أقدم مقاتل إيرلندي في صفوف داعش، على تفجير نفسه بمعسكر للقوات العراقية بمدينة تلعفر، في محافظة نينوى.
وقال التنظيم إن الإيرلندي فجّر نفسه جنوبي تلعفر، وتحديدا في قرية اغزيل الكبير، وفقا لصور نشرها على حسابه الرسمي في “تليجرام”.
ويعد “أبو أسامة الإيرلندي”، أول مقاتل من إيرلندا، يفجر نفسه في صفوف التنظيم.
ولم يسبق للحكومة الإيرلندية، التصريح حول عدد مواطنيها الذين التحقوا في صفوف داعش.
وذكرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية أن “أبا أسامة”، ولد في العاصمة دبلن، واعتنق الإسلام قبل سنوات، وغادر إلى سوريا والعراق باسم مستعار هو “خالد كيلي”.
وأثار كيلي، واسمه الحقيقي تيري كيلي، جدلا واسعا في إيرلندا قبل سنوات، بعد دعوته لقتل الرئيس الأمريكي باراك أوباما عند زيارته لإيرلندا.
وكانت صحيفة “الديلي ميل” ذكرت في وقت سابق أن كيلي اعتنق الإسلام عام 2000، عندما سُجن في المملكة العربية السعودية بتهمة بيع الكحول، والخمور.
وغادر كيلي، إلى باكستان قبل سنوات، ويُتوقع أنه تدرب مع حركة طالبان، أو تنظيم القاعدة، كما أنه تزوّج بامرأة باكستانية، وأنجب طفلا أسماه “أسامة”، تيّمنا بأسامة بن لادن.
وذكرت صحف أخرى، أن كيلي الذي اقترب من الخمسين سنة، عمل مع تنظيم الدولة في سوريا ممرضا، قبل أن ينتقل إلى العراق.
https://www.youtube.com/watch?v=Ak3C1JJhZEc
https://www.youtube.com/watch?v=KgVAgVgtIhY
وهذا لقاء معه في الشرق الأسط عام 2003
الإسلامي الإيرلندي خالد كيلي.. من صناعة وبيع الخمور سراً في السعودية.. إلى الإسلام في سجن الحائر وقيادة حركة أصولية في أوروبا
مسؤول جماعة «المهاجرون» في «إيرلندا» لـ«الشرق الأوسط»: حققت أرباحا هائلة من تعبئة زجاجات «صديقي» بالخمور الرخيصة * كنت أكره صوت الأذان وطرز المساجد لكن رحمة الله الواسعة في سجن الحائر غيرت مجرى حياتي
لم اصدق نفسي وانا استمع الى اعترافات القيادي الاصولي خالد كيلي مسؤول جماعة «المهاجرون» في ايرلندا، وهو يتحدث عن رحلته «من الكفر الى الايمان»، او كما يسميها «من الظلمات الى النور». يقول «الخواجة» الاصولي كيلي «ان رحلة الكفر والضلال بدأت مع صناعة الخمور «السرية في السعودية» في الفترة التي عمل فيها كممرض في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض، الى اعتناقه الدين الحنيف في سجن الحائر بالسعودية عام 2000، اثناء قضائه مدة العقوبة بعد ضبطه وهو يصنع في منزله نوعا رخيصا من الخمور يعرف باسم «صديقي».يقول الممرض الايرلندي خالد واسمه قبل الاسلام تيرنسي ادوارد كيلي في لقاء اجرته معه «الشرق الأوسط» بلندن انه كان يكره الاسلام، وبصفة خاصة صوت الاذان عند حلول موعد صلاة الفجر في الرياض، لكن الله كان قد اعد له رحلة اخرى غيرت مجرى حياته.
ويعترف انه ذهب الى العاصمة السعودية للاثراء السريع، وكان يكسب مبالغ هائلة من صناعة الخمور السرية الرديئة النوعية في منزله، بالاضافة الى مشاركته في تهريب الانواع الثمينة منها من «الويسكي» من صنف «البلاك ليبل» من البحرين ومن الخبر الى الرياض، عبر شبكة منظمة. وكان لديه قائمة بعملائه العرب والاجانب من المشترين، الى ان تم اعتقاله وارساله الى سجن الملز في شرق الرياض ومنه انتقل لتمضية خمسة أشهر في سجن الحائر بشمال العاصمة السعودية.
ويضيف ان قائمة العملاء من المشترين، اهداها اليه طبيب اميركي كان شريكه في صناعة الخمور السرية في نفس المستشفى التخصصي، قبل انتهاء تعاقده، ورحيله من الرياض ومعه على الاقل ثروة ضخمة تقدر بأكثر من مليون دولار من تلك التجارة. وعن عمليات تهريب «الويسكي» من الخبر والبحرين بالسيارات يقول خالد كيلي «اليوم اشعر أنه لا بد من حدوث تغييرات في نظرة رجال الجمارك وضباط الشرطة السعوديين للاجانب الذين ينظرون اليهم بكثير من التقدير والاحترام». ويضيف «احد الجنود قال لي ذات مرة عند نقطة مرور بالعربية «اميركي اعبر»، قبل ان انطق واقول له انني ايرلندي».
