اللهم وال من والاه وانصر من نصره
نقول بمناسبة عيد الغدير وذكراه لبعضنا: إن شاء الله الثبات على الولاية
ولكن هل ثبت شيعة عليّ على موالاة عليّ؟، أم انه أفسد بتقديس فلان لأنه سيّد، وعلان لأنه “حفيده”؟
هل وقف أولئك “الأحفاد” بوجه الفاسدين والدجالين كما فعل أمير المؤمنين، بغض النظر عن صفتهم ولونهم ودينهم وشكلهم؟
هل رفضوا مهادنة هؤلاء، كما رفض الامام مهادنة معاوية؟
أم انهم رفعوا راية علي في طريق ختم كل حجر فيه بختم معاوية، ورددت ألسنتهم كلماته، ولم تفعل أيديهم إلا عكسها؟
جعلوا القناع عليا والوجه معاوية؟
.
.. كان الامام ضوءا ينير دروب تاريخنا الحالكة
فكيف خدعنا وصدقنا كل من حمل قبسا من هذا الضوء، وجعلناه مقدسا وان سرق وأفسد وفعل الأعاجيب؟
كيف نقدس فلان لأن فيه “ريحة من جده”، ونغلق أنفنا عن رائحته النتنة؟
.
على من يسير على نهح عليّ أن يهتدي بنوره، وآخر من يدعي هذه الهادية هو من يصرخ ليل نهار بأنه في مقدمة من يسير بهديه!
.
حب الإمام والسير على نهجه الذي غير وجه التاريخ، ليس بمن يزحف كالأنعام على طريق هذا النهج ويصرخ ويبكي ويلطم، ويهيل التراب على وجهه
وليس بمن يحرض الناس على ذلك، ويقيم المناسبات التي لا أول لها ولا آخر..للإمعان في تجهيل الناس واستعبادهم
.
انما بمن يحرص على بقاء هذا الطريق نظيفا وطاهرا وينيره كل يوم بالعلم والعمل المثمر ويسمح للجميع ايا كان انتماؤه أن يسير عليه، من أي لون وجنس ودين كان، يحعله طريقا لطيفا هادئا فارغا من الشعارات واللافتات والقذارات والمواكب الضخمة والبشعة حتى جماليا، للدلالة عليه..
طريق كله اناقة وذوق ورقيّ ..
فالنور لا يحتاج لمن يرفع راية باسمه ويقول للناس انظروا: هذا نور !
النور يعرّف عن نفسه بنفسه، بمدن وشوارع نظيفة، لا تفتقر لأي نوع من أنواع الخدمات،
بشباب مبتسمين لا يحملون السلاح ولا يسبون ويشتمون، لأتفه الأسباب،
بمجتمع منظم ومتحضر لا يكفر ويخون بعضه بعضا باسم الامام وآل الإمام.
بحراس لا ينظرون لجوراب زوار الأئمة من النساء، خشية أن لا يكون نظاميا، ووفق التعليمات!
حب الإمام والسير على نهجه، ليس بمن يرتدي عمامته ويغلق طرقاته ويصول ويجول فيه بسياراته المصفحة والمليئة بحرس مدججين بالسلاح
بل بمن يسير فيه متواضعا أعزلا حييا كما كان يفعل أبي تراب.
حب الامام ليس بمن يحول حبه الى بضاعة بائسة لاستغلال الناس والبسطاء وسرقة اموالهم، واستغلالهم. ويرفع أمام عيونهم أسوار قصوره وحرسه وحشمه ويطالبهم بالمزيد!
.
حب الامام والسير على نهجه، يكمن بطرد قطاع طرقه والطارئين عليه وأولهم كل من حلف باسمه وجمع الاموال على حساب الأيتام والفقراء والشهداء،
من يعرف الإمام حقا، لا يأنف من العيش وسط الناس، ولا يسميهم عامة وجهلة، ويترفع عن ذكرهم ولا يسير في طرقهم ولا يعمل شيئا لأجلهم
.
من ينصر الإمام هو الذي يصدر فتوى واضحة وصريحة بأن الفقر حرام، والجوع حرام، والجهل حرام.
ويعلن أن الجهاد على الفساد والفاسدين الذين نهبوا العراق، هو الجهاد الأكبر، وأن كل ما عدا ذلك محظ دجل واستغلال وكلام في كلام.
هذا هو الثبات على ولاية علي
وهذا هو الذي ينصر من نصره
وكل ما عدا ذلك مجرد طقوس بدائية ومدعية ومحض أوهام
.
قل شيئا