صابرين الحسيني فتاة من الناصرية كسرت التقاليد المتعارف عليها في المجتمع بالجنوب والفرات الاوسط في العراق، وذلك بإفتتاحها مقهى عائلي في الناصرية، يحتوي على مكتبة ثقافية وعلمية.
الحسيني اشترطت الدخول الى “كوفي شوب مزاج العائلي”، للعوائل أو شخصين على الأقل مختلفين بالجنس.
واوضحت ان “العوائل تتوافد بصورة طبيعية إلى المقهى، ويستمتعون بالجلوس والحديث فيه، ويشدون من عزيمتنا للإرتقاء بالمشروع وجعله من المشاريع الكبيرة في محافظة ذي قار، وقد حقق المشروع نجاحا واضحا.
وأشارت إلى ان “العوائل تتوافد بشكل كبير، لأن المقهى هو المتنفس المغلق الوحيد في ذي قار، وشروط الدخول هو للعوائل او شخصين فقط، ولا يوجد مكان مغلق. فالقاعة مفتوحة وسوف تجهز بكاميرات مراقبة وتقنيات حديثة”.
ولفتت الحسيني، إن “المكان مفتوح للجميع، والعوائل تأتي بإستمرار من أجل قضاء وقت ممتع بعيدا عن الروتين المنزلي”.
وأوضحت، إن “المقهى مخصص لجميع العوائل، وأغلب العائلات تصطحب معها صديق مقرب أو زميل، لأن المكان مؤمن.
من جانبه، قال أحمد الخطيب، شريك الحسيني في المقهى، إن “فكرة المشروع انطلقت لنجعل لعوائل ذي قار متنفس عائلي له خصوصيته، وهو مكان مغلق بعيدا عن المتنزهات”.
والحسيني عمرها 23 عاما وهي كاتبة وصحفية لديها كثير من الكتابات اخترنا لكم احداها بعنوان قيود
في مخيلتي أفكار كثيرة اطمح ان أحققها لأرتقي بواقع المرأة وأهمها فتح مقهى نسائي.
الفكرة راودتني منذ سنين طوال وكان حلمي ان أبادر بجمع النساء في مكان جميل وهادىء ليتبادلن تجاربهن وخبراتهن كل في مجالها.
إلا أن سلسلة من القيود، حالت دون ذلك ومنها العادات وتقاليد المناطق الجنوبية وخصوصاً بذي قار، حيث لا يُسمح للفتاة او المرأة أن تخرج بمفردها او تذهب الى المقهى. لذلك، عدلت عن فكرتي، ورغم ذلك لازلت أواجه نقدا كبيرا من عائلتي حول فكرة مشروعي بدعوى أنها جريئة وغير ملائمة.
هدفي من هذا المشروع هو تشجع الفتيات كي يعشن حياتهن بأكثر حرية، ويتركن الإعتماد على الرجل في كل شيء، اذ لابد أن يصبح للأنثى كيان خاص بها ومورد اقتصادي يعطيها استقلالية، مما سيخفف نسبيا هيمنة الرجل عليها.
مثلي العديد من النساء اللواتي يحلمن بتحقيق مشاريعهن ومنهن من نجحن في ذلك. فمثلا، جارتي توفي زوجها، فأبت على نفسها العودة الى أهلها والتقيد من جديد. لذلك ولكسب عيشها، خصصت مكانا من بيتها لفتح صالون حلاقة وتمكنت من تلبية حاجياتها، لتتخلص نوعاً ما من سيطرة أفراد العائلة وضيق صدرهم بسبب التكاليف المعيشة الخاصة بها وبأولادها. وهكذا كسبت حريتها واحترامها لذاتها.
احدى زميلاتي في الدراسة، وجدت نفسها عاطلة عن العمل بعد تخرجها، فأخذت تجمع الاشياء المتروكة وتصنع منها أدوات منزلية يدوية. وتمكنت بذلك من تحسين وضعها المادي، والعيش هي وأختها وامها دون الحاجة الى رجل ليصرف عليهن.
لابد أن تفكر المرأة أن الرجل هو شريكها في جميع جوانب الحياة، لكن لا يجب أن يكون ذلك على حساب شخصيتها، اذ لابد ان تشتغل وتحقق ذاتها وتتلذذ بما كسبته من أموال بتعبها وشقاءها، حتى تحس بطعم السعادة الحقيقية.
انا عن نفسي، لن استسلم وسأنفذ مشروعي وسأحاول أن اقتل في داخلي الخوف من القيود المجتمعية التي تمنع المرأة من العمل في أماكن عامة.
ليت كل أمرأة تفكر أن تأخذ دورها الحقيقي في المجتمع وتطالب بحقوقها وتواجهه الصعوبات وتثبت أن النساء قادرات على إنجاز أي عمل في أي مكان، وليس الأمر حكراً على الذكور!