أزاميل/ متابعة الفيسبوك:
نشر الناشط نبراس الكاظمي مادة على صفحته في الفيسبوك اثارت الكثير من النقاش والمداخلات، فضلا عن قيام عدد كبير من صفحات الفيسبوك بمشاركتها.
وفي هذه المادة يطرح الكاظمي تساؤلات واقعية، تشي بحيادية وموضوعية في الرؤية والتناول، وتقدم صورة للواقع العراقي والعربي عموما.
وقد اعتبرت “ازاميل” ان هذه المادة تصلح ان تكون شهادة حية تمثل كثيرين في لحظتنا الراهنة، ولا بد من نشرها وترك الفرصة لعدد اكبر من المتابعين والمعنيين، لإبداء رأيهم، في واقع اعتاد على مسح الأكتاف هنا وهناك ولا يشير إلى جوهر مشكلاتنا بأسلوب علمي ومحايد.
وإليكم نص ما كتبه الكاظمي.
الانفعالي هو من يتحسس من سماع إسم “ايران”، او ينبري دفاعا عنها لأن اسمها “ايران”.
بالطبع، اي تحالف يصب في مصلحة العراق مرحبٌ به. ولكن، المحلل يسأل: هل الدور الايراني فعلا ذو فائدة؟ هل كان الدور الايراني، في السنوات السابقة، مفيدا للعراق؟ ام انه ساهم في ايصالنا الى الحالة التي نحن فيها؟
وايضا، هناك مراكز قوى متعددة في طهران، وبعضها يجد بأن الخط الذي اتبعه الجنرال قاسم سليماني في تأزيم الموقف في العراق (…وقبله في الشام، وحتى سياسيا في لبنان) لا يخدم مصالح ايران بل يقوضها، ويضعف وضع الشيعة في الشرق الاوسط عموما على المدى البعيد. فإن قيّمنا سيرة سليماني عبر السنوات الماضية والنتائج المترتبة على ذلك، هل سنجدها مقنعة وتستحق المضي على نهجها؟
وهل هناك فائدة حقيقية للتطبيع الاعلامي المواكب لذلك؟ من نشر صور الخميني والخامنئي في شوارع بغداد (وحسب النيويورك تايمز، على طول الطريق من بغداد الى مشارف تكريت مرورا بسامراء)، او تسليط الاضواء على الجنرال سليماني شخصيا او على مندوبيه، كما تعرفهم النخبة السياسية العراقية منذ ايام المعارضة، ابو مهدي المهندس وهادي العامري؟
ولما يتم تخصيص جلّ الدعم المقدم الى “الحشد الشعبي” الى تنظيمات تعود بمرجعيتها الفقهية الى السيد الخامنئي، بالرغم من انها تستمد شرعيتها الجماهيرية، عراقيا، من فتوى السيد السيستاني؟ وقد يعتقد البعض بأن ذلك من حق ايران لأنها حرة بإختيار من تخصص له مواردها، ولكن النقد المالي التي دفع مقابل تجهيز واعداد هذه المجاميع جاء من الخزينة العراقية، ولم يأتي من باب التبرع العيني او النقدي الايراني.
ولا ادري لماذا يتم التمويه على هذا الامر، فالعراق دفع ما يقارب 700 مليون دولار، سلمت نقدا من حسابات المصارف العراقية في بغداد، مقابل المعدات التي اتت من ايران، لشركات تعمل تحت غطاء عراقي، ولكنها تدار من قبل اشخاص مقربين للجنرال سليماني، لتفادي العقوبات الدولية المفروضة على المصارف الايرانية. وان احتسبنا الكلفة الحقيقية لما وصلنا من معدات، سنجد بأن العراق دفع، في بعض المواد، اضعاف تكلفتها الحقيقية، وهناك احتمال بأن المال الفائض تم توظيفه في جبهات سوريا ولبنان واليمن من قبل الحرس الثوري، لأن الخزينة الايرانية تعاني هي الاخرى من الشحة المالية.
وكان موضوع التمويل والتجهيز، ومحاباة ايران لبعض الفصائل على حساب الآخرين، سببا مباشرا في انسحاب سرايا السلام العائدة للتيار الصدري من المواجهات، من بعد ان انهكتها تكاليف الحرب، وتصاعد حدة النفور الشخصي بين سليماني والسيد مقتدى الصدر.
ومن جانب آخر، هناك محاولة لتصوير الامر وكأن المساعدة الايرانية هي الوحيدة ذات مردود فعلي في الحرب على دولة الخلافة، وبأن جهود التحالف الدولي باهتة، او حتى فاشلة، بل هناك من يسّوق بأن التحالف الدولي، وعلى رأسه امريكا، تدعم دولة الخلافة بالخفاء من خلال القاء المساعدات وما عليه. ما هي مصلحة العراق من التباعد ما بينه وبين التحالف الدولي، وقد شهدنا اولى مراحل الجفاء برفضه للغطاء الجوي الدولي في معركة تكريت؟ ولما تم التغاضي اعلاميا عن دور هذا الغطاء الجوي في اشتباكات آمرلي وجرف الصخر وبلد والدجيل، مثلا؟
علينا تجاوز مرحلة الانفعال، كي نفكر في ما لنا وما علينا. هل الجنرال قاسم سليماني انسب شخص لإدارة الدور الايراني المساعد في حربنا ضد دولة الخلافة؟ هل لدى العراق مصلحة في استفحال الجفاء بينه وبين امريكا؟ هل هناك فائدة في ابراز نجم فلان من خلال اعلام الجبهة، وتغييب نجم علان؟ هل هناك مصلحة عراقية في تعزيز مرجعية ولي الفقيه وتطبيعها في الشارع العراق على حساب المرجعيات الاخرى؟
علينا التوقف بين الحين والآخر ومساءلة انفسنا “الى اين نحن ذاهبون؟” هناك من يقول بأن هذا التساؤل هو ترف تنظيري في خضم ملاحم الحروب والتعبئة العاطفية والنفسية المطلوبة لذلك، وربما ينعت الآخرين المخالفين بأوصاف تحقيرية. وفي المقابل، هناك من يقول بأن من يظفر بالحرب هو من لديه الاستعداد بأن يتخلى عن قناعاته السابقة ويتكيف فكريا مع واقع متغير.
ومن بين التعليقات على هذه المادة ننشر أدناه، بعضا منها:
العراق ما زال في مرحلة التأثر لا التأثير، وهذا ما يجب أن ننتزعه بسواعدنا انتزاعًا من إيران وأمريكا.