تحت عنوان “النواب الخيرين” كتب رئيس التحرير
قال أحد النواب الكردستانيين إن الخيرين في الكتل الكبيرة في البرلمان ومن المهتمين بمصالح العراق جمعوا 115 توقيعا لإعادة التصويت على القناعة باجوبة وزير المالية.
.. لن نجادل في موضوع زيباري
ولكننا نريد أن نشير إلى ثقافة عراقية سياسية شائعة ولا علاقة لها بالسياسة ولا بالعصر وبالدولة، وقل من ينتبه إليها.
..
فنحن لم نسمع يوما أحد مسؤولي الدول العظمى يصف السياسيين عداه بالخيرين او السيئين، الجيدين او السيئين..
هذه عبارات أخلاقية، مجانية، تقال في المقاهي، ويتداولها الناس في حواراتهم العادية، ولا يمكن استخدامها في مؤسسات الدولة.
انها على العكس تعمل على #اهانة_الدولة وتجعلها اشبه بسوق شعبية، من الدرجة العاشرة، تتصارع فيه “الباعة”، على جذب الزبائن “الغشمة”، والاحتيال عليهم.
الدولة ليست مقهى أو كافتيريا يا سادتنا النواب ويا رؤساء الكتل، انها مؤسسات تعمل وفق قوانين ونظم إدارية وانضباط عال، وكل من ينتسب إليها لا يتحدث بلغته الشخصية، بل بلغة الأرقام والخطط والجداول الزمنية، ومدى تطابق العمل المنجز مع المخطط له، ونجاحه أو فشله الخ.
.
تكشف الكثير من العبارات التي تصدر عن أفواه “قادتنا” عن ضحالة ثقافية وسياسية مرعبة، وهي تشبه في اصطلاحاتها باعة الرصيف والعتيق، بل وربما أسوأ من هذا!
.
ولو افترضنا أن الدولة ستسير على نظام السيئين والخيرين، فما هو القانون الذي يضبط هذا النظام ويجعله نافذا؟
وهل سيكون حينئذ قانون دولة أم قانون مضيف وتكية وعشيرة؟
..
قضايا كهذا، تكشف بشكل مرعب، عن أسوأ “عاداتنا” وهي أخطر لو تاملنا فيها، حتى من الفساد المنتشر فيها، وسقوط المدن بيد داعش.
.
وادعو الجميع لمراقبة هذه العبارات البدائية، فهي نوع من أخطر انواع الاحتيال ليس على الناس، بل على الدولة، واستهانة بها وبمؤسساتها، لأنها تشيع ثقافة “سياسية” منحطة جدا، ولا نستطيع مع استمرار الوقت من الانتباه إليها
.
خاتمة
إذا كان نوابنا وقادتنا وشيوخنا هم جميعا من الخيرين، فمن هم الشريرين؟
لا أدري ..ربما نحن!