- أرباح هائلة من خمور «صديقي»
-
اما بالنسبة للخمور المحلية من نوع «صديقي»، فيقول الاصولي الايرلندي والممرض السابق في مستشفى الملك فيصل التخصصي: «انها لا تكلف شيئا، فالمواد الاولية سكر ومياه وخميرة». ويضيف «كنت ابيع الصندوق من خمور صديقي لاصدقائي بـ 1200 ريال، بينما تكلفته تقل كثيرا عن 50 ريالا».. ويشير الى ان السلطات السعودية صادرت ثروته من المال الحرام وهو في الوقت ذاته غير آسف على ذلك ايضا. يقول ان فترة السجن كانت «رحمة من الله ونقطة تحول» في تاريخ حياته، لانه عرف معنى الاسلام الحقيقي داخل عنبر سجن «الحائر» من خلال كتيبات صغيرة تشرح اصول الفقه والدين الحنيف كان يمده بها شاب افغاني سجين يجيد الانجليزية اسمه ايوب.
ويوضح: «قبل الإسلام لم أكن أعرف في حياتي معنى للحب، ولكنني عندما قرأت القرآن شعرت بفيض واسع من الرحمة والعطف يغمرني، واحس الان ان الذي قادني إلى الإسلام في سجن الحائر بالرياض هو محبة الله التي لا تقاوَم، هو شيء اكبر مني لا أستطيع تفسيره او اختزاله في كلمات قليلة».
ويقول القيادي الاصولي ان النقطة الوحيدة التي تنغص عليه حياته اليوم هي ان زوجته البريطانية لم تشهر اسلامها بعد، ولكنه يشعر ان الله سيهديها اليه يوما ما، وهو لم ييأس من ذلك بعد، وان كان بعض الاخوة الاسلاميين اشاروا علي بضرورة الاقتران بأخرى «تدين بالله الواحد القهار».
- نطقت بالشهادة في سجن الرياض
ويوضح خالد كيلي «انه في فترة الكفر والضلال كان لي اصدقاء اجانب كثيرون في السجن السعودي، لكن بعد اعتناقي الاسلام والنطق بالشهادة، ابتعد الجميع عني، وتوقفوا عن الحديث معي، بل اعتبروني افة او جاسوسا عليهم». ويتذكر صديقه الفلبيني جواين الذي اشهر اسلامه في سجن الحائر ايضا، وتحول الى ابراهيم.
ويقول «كان ايوب الافغاني خير عون لنا في عنبر سجن الحائر، الذي يتسع لنحو 150 سجينا، لفهم أركان الاسلام الخمسة، والاحاديث النبوية وتفسير جزء عم من القرآن الكريم». ويوضح ان العنبر كان موجودا في الدور الارضي على اليمين بعد المدخل، ويضيف:
«سمعت الكثير من القصص والشائعات عن وجود عنابر سرية تحت الارض في الحائر، ولكني لم ار شيئا بعيني من هذا القبيل، وكنت احمد الله اننا فوق الارض». ويشير الى انه في السجن السعودي كان الدخول الى عالم الاسلام الرحب سهلا، «فلم يكن هناك خمر او لحم خنزير، حتى احس بالمعاناة النفسية، فقط شعرت بغربة شديدة من السجناء الاجانب الذين اعتزلوني عقب ان نطقت بالشهادة». ويقول: «قدم لي النقيب علي من حرس السجن سجادة صلاة ومصحفا هدية، وكان لطيفا للغاية معي وهو يهنئني على دخول الدين الحنيف». ويعترف الاصولي الايرلندي: «اليوم يتملكني الخوف والرهبة بعد كل صلاة، عندما انظر الى السنوات التي تركتها خلفي، وكلها كفر وضلال، فبالرغم من انني كنت موجوداً في الرياض، لكني قبل اشهار اسلامي، كنت لا أنقطع عن شرب الخمر، وكنت اذهب الى الملحقيات الدبلوماسية الاجنبية لأنال حظي من المنكر، قبل معرفتي بصناعة الخمور السرية في منزلي، وكنت احقق ارباحا هائلة تقدر بعدة آلاف من الجنيهات اسبوعيا من صناعة زجاجات صديقي المعبأة بالخمور رخيصة الثمن» .
وقال انه كان يحقق ارباحا من صناعة الخمور تقدر بنحو 15 الف ريال اسبوعيا. مشيرا الى ان زجاجة «صديقي» من حجم اللتر الواحد كانت تكلفه خمس ريالات، ولكنه كان يبيعها بسعر الجملة بـ 90 ريالا». ويوضح الاصولي الايرلندي ان اللحظة التي نطق فيها بالشهادة داخل عنبر سجن «الحائر» يوم 10 اكتوبر (تشرين الاول) عام 2000، خلف زميله السجين ايوب الافغاني، وشيخ سعودي كان يزور السجن بانتظام، شعر فيها انه ولد من جديد، يقول «شعرت بالهزيمة لاول مرة في حياتي».
