داعش يحوّل جبل كبريت إلى بركان سام بالموصل لإعاقة قوات الأمن
دمار في دمار .. دمار للنفس والآخر.. هذا هو حصاد الذين تستعبدهم فكرة او عقيدة، ويبيعون حريتهم وفكرهم لها،
انه مرض لا يصيب الأفراد بل المجتمعات، ويحتاج لأن تفتح له المشافي لعلاج الحشود المصابة به!
انها فكرة مجنونة نعم، ولكن هل هناك جنون اكبر مما يفعله الطائفيون والدواعش على اختلاف أشكالهم وألوانهم؟
الدواعش، في جميع الحالات، هم أدوات هدم وقتل وتدمير وحرق وتشويه لكل شيء، “انتصارا” لإله يقبع في رأسهم، وبحاجة دائمة لمن يدافع عنه وكأنه عديم القدرة والحيلة بدونهم.
معمل كبريت المشراق في الموصل نموذج لما قد يفعله الدوغمائيون
قد تبدو هذه أمواج ترتطم على شاطئ في كوكب آخر، تيارات النيون تشتعل بالضوء.
لكن هذا المنظر الجميل.. هو في الحقيقة سامّ.
تشكيلات الصخور الصفراء هي كبريت خام.. يتفتت ويذوب من الحرارة العالية.
قد يبدو المنظر بركانياً، لكنه من صنع الإنسان..
عندما انسحب داعش من مصنع الكبريت هذا بمنطقة مشراق قرب الموصل، وضع عناصره متفجرات داخل ما كان جبلاً ضخماً من الكبريت.
كما وضعوا متفجرات حول المصنع على مساحة أربع كيلومترات تقريباً، ما نشر دخاناً ساماً ومميتاً.
مئات من سكان المنطقة اضطروا إلى طلب العناية الطبية بسبب صعوبة في التنفس وحرقة في الأعين وحالات اختناق.. والمستشفيات نفد منها الأوكسجين.
لا أعرف كيف يستطيع غالبية هؤلاء العمال التعامل مع الرائحة وحرقة العيون، فهم لا يملكون حماية مناسبة للوضع. هؤلاء الناس لا يملكون أقنعة الغاز لكنهم يعملون بجهد هائل محاولين السيطرة على الوضع.
وما يزيد من غرابة المشهد وجود جرافات تملأ هذا المكان. رجال الإطفاء يحاولون إخماد النيران بإلقاء الكثير من الوحل عليها.
هذه ساحة معركة ليس فيها أي قواعد أو حدود.
هذه هي إحدى الطرق التي يستخدمها داعش، ليس لإعاقة تقدم قوات الأمن باتجاه الموصل فحسب، إنما لإلحاق الحد الأقصى من الأذى بالمدنيين.
إذا كانت هذه إشارة لما قد يفعله داعش للحفاظ على سيطرته هنا، سيكون من المرعب تخيل ما يخطط فعله بالموصل.
#داعش يحوّل جبل كبريت إلى بركان سام في #الموصل https://t.co/qbiGk680tw pic.twitter.com/Kdb6cDCwWk
— CNN بالعربية (@cnnarabic) October 25, 2016