخاصة من أجل الحد من نفوذ الجيش في الحياة السياسية.

هناك أسباب عديدة للخلافات الحالية القائمة بين حركة كولن وحكومة حزب العدالة والتنمية المحافظ بزعامة رجب طيب إردوغان: إذ عملت هذه الحركة على توسيع نفوذها في أجهزة الدولة وربما أكثر بكثير مما تسمح لها به الحكومة. وفي الوقت نفسه لا تتكوّن حركة كولن فقط من العاملين في المدارس والكوادر الإدارية، بل كذلك أيضًا من رجال أعمال يرغبون في جني المزيد من الأرباح من ثمار الدولة – أي من المناقصات والأشغال الحكومية ومن تخصيص الأراضي لغرض البناء أو كذلك من برامج دعم التجارة الخارجية. وهذا يعني أنَّ هناك الكثير من الثروة التي يمكن توزيعها، وحول هذه الثروة اختلف الطرفان أيضًا إلى حدّ ما.

  • يتميّز كلّ من حركة كولن وحزب العدالة والتنمية بزعامة رجب طيب إردوغان بطابعهما الإسلامي المحافظ. فما هي على الرغم من ذلك الاختلافات الأيديولوجية القائمة بينهما؟

غونتر زويفرت: من الناحية الإيديولوجية لا توجد بينها تقريبًا أية اختلافات. وكذلك توجد لديهما هوية إسلامية قوية وتوجّهاتهما الاجتماعية والأخلاقية محافظة، وهما يشدِّدان على الأدوار التقليدية للجنسين وعلى الهوية القومية التركية. كما أنَّهما يمجّدان بالإضافة إلى ذلك ماضي تركيا العثماني. ولكن مع ذلك توجد بينهما اختلافات سياسية مهمة وخاصة فيما يتعلَّق بالمسألة الكردية أو العلاقة مع إسرائيل والولايات المتَّحدة الأمريكية.

Advertisements

اتَّضح الصراع بين حركة كولن والحكومة في عام 2010 في المواقف المختلفة من قضية السفينة مافي مرمرة التي حاولت كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة؛ وكانت هذه السفينة تركية والمنظمة الخيرية التي قادت أسطول الحرية إلى قطاع غزة مقرَّبة من حزب العدالة والتنمية.

وفي تلك الأيّام واجهت الاجراءات التي اتخذتها إسرائيل انتقادات حادة في جميع أنحاء تركيا، بينما أدان فتح الله كولن نشاط أسطول الحرية وقال إنَّه كان من المفروض إبان التحضير لهذا الأسطول الحصول على موافقة إسرائيل من أجل نقل المساعدات إلى غزة. وهكذا فإن حركة كولن لا تتبنى مواقف الحكومة التركية الناقدة لإسرائيل والناقدة جزئيا للولايات المتَّحدة الأمريكية أيضاً.

  • ما مدى قوة حركة عبد الله كولن سواء داخل تركيا أو على المستوى الدولي؟

غونتر زويفرت: تعدّ حركة كولن على المستوى الدولي حركة مجتمع مدني قادرة على الشروع في مناقشات واتخاذ مواقف. وتحظى هذه الحركة خاصة في الولايات المتَّحدة الأمريكية بسمعة حسنة إلى حدّ ما، وذلك لأنَّها تعتبر هناك بمثابة تيار إصلاحي داخل الإسلام يدعو إلى التعليم العلماني والتعاون مع الكنائس وكذلك إلى الحوار بين الأديان. ولكنها لا تملك في الخارج أية سلطة سياسية.

ولكن الوضع في تركيا يختلف عما هو عليه في الخارج؛ حيث خلقت هذه الحركة في تركيا ومن خلال شبكتها التربوية والتعليمية نخبة تربوية وتعليمية من المحافظين الجدد. وبالإضافة إلى ذلك تُجرى حاليًا تحريات حول تورّط أبناء ثلاثة وزراء بارزين داخل حكومة إردوغان في قضايا فساد. ويعزوا الكثيرون هذه التحريات إلى أنشطة حركة كولن – ويعتبرونها جزءًا من الصراع الدائر على السلطة بينها وبين الحكومة.

  • هل سيؤدِّي هذا الصراع على السلطة إلى إضعاف إردوغان وحزبه، حزب العدالة والتنمية – خاصة بالنظر إلى الانتخابات الرئاسية والمحلية في تركيا والتي سيتم إجراؤها قريبًا في عام 2014؟

غونتر زويفرت: أجل، فهذا الصراع على السلطة يضعف الآن إردوغان وحزبه. ومن خلال الكشف عن قضايا الفساد هذه في محيط أسر بعض وزراء حزب العدالة والتنمية أصيبت سمعة حكومة حزب العدالة والتنمية بأضرار كبيرة لدى الناخبين. لقد كان إردوغان يصوّر حزبه، حزب العدالة والتنمية، على أنَّه الحزب الذي لن يتورّط على الإطلاق في قضايا فساد – وساهمت هذه الصورة إلى حدّ كبير في نجاحه.

Advertisements

وإذا صار الناخبون الآن ينظرون إلى حزب العدالة والتنمية على أنه حزب فاسد تمامًا مثل أسلافه، فسوف يشكِّل ذلك ضربة حاسمة لإردوغان وستؤدِّي هذه الضربة من دون شكّ إلى حصول حزبه على عدد أقل من الأصوات. لقد أثار إردوغان من خلال ردوده القاسية على المظاهرات التي خرجت في الصيف غضب الأتراك الليبراليين ضدّه – والآن باتت أيضًا فضيحة الفساد تشكِّل عبئًا على علاقة المواطنين المتديِّنين المحافظين مع الحكومة.

شاهد أيضاً

ذبح 50 شخصا في ملعب كرة قدم شمال موزمبيق على يد ” مسلحين إسلاميين”

Advertisements Advertisements قام مسلحون يعتقد أنهم ينتمون لتنظيم “أهل السنة والجماعة” بقتل  اكثر خمسين شخصا …