واسأله عن اقلاعه السريع عن الخمر بعد اشهار اسلامه فيقول: «في عنبر سجن الحائر لم يكن هناك الا الطعام الطيب واناس طيبيون وقعوا بطريق الخطأ في المحظور». ويضيف «اما بعد خروجي من السجن ووصولي الى بريطانيا فان الاسلام علمني هجر المعاصي واماكنها مثل الخمارات والبارات التي كنت اتردد عليها في ضاحية ووليتش والابتعاد عن رفقاء السوء». وخالد كيلي سعيد الآن، وهو يعبر عن ذلك ببساطة بقوله بالعربية: «أنا بخير.. أنا في قلب الاسلام». ويوضح: «اكملت ديني والحمد لله ولم يتبق لي الا الختان، رغم ماسمعته من قصص عما تلحقه بالنفس من آلام نفسية لمن هم في مثل سني». ويقول الاصولي الايرلندي عن ماضيه «على الارجح كنت ملحداً، لا أعتقد بوجود الله. وذلك على الرغم من تحدري من عائلة تؤمن بالله، ولكنها ليست ممارسة للشعائر الدينية. وقد اكتشفت حبي لله في الإسلام». ويضيف: «اختار لي ايوب الافغاني اسم خالد، تيمنا بالقائد العربي الشهير خالد بن الوليد، وقال لي ايوب: ان اسم خالد يعني الخلود اي انه من اسماء الله الحي القيوم الذي لا يفنى».
- فقدت وظيفتي في لندن لتأييدي طالبان
يقول الاصولي الايرلندي: «منّ الله بواسع علمه ورحمته عليّ، وانا استمع الى عمر بكري زعيم حركة «المهاجرون» في مسجد ووليتش بغرب لندن في حلقة الدرس الاسبوعية لـ«المهاجرون» عام 2001 شعرت انني استمع الى نوع جديد من الاسلام يتحدث عن «الجهاد» ذروة سنام الاسلام، دون خوف او وجل، ويتحدث عن عودة «الخلافة»، التي اشعر انها قادمة لا محالة، وضرورة الانتقال الى الشباب الظامئ الذي يبحث عن اصول الدعوة الاسلامية في الشارع البريطاني بلندن وبرمنغهام ومانشستر وبقية المدن الداخلية». ويتطرق الشاب ذو العيون الخضراء الى المعاملة التي تلقاها في مستشفى سانت ماري بلندن بعد عودته من السعودية اثناء الحرب على افغانستان، عندما عرفوا انه يؤيد حركة طالبان التي سقطت بفعل الضربات الاميركية. ويوضح «لم استطع ان اخفي اعجابي بابن لادن عقب اندلاع الغارات الاميركية على افغانستان في 7 اكتوبر 2001». ويضيف ان مديري المستشفى لم يكونوا سعداء على الاطلاق، وانا اقول لهم ان ابن لادن يحارب الهيمنة والغطرسة الاميركية من داخل كهف في جبال تورا بورا، وقبل ان ينتهي الاسبوع كنت قد فقدت وظيفتي في المستشفى البريطاني».
تحت مظلة حركة «المهاجرون»
وينتقل خالد كيلي الى مرحلة العمل الاصولي تحت مظلة حركة «المهاجرون» فقال انه يشرف حاليا على الحركة الاسلامية في ايرلندا، «وهناك استجابة واسعة من الشباب الايرلندي للدين الحنيف عبر ادبيات جماعة المهاجرون». ويقول: «ان الهداية ليست حكرا على بشر حتى لو كان نبياً مرسلاً». واستشهد بالاية القرآنية: «انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء».
وقال ان شباب الحركة في تجمعاتهم كل يوم سبت في شوارع دبلن «يتلقون الكثير من الاسئلة عن الاسلام والجهاد». واشار الى «ان استجابة الايرلنديين للاسلام اسرع بكثير من الانجليز، رغم انهم يسألون الكثير من الاسئلة قبل مرحلة الاقتناع».
واوضح «الاسلام مادة فطرية سهلة، ليس بها تعقيدات، ولذلك يجد الانسان نفسه في الاسلام، لانه ليس به كهنوت والغاز». ويضيف «استشعرت بعد افتتاح مكاتب حركة «المهاجرون» في دبلن ان الاسلام يلامس شغاف قلوب الكثير من صغار السن، وبدأوا في الاستجابة، وهي مرحلة مررت بها في سجن الحائر بالرياض».
ويقول انه يركز اليوم في حديثه «مع الايرلنديين الباحثين عن واحة السلام والهدوء في شوارع دبلن، على قضايا ان الاسلام يحرر العباد من عبودية الانسان لنفسه الى فكر ارحب واوسع وقضايا كونية شاملة».